(١)
منذ اللحظة التي بدأت فيها الهجمة التي انتهت بهدف أطهر الطاهر في مرمى النجم بمباراة الجولة الثالثة وحتى نهاية مواجهة الأمس بين سيد البلد وحامل لقب ٢٠٠٧ شاهدت هلالاً لم أره منذ فترة طويلة … هلال يحسن الاستحواذ والتحكم في الكرة وبناء الهجمات والوصول إلى مرمى المنافس وإن عابه سوء ختام الهجمة على غرار الفرص الضائعة من وليد الشعلة وسليم وحتى الكرتين الرأسيتين اللتين فاجأتا بوي وعمار الدمازين، أقول قولي هذا دون أن أكون من الباحثين عن مبررات لخسارة نقاط كانت في المتناول والمستطاع أمام فريق ظهر مستسلماً قبل أن يحسن استغلال الأخطاء (الأربعة) التي منحته فوز أجلسه إلى حين إشعار آخر منفرداً على صدارة المجموعة الثانية.
(٢)
الخطأ الأول ارتكبه عمار الدمازين عندما حاول إبعاد الكرة فأسكنها الشباك معيداً بعث الروح في فريق كان يفرك عينيه دهشة وذهولاً من جمال وروعة الهجمة التي أنهاها وليد الشعلة في شباكه، الخطأ الثاني تمثّل في المخالفة التي ارتكبها الشغيل وخرج على إثرها مطروداً، وفي تقديري أن اللاعب قدّم قبل خروجه واحدة من أفضل مبارياته مع الهلال فساهم في إحكام القبضة الزرقاء على خط الوسط ونجح في تسخير خبرته للفريق بتوجيه زملائه ووضع لاعبي الفريق المنافس وحكم المباراة تحت الضغط بالإضافة لصناعة هدف الهلال الوحيد وبخروجه فقد الهلال مركز الثقل ومنح النجم فرصة السيطرة على منطقة البناء والمناورة.
(٣)
الخطأ الثالث تمثّل في لحظة الشرود الذهني لحظة تنفيذ رمية التماس التي كانت بداية هجمة الهدف الثاني للنجم وهي لحظة يسأل منها أطهر الطاهر ويحمل مسؤوليتها الأكبر قائد الفريق بوي الذي تتكرر اخطاؤه بصورة تؤكد أن سنواته في الهلال والتي أوصلته إلى شارة القيادة ماهي إلا خبرة عام واحد تتكرر وتتكرر معها كل سلبيات وأخطاء المدافع فلا ندري هل ننحي باللائمة عليه أم على التوليف الذي جعل لسان حاله يردد: لا وصلت ليك .. لا الرجعة تاني عرفتها.
(٤)
الخطأ الرابع يتحمله رئيس النادي ويتعلق بملفي الحوافز والتعاقدات، في الأولى تابعنا سيناريو الحافز المنقوص، وكيف أن الرجل وعد بألف دولار ودفع ٥٠٠ فقط ولهذا الأمر من الأثر النفسي ما لا يخفى على أحد فاللاعبون دخلوا بلا (حافز) وبدافع حب الشعار والرغبة في إسعاد الجماهير وهذان أمران على عظمتهما يمكن أن ينهارا في أي لحظة متى ما طاف بذهن اللاعبين عبارة واحدة من خطب الكاردينال البتراء التي تأخذهم إلى البحر وتعيدهم عطشى.
أما فيما يتعلق بملف التعاقدات فقد شهد الجميع ما حدث في ملف تجديد الخماسي ورفد الفريق بمحترفين قادرين على إحداث الفارق قبل وقت كافٍ يسمح للجهاز الفني بإعدادهم بما يلزم لخوض مباراة بأهمية مباراة النجم وليس على طريقة من ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء.
(٥)
الهلال خسر النقاط لكنه لم يفقد فرصته في المنافسة على إحدى بطاقتي الصعود والطريق إلى دور الثمانية يمر بمنعرجي بلاتنيوم الذي استيقظ من سباته في الجولات الماضية وأحرج الأهلي بالتعادل .. ثم جولة الختام أمام صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بلقب الأميرة السمراء، البداية ستكون من زيمبابوي حيث سيلعب الهلال مفتقداً للاعبي وسطه أبوعاقلة والشغيل للإيقاف والخطوة الأولى إيجاد وإعداد البديل المناسب الثنائي ولما كان الحديث عن خط الوسط حقّ لنا أن نسأل عن غياب نزار حامد ونغني له مع ثنائي العاصمة: بعادك طال .. كفاية تعال .. شغلت البال بألف سؤال.
شيء آخر على قدر كبير من الأهمية وهو أن يمسك الرئيس لسانه فلا يعلّق سلباً ولا إيجاباً حتى نهاية المباراتين القادمتين فالوضع لا يحتمل و(الفيهو اتعرفت).