صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

هضربة سريري الابيض

526

افياء

ايمن كبوش

هضربة سريري الابيض

هاأنذا احفز نفسي واغريها واحضها علي الكتابة في يوم يظلله العبوس.. ما حفزت نفسي وأغريتها، بل دلقت عليها كما هائلا من الحماسة والحماس، إصراراً على الكتابة… وحضاً وتحريضاً على المداومة بشكل يومي يخاصم الانقطاع والانزواء.. بل يدحر جيوش الاحباط التي دخلت في حرب علنية مع الشعب السوداني منذ ان اصبح الهم اليومياتي متخندقا في “شورت وفانلة وكاب”.. او قولوا “خبز وغاز وبنزين”.

من منا.. من لا تحتاج دواخله النقية الممتلئة بحب الوطن.. وعشق الوطن.. وعافية تمام شمل الوطن، لاعادة ترميم، ومن منا من لم يُخدش ارتباطه او يُصاب وفاءه لهذا الوطن، بسيوف الخذلان ورصاص العشم الكذوب، لذا اضحت عملية الجرح والتعديل ضرورة يمليها حكم الراهن المأزوم.

كنت أقول لنفسي وبعض المقربين بأسى لا حدود له أن الكتابة عشق، هي ليست ارتزاق، ولم تكن يوما مهنة عابرة.. يُمكن للمشتغلين فيها.. البقاء على مدارجها كثيراً من أجل «اكل العيش»، لأن هذه الفرضية يمكن أن يُحققها العمل مع «الجوكية» في الدلالة ومع «ناس الشيكات الطائرة» و«الشاطر يأكلها ولعة».. في بلد أصبح فيها «التشاشي» و«حلاق الحمير» أفضل من الصحافي بمليون مرة.. لان الوسائل متاحة.. وتكلفة الانتاج في حكم العدم.. فيما اضحت الصحافة هي «الحيطة القصيرة» التي يتجاوزها قطار الزيادات الذي غشى كل المحطات دون ان «ياخد سندة عندنا».. كلكم تعلمون ان كل حاجياتنا ارتفعت مع اقتصاديات السوق بينما وقف «منُتجنا» المبجل او قولوا «نسخة الصحيفة» في محطة المكتبات العدم والسريحة الوهم.

 

ظللت أقول دائما أنه يسهل عليَّ كثيراً أن أحمل فأساً وأحتطب، من أن أتمسك بأهداب زاوية يومية تُصيبني بالرهق.. وتُبيعني العذاب والوعد الكذوب بان بكره أحلى.. أو أن سحب الرجاء العوامر يمكن ان تمطر خبزا وغازا وبنزين.. ولكن.. في رمشة عين اعدموك يا جازولين.

ربما يكويني الإنقطاع ليوم واحد.. ولكن ما يحدث في مسرح البلد يشقيني ويشقيكم بطبيعة الحال.. رهاني على وطنيتكم الباذخة، ما زال عامراً بشموع الأمل وممدوداً بحبال الرجاء التي لا تنقطع أو تفتر بفعل عاتيات الزمن.

لن نأسف كثيراً على الزمن الذي حول أفكارنا الى خانة «والبعض تأثره البطون» فاصبحت الصفوف المتراصلة هي حادي الركب “الحمدوكي القحاتي” الذي لا يعي ولا يدرك حقيقة ما يجري ولا يُعطي نفسه فرصة للتأمل وحساب المكاسب والخسائر، بجرد الحقل والبيدر، حتى يخرج برقم صحيح، يحفز مسير القافلة.. ويُعطي المؤشر لفتح قريب، ولكن..

لن تهزمنا جحافل البؤس وأحصنة الخراب التي دكت بسنابكها أرضنا، وجعلت البلد مُستعمرة تحميها قوى الشر والنهب والسلب وترويع الامنين، لن تهزمنا تلك الجحافل الخائبة بحبالها الدائبة لأن قلوب الوطنيين ما زالت تنبض.. وشرايين الشباب ما زالت تضخ الدماء الحامية، وحكمة الشيوخ ما زالت تعكسر هناك، في العقول النيرة والوجدان السليم، مدّخرة ليوم قريب حتماً سيأتي ليقهر أشباح الظلام ويُعلن صبح السودان الجديد.

عذراً إن جاءت الكتابة، فضاء بلا مدى، وبحر بلا ساحل، نحن نعيش عهد الإضطراب والإغتراب داخل بلدنا.. ولا عزاء لي الا في “ان طعم الدواء في فمي وحاسة شمي”.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد