“نسرين النمر” ترد على الاستفهامات : هناك مسؤولون يتهربون المواجهة .. وبرنامجي تسبب في إقالة كثير من المقصرين!!
مثَّل برنامجها، الذي تقدمه وتساهم في إعداده، اختراقاً واضحاً في نوعية البرامج السودانية.. فـ (حالة استفهام) اختار الانحياز بقوة إلى صالح كثير من القضايا الاجتماعيّة والسياسية والخدميّة المسكوت عنها، في كثير من أجهزة الإعلام.. جرأة في التناول والطرح والتنقل بين ثنايا القضايا التي يطرحها، مما وضع مقدمته “نسرين النمر” في مواجهة عدد من المشكلات الملحة والعاجلة.
التقتينا “نسرين” وأدارت معها حواراً ردت فيه على كثير من (حالات الاستفهام) المتعلقة ببرنامجها المثير جداً للجدل:
{ هل ترين أن (حالة استفهام) يمثل بالنسبة لك نقلة نوعية بعد النجاح اللافت الذي حققه بنسب مشاهدة عالية؟
– لا.. ليس نقلة بمعنى تحول، وإنما مواصلة للمسيرة الإعلامية التلفزيونية، ووجد نجاحاً لأنه لامس حاجيات الناس وابتعد عن الصفوية البرامجية التي هي دائماً ما تكون أكثر جاذبية وتصنع نجومية لمقدم البرنامج في كثير من الأحيان.
{ البرنامج طرح كثيراً من القضايا الملحة والعاجلة في الحياة السودانية.. هل تعتقدين أنه ساهم في حلها؟
– نحن ليس هدفنا حل المشاكل بقدر ما همنا أن نسلط الضوء عليها.. ولكن (حالة استفهام) ساهم في تغيي نوعية وشكل برامج (التوك شو) في البلد
مقارنة مع برامج أخرى.. و(ده المهم).. وأصبح بين ليلة وضحاها طريقاً يشق بصعوبة.. ولكن يستمر.. وخطوط حمراء كثيرة تحطمت.. ظاهرة كانت أم وهمية.
{ ما هي القضايا التي أثر فيها بشكل واضح؟
– ساهم في حل كثير من القضايا.. واستطاع لأول مرة وكأول برنامج تلفزيوني سوداني أن يجبر المسؤول على اتخاذ قرارات في صالح القضايا التي تناولها.
{ هل تسبب في إقالة بعض المقصرين؟
– نعم، قرارات بعض المسؤولين الذين تجاوبوا مع البرنامج كانت سبباً في إقالة كثير من المقصرين.. وتحسس آخرون رؤوسهم.. لكن صارت هناك حساسية من الكثيرين تجاه الطرح الإعلامي الجاد والمهني.. بل أصبح البرنامج من أولويات آليات الرقابة بالنسبة لكثير من الجهات المسؤولة، وهذا طبعاً بفضل المجهود الكبير المبذول من الزملاء على رأسهم الفنان ذي الحساسية العالية تجاه المجتمع الأستاذ “ياسر عركي”.
{ هل طاقم البرنامج يكفي لإثارة كل هذا الزخم حوله؟
– (حالة استفهام) غير البرامج الأخرى.. يعده اثنان فقط.. أنا و”ياسر عركي”، وهذا لا يحدث في كل أنحاء العالم.. مثلاً يبلغ عدد معدي برنامج (العاشرة مساء) في مصر (63) معداً يقفون خلف الإعلامية “منى الشاذلي”.
{ هل يتهرب المسؤولون من برنامجكم؟
– نعم هناك بعض المسؤولين يتهربون من مواجهة الحقيقة، لأنهم يقفون على أرضيات هشة.. ونحن اقترحنا – احتراماً لمهنية البرنامج – (الكرسي الفاضي) للدلالة على أن المسؤول (فلان الفلاني) تغيب.. وطبعاً نضع (الكرسي الفاضي) بعد الخطابات و(التلفونات) التي نواظب عليها منذ بداية الأسبوع.
{ مَنْ مِنْ المسؤولين تغيب عن برنامجكم؟
– كثيرون.
{ مثل مَنْ؟
– كواليس البرنامج تضج بالكثير.. ولكن إدارة القناة متفهمة للدور الكبير الذي يقوم به البرنامج وتدعمه.
{ بصراحة.. هل تعرضتِ أو تعرض طاقم البرنامج إلى سياسة (العصا والجزرة)؟
– نعم.. ولكن (ما في داعي) لذكر هذا حتى لا يفهم أنه ادعاء بطولة.. وهذا ليس هدفنا.
{ هل حدث أن بدأتم في حلقة وتوقفتم عن بثها.. وما هو السبب؟
– الحلقات كانت تحرك (ناس كتار جداً).. وهناك حلقات توقفت.. وذات مرة أنهيت حلقة في ثلاث دقائق فقط.. لأن المسؤولين لم يأتوا.. وكنا بصدد
مناقشة خبر عن أن السودان به أعلى معدلات لحمى الروماتيزم عند الأطفال المسببة لمشاكل أساسية في الشرايين وتؤدي إلى مشاكل في القلب.. وهو مرض تخلص منه العالم بعد أن استطاعت محاربته.
{ هل أحدث حراككم اختراقاً في نوعية هذه البرامج؟
– نعم، وللأمانة فإن إدارة قناة (النيل الأزرق) أتاحت فرصة لم تكن موجودة من قبل في الإعلام السوداني، لمعالجة قضايا بهذه الجرأة.. والآن ما عاد الإعلام التقليدي مؤثراً في وجود الفضاء المفتوح والإعلام الجديد.. لذلك الصمود – بل الوجود – مرتبط بالحقيقة.. والحقيقة فقط ولا غيرها
حوار محمد ابراهيم