صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

‏هبة المهندس مذيعة من زمن الندى ‏صبر على الابتلاء وعزة في المحن

39


هلال وظلال
‏عبد المنعم هلال

‏هبة المهندس مذيعة من زمن الندى
‏صبر على الابتلاء وعزة في المحن

‏(كل ما ضاق الدرب يفرج الله المخرج) هكذا تحادث هبة المهندس روحها كل صباح وهي تمضي في درب الحياة لا تشتكي ولا تنهزم بل تزرع الابتسامة وتعلن الإصرار.
‏ـ لم تكن هبة المهندس يوماً مذيعة عابرة بل كانت وما زالت من تلك النخب النادرة التي وهبها الله القبول ووهبت هي نفسها للناس صوتاً جميلاً وحضوراً آسراً وكلمة تدخل القلب دون استئذان.
‏اشتهرت في تسعينيات القرن الماضي عبر برنامج (مشوار المساء) الذي قدمته برفقة الإعلامي الطيب عبد الماجد فشكلا ثنائياً ذهبياً يشار إليه بالبنانوكان صوتها يحنو على المسامع وكان الحرف في فمها يزهر.
‏ثم انتقلت إلى العمل في تلفزيون عجمان وهناك واصلت رحلة العطاء والتألق وأكملت فصلاً جديداً في قصة إعلامية نادرة.
‏ـ بعد استقرارها خارج السودان عاشت هبة المهندس ما يشبه المنفى العاطفي فقد كانت حاضرة في الغربة وغائبة عن الأضواء ومع كل ذكرى وطنية أو حديث عن الإعلام يعود الشوق ليوقظ فيها الحنين إلى شاشة كانت فيها (الوجه الحبيب) و(الصوت القريب).
‏ـ قالت يوماً (غادرت في وقت لم أكن فيه مستعدة للمغادرة.. تركت الشهرة خلفي لكن قلبي ظل في الخرطوم.)
‏ـ شاءت الأقدار أن تصاب هبة المهندس بمرض السرطان ذلك الزائر الثقيل الذي لا يستأذن ولا يرحم لكنه ـ في حالتها ـ وجد امرأة من صخر ومن صبر ومن إيمان.
‏ـ ظهرت في مقاطع فيديو وهي تباشر عملها في إحدى الشركات الإعلامية وتحيي زملاءها بابتسامة تذيب الألم وتقول عبارتها المؤثرة (العلاج علاج الروح ما علاج البدن.)
‏كلماتها نزلت كالدعاء على قلوب جمهورها.. فيها حكمة وتجربة ومعاناة وفيها عزيمة لا تنكسر.
‏ـ في لحظات لا تنسى وفي أحد مقاطع الفيديو التي انتشرت على وسائل التواصل بكت زميلاتها بحرقة وهن يحتفين بعودتها من رحلة العلاج أما هي فظلت واقفة كجبل تواسي من حولها وتشجعهم رغم أنها هي من تحتاج المواساة.
‏(الناس بتبكي لي.. وأنا بضحك ليهم.. يا ليلى الما بنوم الليل وقلبي في الدموع ساكن.)
‏ـ رسائل حب من القلوب انهالت عليها مع الدعوات من كل حدب وصوب وجاءت التعليقات من جمهور السودان والإمارات تحمل الأمنيات الطيبات والرجاء إلى الله أن يمن عليها بالشفاء.
‏ـ أنتِ قوية يا هبة.. قوية كاسمك.. جبارة كإيمانكِ.. جميلة رغم كل شيء ومضيئة حتى في الظلمة يا وردة قاومت خريف الألم وأشعلت في ليالي اليأس نور الأمل.

‏هبة المهندس لم تكن مجرد مذيعة عابرة بل كانت وما تزال رمزاً للوجه الإعلامي الراقي الحاضر بابتسامته وثقافته وصوته العذب. واليوم هي رمز آخر للمقاومة والإيمان واليقين بأن بعد العسر يسراً وبعد الألم فرحاً وبعد المرض شفاءً.

‏إن هبة المهندس اليوم لا تحتاج فقط إلى علاج جسد بل إلى دعوات القلوب الصادقة.
‏إنها تواجه الابتلاء بنفس مطمئنة وابتسامة شامخة وكأنها تقول (أنا الحياة.. رغم كل هذا الوجع.)

‏اللهم اشف هبة المهندس شفاءً لا يغادر سقما وأعد إليها عافيتها واجعل مرضها رفعة لها في الدنيا والآخرة وامنحها القوة حتى تعود إلينا كما كانت.. مشرقة .. باسمة .. واثقة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد