صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

نهب في قلب العاصمة ..!

1٬885

إلي أن نلتقي

قسم خالد

نهب في قلب العاصمة ..!

 

لم تنتصف الساعة ملعنة عن بزوغ فجر اليوم التالي ، انما اشارت عقارب الساعة للسابعة والنصف عقب صلاة العشاء مباشرة من يوم الجمعة ، اديت الصلاة ، وجلست في الشارع العام (شارع الردمية) بامبدة  المكتظ في هذه الاوقات بالسيارات والناس كل يقضى امرا ما ، جلست لاحتسي كوبا من القهوة ، المكان مكتظ بالشباب ، ممسكين بهواتفهم ، يدردشون مع اصحابهم ، واخرون يلعبون (الليدو) في هذه الاثناء طلبت كوب قهوة ، لم انته من شراب الكوب ، امسكت بهاتفي متصفحا القروبات ، لاسيما ان تلك القروبات مكتظة هذه الايام باخبار التسجيلات خاصة القروبات الرياضية ،  وفي هذه الاثناء تسلل لص من خلفي وانا جالس ، لم اشعر به وقام بخطف الهاتف من يدي وولى هاربا امام اعين كل من يجلسون ، هرولنا خلفه واقتربنا منه ، لكن كانت تنتظرنا مفاجأة لم تكن في الحسبان ، في مكان مظلم من شارع فرعى متفرع من الشارع الرئيس كانت تنتظره دراجة بخارية في حالة استعداد تام تمشى ألهوينا ، قفذ اليها ، وفي ثواني توارى عن الانظار ، تلك هي قصة (النهب) في العاصمة ، وفي الشارع العام ، وعند حدود السابعة مساء ، في بلد بات يفقد فيه المواطن الامن والامان ، وربما يفقد روحه لانعدام الامن ، في الوقت الذي تتشاكس في حكومتنا الفتية ، ومجلسها العسكرى عن زيادة اعضاء السيادي ، وتمديد الفترة الانتقالية ، وتعديل الوثيقة الدستورية بالسماح لمن شغل منصبا ان يترشح في الانتخابات المقبلة ان قامت تلك الانتخابات .

بلد بات لا امان فيه ، لا غاز فيه ، لا وقود فيه ، النهب هو من يسيطر على الاجواء السودانية ، الجشع اكل لحم المواطن المسكين ، ورئيس وزراء السودان لازال يضلل مواطنيه بانهم (سيعبرون وينتصرون) والدولة تفقد اهم موقومات الحياة فيها ، كما قلت تعثر في كل شئ ، ولا اعتقد انه بمقدوره ان يقدم شئيا سوى الاسف والحسرة كما فعل هو ورئيس مجلس السيادة .

والناطق الرسمى باسم الشرطة يصدر بيانا للرائ العام مغالطا والي ولاية الخرطوم الذي اصدر هو الاخر بيانا اكد فيه ان رئاسة مجلس الوزراء اوقفت مدير شرطة شرق النيل وحولته للمحاسبة ، ليقوم الناطق الرسمي بتكذيب الوالي ، بل يتحداه بان ادارة الشرطة لم توقف احد رغم حادثة القتل التي تعرض لها مواطن في مليونية تصحيح مسار الثورة ، ورغم ان الثوار معتصمون في كبرى المنشية .

اما كان الاجدى لرئاسة الشرطة التي تجيد اصدار البيانات ان تبسط الامن والامان في ربوع البلاد ؟ بدلا من هذا التشاكس مع والي ولاية الخرطوم ؟ اما كان الاجدى لرئاسة الشرطة والناطق الرسمي باسمها يقوموا بتوزيع دوريات على المناطق خاصة في الليل بعدما انتشرت حوداث النهب والقتل ، وتوقيف المارة وسلب اموالهم وهواتفهم تحت تهديد السلاح ؟

أي دولة تحترم نفسها تسمع لمثل هولاء ان يخترقوا امنها ويقوما بترويع المواطنين بنهبهم وسلب اموالهم ومقتنياتهم وتهديد اوراحهم .

أي دولة تلك التي تحترم مواطنها  وتحفظ امنه وهي تسمح للدرجات البخارية تجوب العاصمة واطرافها بلا لوحات تهدد امن المواطن وامن البلاد والعباد .

أي دولة تلك تحترم شعبها تسمح لقطاع الطرق وجماعات النهب المسلح ان تجوب اطراف العاصمة تهدد المواطن وترعبه وتسلبه ماله ومتاعه ؟

أي دولة تلك تحترم شعبها لا تسن قوانين رادعة لهولاء اللصوص الذين تخصصوا في اصابة المواطن المسكين  بالخوف والهلع ، ومعهما فقد الثقة في الحكومة والشرطة وكل الاجهزة الامنية الاخرى التي فشلت في بسط سيطرتها على هولاء اللصوص وجعلتهم يرتعون في بلادنا ينهبون هذا ، ويسلبون ذاك .

اخيرا اخيرا ..!

اذكر ان زميلا لي وبعد نهبة في رابعة النهار لجأ لقسم الشرطة ،وبعد ان دون بلاغة بحادثة نهبه (موبايل ومال) قال له من دون البلاغ الحمد لله لم يقتلوك .. نعم كانت تلك هي اجابته في حادثة النهب ، هي الامنيات له بانه لم يقتل ولم يتحرك من مكانه لمتابعة اللصوص والقبض عليهم .

ثم حادثة مشفى امبدة حنيما وقفت الشرطة تتفرج على من نهب وعندما تم سؤالهم لماذا لم تقبضوا على هولاء اللصوص كانت اجابتهم (دي المدنية العايزنها) ، وغيرها وغيرها من الحوداث التي وقفت فيها الشرطة تتفرج على امثال هولاء اللصوص والمجرمين .

عودتنا حكومة الفترة الانتقالية منذ قدومها على (تمويت ) الاشياء بشكل مستفز للغاية ، مستفز للشعب السوداني ، والا فقلو لي بربكم ما حدث في تلك اللجان التي اسموها لجان تحقيق ، ماهي النتائج التي خلصت لها .

قتل الشباب في ساحة القيادة العامة امام ناظير الجيش فكونت لجنة اديب ولازالت تتحرى

قتل الاطفال في الابيض ولازالت لجان التحقيق لم ترفع تقريرها النهائي

تعرض رئيس الوزراء نفسه لمحاولة اغتيال ، كونت لجنة تحقيق ولم نسمع عنها شئيا

تمرد دت عمليات جهاز الامن ، فكونت لها لجان تحقيق ولم ترفع تقريرها حتى الان

قتل الشاب في مليونية 30 يونيو الشهيرة فكونت لجان تحقيق ولم نسمع عنها شئيا حتى الان

واخيرا قتل الشباب في مسيرة التصحيح الاخيرة فكونت لجان تحقيق ولن تظهر نتائجها وسترون .

اخيرا جدا ..!

مشكلة حكومة الفترة الانتقالية حتى الان انها تضع اوزارها على حكومة الانقاذ التي غبرت ولو انها تركت تلك الحجج الواهية واقبلت على العمل الجاد من اجل النهوض بالبلاد لعبرنا عبورا حقيقيا وليس كعبور السيد رئيس الوزراء

اذهبوا فانتم الطلقاء

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. عليش يقول

    يعنى ما اتنشلت ما كان كتبت هذا الكلام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد