صحيح ان الكرة ستكون في الملعب حتى الجولة السادسة من دوري مجموعات أبطال افريقيا.. تلك المجموعات التي تجمع 16 فريقا تمثل صفوة أكثر من خمسين دولة في القارة السمراء.. إلا أن الجولة الرابعة التي ستطلق صافرتها اليوم السبت الموافق 11 يناير 2020 تستحق أن تكون هي جولة “البوح بالاسرار” في مجموعتنا الثانية التي تضم الهلال السوداني الذي يلاعب النجم الرياضي الساحلي في قلب أم درمان بعد أقل من أسبوعين من لقاء الجولة الثالثة.مازال مشوار البطولة، الهدف والمقصد، طويلا ومحفوفا بإخطار فرق الشمال.. ولكن دعونا نتمسك بما يقوله أولئك الذين يرهنون أحلامهم وطموحاتهم لشعار “من يطلب الحسناء لن يقلّها المهر” .. لذلك لابد من التعامل مع الوضع الصعب الذي نعيشه اليوم بـ(فقه المتاح) واستخدام (فن الممكن) لتجاوز عقبة النجم الساحلي المتعلق بآخر (قشه) يمكن ان تعوضه عن ما حاق به في عقر داره في سوسة.مباراة اليوم.. هي مباراة حصاد “أعمال سنة”.. بلا أدنى شك، يؤديها الهلال بمبدأ أن نكون أو لا نكون.. لذلك يجب أن نستغلها كمحطة مهمة.. بل اهم محطة في طريق المحافظة على مكسب الانتصار المستحيل خارج الارض.. ولكن هذا لن يتأتى لاخوة عبد اللطيف بوي وجمال سالم ونصر الدين الشغيل ومحمد مختار بشة.. ما لم يغادر لاعبو الهلال ابتداء محطة انتصار “سوسة” والتعامل مع المواجهة التي ستصنع “ربيع الهلال” كنهائي مبكر يستلزم تقديم الغالي والنفيس من أجل هدف وحيد هو انتصار ازرق السودان.امام الجهاز الفني بقيادة الكابتن حمادة باشا صدقي.. تحد حقيقي وصعب.. يبدأ باختيار (تشكيلة المهمات الخاصة).. تشكيلة مهمة أقرب للمهمة الانتحارية.. وهي تلك التشكيلة التي تستطيع ان “تخلص الماتش” وتنجز المهمة بسلاح الانتباه الكامل والتركيز الشديد وعدم التفريط.. لأن النجم الذي خسر في سوسة.. لم يأت إلى أم درمان لكي يقبل هزيمة جديدة، بل جاء لإنقاذ كبرياء الفريق البطل الذي يمثل دولة ذات سيادة كروية على افريقيا والدول العربية..حراسة المرمى الهلالية ليست محل جدل بعد ان حسم امرها جمال سالم بحضوره الواعي في اللقاء الماضي.. اما خط الدفاع الذي سيقع عليه العبء الأكبر.. تقل فيه الخيارات ويغيب حوله النقاش عن العمق والاطراف.. ولكن تبدو خيارات العناصر السابقة هي الأفضل بمشاركة نجم الجولة الماضية “أطهر الطاهر” في الرواق الأيمن و”عبد اللطيف بوي” في الأيسر بجانب سمؤال وعمار الدمازين.. ولكن في الوسط تبدو الصورة واضحة بوجود ابو عاقلة والشغيل ودراج وبشة وسليم محمد.. وكذلك الهجوم حيث يتواجد الشعلة ومحمد موسى.. والعبرة في أن تشكل كل هذه الخطوط بوتقة واحدة لها القدرة على تسيير المباراة برتم واحد صعودا وهبوطاً امام خصم عنيد.
الهلال يبدو، على الورق.. في وضع افضل من النجم الساحلي الذي ربما افتقد رئته التي يتنفس بها “يس الشيخاوي”.. ولكن في كل الاحوال تبدو دوافع الفريقين واحدة وفرصهما متساوية في المباراة طالما ان بطاقتي العبور حائرتين بين الاثنين وثالثهما الأهلي المصري..
نعلم ان حجم الضغوط في الهلال اكثر والمطالب لا تقبل انصاف الحلول.. ولكنها معادلة طبيعية لفريق خلق ليكون الممثل الأوحد لبلد يشح فيها الفرح وتقل فيها الانتصارات.. ليظل الرهان على الهلال الذي صنع لنفسه شخصية مختلفة وقاعدة جماهيرية عريضة وممتدة مع امتدادات اي رقعة يتواجد فيها السودانيون.
الاشارة قبل الاخيرة التي نريد ان نبعث بها فهي الى جماهير الهلال الوفية التي ظلت بجانب الفريق في حله وترحاله لكي تكون له سنداً وعضداً.. ان لاعبي الازرق اليوم في حاجة ماسة اليكم.. لدعمكم وعدم تعجلكم للنتيجة.. فكونوا لهم ذاك الصمود الذي جعل الهلال سيداً لهذا البلد وضحكتها الوسيمة اليتيمة.