* منذ تنحي الرئيس السابق جمال الوالي انفرط عقد ترابط المجتمع المريخي بظهور فئة معادية للرئيس السابق ولكل من عمل معه ولكل من أيده أو والاه خلال فترته الطويلة الناصعة.
* وهذا العداء لم يقتصر على الخلاف في أسلوب العمل الإداري الذي يصب في مصلحة النادي (نحن في المريخ إخوة واختلاف الرأي فينا يجعل المريخ أقوى) ولكن تعداه للإساءة والتجريح والسب والاحتقار ونكران الجميل ونكران كل الجهد الذي قدم للمريخ في عهد مجالس الوالي وبصورة مخلة وغير منطقية.. مما أوحى بأن هذا العداء يأتي من منطلقات الكراهية السياسية لا غير..
* والإساءات والسب والاحتقار والسخرية لم نسلم منها نحن لمجرد أننا أنصفنا عهد الوالي وأكدنا بالإحصاء والأرقام والمنطق إن محصلة مجالس الوالي لم تكن فاشلة.
* لقد تفهمنا وتقبلنا كل الإساءات والاستخفاف والتجريح والسب والشتائم من إخوة في المريخ أثرت عليهم نعرات الكراهية السياسية تجاه جمال الوالي.. ولم نرد على الإساءات والسب والشتائم رغم سهولة ذلك.. حتى لا نؤجج النيران ونساهم في تمزيق المجتمع المريخي.
* رغم ما تربطنا بالأخ جمال الوالي من صلة نسب ورغم أن مدير مكتبه أحد أبناء أسرتنا.. وبعيداً عن المنطلقات السياسية ومن أجل المريخ وليس سواه ساندنا الوالي لما قدمه للمريخ على مدى أكثر من عقد من الزمان، وهذا تشهد عليه الغالبية الساحقة من جماهير المريخ..
* شخصياً تعرضت لإساءات بالغة عندما قلت إذا كان مصطلح (كوز) يطلق على الشخص الذي يدعي التدين ويستغل الدين كي يصل إلى السلطة ومن ثم يمارس السرقة والنهب ويكتنز المال لمصلحته، فالوالي (بهذا المفهوم) ليس بكوز.. فالوالي لم يكن يدعي التدين ولم يطلق لحية ليخدع الناس بالتدين كي يصل إلى السلطة التنفيذية في الدولة بل عرفناه كرجل أعمال وشخص عادي في تدينه وشعره مفلفل كمان!!
* والوالي كان يصرف بسخاء على المريخ بعكس العديد من شخصيات المؤتمر الوطني الذين تم تكليفهم بالعمل في ناديي القمة فرغم الثراء الفاحش كانوا بخيلين في الصرف على الأندية مثل الحاج عطا المنان في الهلال والشيخ عبد الباسط في المريخ.. وغيرهما من الذين هربوا سريعاً من التكليف بعكس الوالي الذي صرف بسخاء على المريخ حتى نال حب الجماهير التي لا زالت تضع صورته كأيقونة للعديد من القروبات..
* من أجل المريخ وحبنا للكيان وبعيداً عن أي منحى أسري أو سياسي أيدنا الوالي لما قدمه للمريخ.. ومن أجل المريخ لن نلتفت للانتماءات الحزبية والسياسية لكل من يدعم المريخ.
* أيام نظام الإنقاذ خاصة في الفترة التي سبقت انتخاب اتحاد الكرة الحالي تم استدعائي عدة مرات من قبل جهاز الأمن للاستجواب التحاوري الودي وهو أسلوب يتخذه الأمنجية للتحقق من الانتماء السياسي.. خاصة عندما كنا نهاجم طارق حمزة والكيزان الهلالاب في أمانة الرياضة بالمؤتمر الوطني ونقول انهم يستهدفون المريخ ويسعون لتدميره ومسحه من خارطة الكرة السودانية.. ووالله كنت أرد عليهم صراحة وبدون لف ودوران بأنني أنتمي لحزب المريخ وبس.
* عهد جمال الوالي صفحة وانطوت ولن يعود الرجل للمريخ مرة أخرى أبداً.. وإن تواصل دعمه للكيان كقطب مريخي، فنأمل أن تزول نعرات الكراهية السياسية والعداء السافر تجاه كل من زامن عهد الوالي أو أيده.. وغير ذلك من المفاهيم الضارة التي دخلت في مجتمع المريخ حتى لا تؤثر سلباً على مصالح النادي مثلما حدث في التسجيلات الأخيرة من تحجيم لأدوار القنصل حازم في دعم المريخ.. ونسأل الله أن يجنب مجتمع المريخ الفرقة والشتات وأن يبعد عنه المفاهيم الدخيلة.
فقد جلل
* شق علينا نعي الأستاذ صلاح حمزة الحسين وزير الشئون الاجتماعية والانسانية في كوكب المريخ والذي ومن خلال ارتباطه بالمريخ وتقديم الخدمات له خلال الثلاثة عقود الأخيرة وصل إلى مصاف الأقطاب والرموز بل أضحى أحد الأهرامات الشامخة في الكوكب الأحمر.
* عرفنا الفقيد صلاح حمزة منذ أن ولجنا كشباب عالم الصحافة الرياضية قبل حوالي ثلاثة عقود عندما كان الفقيد أحد كبار أفراد أمن الملاعب باتحاد الخرطوم قبل إنشاء الدرجة الممتازة.
* منذ أن عرفنا الفقيد كرجل تنظيمي مرتبط بالنشاط الرياضي وكرة القدم قبل عدة عقود لمسنا فيه الخصال الانسانية الجميلة والاحترام وأدب المعاملة، وكان يسخر للصحفيين كافة الوسائل التي تعينهم على أداء مهامهم في تغطية المباريات حتى أصبح صديقاً للجميع وشخصية محبوبة.
* سعدنا كثيراً بانتقال الفقيد للعمل الإداري والتنظيمي بنادي المريخ منذ أيام مجلس ماهل أبوجنة، على ما أذكر، ومن خلال تفانيه في العمل وخدماته الكبيرة للكيان عرفه كل أهل المريخ حتى أصبح صلاح شخصية بارزة في المجتمع المريخي.. مما أهله لنيل ثقة كل مجالس المريخ السابقة ليظل في موقعه عدة عقود فقد كان الفقيد يقدم كل جهوده في العمل الإداري والتنظيمي دون أن يدخل في أي صراع إداري بالنادي.
* وازدادت مكانة الفقيد في نفوس أهل الكيان المريخي لمبادرته المتفردة وغير المسبوقة بوصل المجتمع المريخي وأهل الرياضة عبر نشر أخبار المجتمع المريخي والرياضي للجميع برسالة معممة عبر هاتفه الجوال من أفراح وأتراح وأخبار اجتماعية وانسانية من حر ماله، مما جعل مقولة القبطان الراحل حاج حسن عثمان (صلة أهل المريخ ببعضهم البعض أقوى من صلة الرحم) بياناً بالعمل..
* وغير ربط المجتمع المريخي فقد كان الفقيد ناشطاً في التواصل الاجتماعي والإنساني بين أهل المريخ فكان تواجده دائماً في كل المناسبات المريخية وكل مناسبات المجتمع المريخي وزيارة المرضى مع رفيقه الفقيد والهرم الإعلامي المريخي الأستاذ أحمد محمد الحسن له الرحمة، الذي سبقه بالرحيل قبل أسابيع فأبى الفقيد إلا أن يلحق به تاركان فراغاً مهولاً في النواحي الاجتماعية والانسانية وتقوية أواصر الترابط وسط أهل المريخ.
* حتى بعد أن تم اقصاء الفقيد عن موقعه في العمل الإداري والتنظيمي بنادي المريخ بعد ذهاب مجلس جمال الوالي.. أبت نفسه عليه إلا أن يواصل رسالته السامية في تواصل وربط المجتمع المريخي.. حتى رحل شهيداً في محراب المريخ.. وأتي نعيه مؤلماً وقاسياً وسط المجتمع المريخي وأهل المريخ الحقيقيين.
* نسأل الله للفقيد الرحمة والمغفرة ودخول فسيح الجنات مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً وأن يلهم أسرته وأهله والمجتمع المريخي الصبر وحسن العزاء.. إنا لله وإنا إليه راجعون.