* مازلت عند زعمي القديم.. بأن الهلال والمريخ وحدهما القادران في هذا البلد على صناعة الابتسامة على شفاه تحترق فقراً وعوزاً.. ويكفي انهما يلعبا دوراً بارزاً في حياتنا السودانية الجديبة.. اكبر من تلك المؤسسات التي يستعصم بها الساسة بحجة انها جزء من ممسكات الوحدة الوطنية وتؤثر في الناتج القومي وتشكل الاستراتيجية القومية الشاملة.
* ما من مشروع قومي الآن.. يستطيع ان يوحد الناس على (فرحة) جماعية.. او على الاقل يجذب اهتمامهم.. افضل من مشروع الرياضة وكرة القدم المفترئ عليها من الدولة التي لم تهتم ببنايتها التحتية ولا (سوت لاجلها الطريق).. لذلك عندما نرى اشراقاتنا الشحيحة تجري بين ايدينا مصادفة.. يجب ان نفرح كثيراً ونرفع انخاب الاعجاب.
* صعد المريخ الى دور الثمانية الكبار عربياً.. بعد ان تجاوز فريقين خلال مشواره الملئ بالاشواك.. هما الجيش السوري.. واتحاد العاصمة الجزائري..
* فريق (الجيش).. هو ممثل (جيش) سوريا التي تصحو وتنام على اصوات المدافع ورائحة البارود.. ولكنها (مازالت تعافر) لتقف على عماد اقتصاد قوي وافضل بكثير من الاقتصادي السوداني المتهالك.. ويكفي انه ليس فيها صفوف للبنزين والجازولين و(الخبر الحافي) ولا احد فيها يمكن ان يظاهر عند قطع الكهرباء والماء.. ولا احسب ان مواطنيها يجدون صعوبة في الحصول على النقد.. سواء كان محليا او اجنبياً..
* اما الاتحاد الجزائري فقد جاء من بين امة (مرفهة) تلهو على رمال الشطآن.. وتطارد الكرة من ملعب الى آخر على سبيل الرفاهية و(الترف).. ولكن على عكس كل هذا النعيم الساطع… كانت ظروف المريخ اسوأ مما يتخيل اخوتنا (العرب).. فريق عماده من المطحونين.. الفقراء بينهم صلاح نمر والجس والتكت والتاج ابراهيم ومحمد حقار.. جاءوا من ارض لم تعد تنبع الا الازمات والهم والغم.. لذلك فعندما يفوز فريق بهذه الظروف ويعلن تواجده بين اندية الهلال السعودي.. الوصل الاماراتي.. الرجاء البيضاوي المغربي حامل كونفيدرالية هذا العام.. وغيرهم.. يجب ان نشعل الايادي تصفيقاً لفريق لا يحمل الحد الادنى من مؤهلات فرق البطولات.. كما يجب ان نطالب دولة رئيس الوزراء السوداني (معتز موسى) بأن يضم المريخ لحملة صكوك (حصائل الصادر) والناتج القومي في الفرح والدولار.. ألم يجلب المريخ 200 الف دولار في 90 دقيقة.. ؟! خبروني عن مشروع سوداني واحد يجلب مثل هذا المبلغ في 90 دقيقة.. فعلها اخوة محمد عبد الرحمن والتش في الزمن الصعب ولا عجب.
* وعلى صعيد الهلال.. فقد اكتمل عقده النضيد بفندق (المرادي امرت تونس) بانضمام المحترف المالي (بوبكر ديارا) الذي اثار غيابه في الايام الماضية الكثير من القلق خصوصاً بعد اصابة اللاعب نزار حامد وتأكد غيابه من موقعة رادس الاحد المقبل.
* 20 لاعباً الآن يشكلون خلاصة اللاعبين الاكثر جاهزية في صفوف الهلال.. اختارهم التقني التونسي اراد الزعفوري بعناية عالية لخوض غمار اياب الدور الاول من الرابطة الافريقية ابطال الدوري امام الافريقي التونسي.. مباراة تحمل الكثير من التحديات والصعوبات بعد ان حملت الانباء من تونس بان صاحب الارض والجمهور استعاد بعض عناصره الاساسية الموضوعة في لائحة التعافي من الاصابات وهذا يشكل عبئا على الهلال المطالب باستراتيجية دفاعية واضحة ومحكمة تقود المباراة الصعبة الى بر الامان على امر حسم البطاقة من ام درمان.
* الهلال الآن في وضع بدني ونفسي طيب جداً وباستطاعته قيادة المباراة الى الناحية التي يريدها مثلما فعل امام هذا الفريق في 2011 وتونس في اوج ثورتها.. حيث استطاع الهلال ان يبكر بالهدف الاول مستغلاً احدى الهجمات المرتدة التي ارتكزت عليها استراتيجية المدرب ميشو فكان هذا الهدف هو كلمة السر التي نقلت الهلال الى شط التأهل.
* اخيراً لنا اكثر من كلمة بخصوص هذه المباراة الصعبة.. سنعود.