(هلال زي دا.. أصلو ما شفنا)..!!
كـــــــرات عكســـــية
محــمد كامــل سعــيد
Mohammed.kamil84@yahoo.com
* تمكن فريق الترجي التونسي من التربع على عرش القارة الافريقية للمرة الثالثة على التوالي قبل ايام، وتغلب على ضيفه الاهلي المصري بثلاثية نظيفة، ولم نتفاجأ او نتعجب من التناول السطحي لبعض المنتمين الى الاعلام السوداني لذلك الخبر المحرج لانديتنا..
* الترجي أضاف اللقب الثالث (الاخير) الى لقبين للابطال نالهما عامي 1994 و2011 لينثر نجومه السعادة بين الجماهير التونسية وبفوز ثلاثي على الكبير اهلي مصر صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب اكبر مسابقة داخل القارة السمراء (8 مرات)..!
* تلك الارقام سادتي من المؤكد انها لا ولن تلفت نظر اعلامنا الرياضي لانه مشغول منذ سنوات بالمكاواة والهبل والهطل و(العوارة) والنقاشات الفارغة التي اثبتت الايام انها تساهم بشكل مباشر في تراجع انديتنا وتفتح امامها الباب واسعا للخروج من التمهيدي..
* تابعوا معي هذه الايام وابتداءً من الجمعة الماضي، وهو يوم الهزيمة التاريخية الكبيرة التي حلت بفريق الاهلي، ما حدث ولا يزال يحدث في القنوات والمواقع الرياضية عندهم ولا تتعجبوا من التعامل الاحترافي البعيد كل البعد عن الهبل والهطل الذي يحدث عندنا..
* نقد لكل العاملين في النادي الاهلي بداية من مجلس الادارة، ومروراً بلجنة الكرة، وانتهاء باللاعبين الذين قرر الكابتن محمد يوسف مساعد المدرب كارديرون خصم مبالغ خرافية منهم نتيجة لـ(ادائهم الباهت الذي لا يتناسب مع وضعية النادي الاحمر بالقارة)..
* قلت لي (وضع النادي الاهلي ياتو)..؟!! والله يا جماعة ان ما نتابعه يحدث في دوائر انديتنا من تخلف وتراجع وتواضع هو الذي يقودنا الى الهزائم والانكسارات في كل عام لنعود في العام الذي يليه لمتابعة السماسرة والمطبلاتية وهم يوزعون الوهم على الجميع.
* الارقام تشير الى ان النادي الاهلي مصر فاز بلقب ابطال افريقيا 8 مرات وكان يتطلع للابتعاد برقمه القياسي هذا عن بقية الاندية في عموم القارة السمراء، وبالنظر لاوضاع انديتنا السودانية فاننا سنجد بالجد ان واقعها مؤلم ومخجل ويصيب بالحسرة والوجع..!
* لقد ادمنا السقوط من الادوار التمهيدية لكل البطولات، وتجرعت فرقنا التي ندعي انها كبيرة، الهزائم بارقام قياسية من الاهداف، وبالرغم من الصورة البائسة القاتمة الاّ ان سماسرتنا وتجار الكلمة عندنا لا يملون اعادة سيناريو الفشل سنوياً والمساهمة في تثبيته.
* وكالعادة نتابع هذه الايام الوعود المتعلقة بان المريخ والهلال صارا في قمة الجاهزية للتربع على عرش القارة، ومع مرور الايام سنتأكد من سرابية ذلك الحديث الاستهلاكي وبالتحديد بعد ما تودع كل الاندية التي تحمل لواء الكرة وتسقط لتبدأ قصة الشحن مجدداً.
* الثابت على الدوام في كل السيناريوهات المعادة ان الخلل يبقى على حاله تحت حماية مباشرة ومساندة قوية وبشدة من جانب تجار الكلمة الذين ارتبطت مصالحهم بالسمسرة والمتاجرة باسم الاندية والابتعاد عن تناول السلبيات التي تساهم في تصحيح الاوضاع..
* الترجي الذي انهزم من المريخ قبل 3 اعوام في الادوار الاولية هو ذاته الفريق الذي احرز لقب الابطال قبل ايام وتربع على عرش القارة، لانه كان في ذلك العام يبني ويُعد فريقاً جديداً ونجح بامتياز في بيان عملي للكيفية التي يتم بها صناعة فرق البطولات..!!
* الاعلام المصري ـ خاصة البرامج في القنوات التلفزيونية ـ فتحت منذ يوم الجمعة الماضي ملف السقوط الكبير وحملت الادارة ولجنة الكرة التي تتولى امر التعاقد مع اللاعبين الى جانب رفاق الشناوي مسئولية الكارثة الاخيرة.. حدث ذلك بكل احترافية..!
* النهائي الافريقي الاخير حمل لنا معه الكثير من الدروس المجانية التي تحتاج الى من يفهمها وينقلها الى اداراتنا واولئك الغارقون في وهم انهم كبار الاعلام الرياضي، كما ان الدورس تخص جماهيرنا العاشقة التي ارهقها انتظار رؤية فرقها وهي تعتلي المنصات.
* تخريمة أولى: بالمناسبة فان الترجي نال 3 ملايين ونصف المليون دولار بعد الفوز بكأس الاندية الابطال، ولكم ان تتصوروا سادتي قيمة الفائدة الخرافية المالية والانتعاش الذي احدثته المباراة الاخيرة لخزينة شيخ الاندية التونسية. (قلتو لي ليبريه عايز كم)..؟!
* تخريمة ثانية: بطل مصر الاهلي تحصل على مليوني دولار باعتباره وصيفاً للبطل، وبامكان ادارته توظيف المبلغ بمثالية لتدعيم الصفوف والعودة العام المقبل للتربع على عرش القاري للمرة التاسعة في التاريخ.. (نحن ما عندنا اي علاقة بالقصصدي)..!!
* تخريمة ثالثة: ظللت اتابع طوال الاسابيع الماضية المستوى الرهيب الذي ظهر به هلال السعودية في دوري محمد بن سلطان وتفوقه الواضح على كل المنافسين وتصدره بالعلامة الكاملة بتسع انتصارات، فرددت في نفسي (هلال زي دا.. اصلو ما شفنا)..!!