إلي أن نلتقي
قسم خالد
هل زانت الدنيا بغير هلال ..!
و.. إذا سئلت عن الهلال
قل لهم هو فرحة الأيام للأجيال
قلب بطرفك في السماء وحسنها
هل زانت الدنيا بغير هلال ..!
لم أر الهلال خلال الفترة الأخيرة بهذا الشكل الذي رأيته عليه بالأمس
أمام الاشانتي الغاني ، فريق منظم ، الهيبة بادية عليه ، طريقة اللعب
التي خاض بها زوران المباراة كانت واضحة ، وطبقها نجوم الفرقة الزرقاء
باحترافية كبيرة ، كلهم كانوا نجوما بلا أدنى فرز ، وان كانت الأفضلية
لـ(كانتي) أو (مودريتش ) أو ابوعاقلة (وكثرة الأسماء من عظمة المسمى)
والعظمة للواحد الديان.
حقيقة هلال يسر العين ، بدليل أن الفريق فقد اثنين من أعمدته الرئيسة قبل
سويعات من انطلاقة المباراة (الطيب عبدا لرازق والسمؤل ميرغني ) فكان أن
دفع زوران بمؤيد عابدين في الطرف الأيمن ، ومحمد احمد أرنق في قلب الدفاع
جنبا الي جنب مع أوتارا ، فأجاد الأول ، وأبدع الثاني ، وبات الهلال يملك
أكثر من لاعب مميز في الخانة الواحدة وهذا سبب كاف لتميزه في مباراة
الأمس ، أي بمعني إن الهلال بات لا يتأثر بأي لاعب مهما كانت مكانته ،
وتلك هي النظرة الثاقبة التي بنت عليها لجنة التطبيع إستراتيجية
انتداباتها الأخيرة ، يعني أي لاعب خرج من التشكيلة ودخل مكانه لاعب أخر
عودته تبدو صعبة للغاية أن لم تكن مستحيلة وهذه الميزة كان يفتقدها
الهلال لأعوام طويلة ، ولكن بحمد الله باتت للهلال دكه احتياط أن لم يكن
مستوى اللاعبين فيها يماثل الأساسيين فقطع شك الاحتياط أفضل ، هذا هو
الهلال الذي شهدناه بالأمس .
كان بإمكان الهلال في مباراة الأمس أن يخرج بنتيجة كبيرة للغاية لو تعامل
نزار ومحمد موسى مع الفرص التي أتيحت لهما بتركيز اكبر ، لكن العجلة
بتحقيق الهدف أضاعت على الهلال نصرا تاريخيا خارج قواعده أمام فريق شرس
للغاية في معقله .
وبالعودة للمباراة فان الإطار الفني للفرقة الزرقاء بقيادة الصربي زوران
أدار هذه الموجهة بعقل كبير ، بعد أن درس خصمه جيدا ولم يترك له فرصة
للوصول لمرماه وأغلق كافة المنافذ التي تؤدي إلي شباك ابوعشرين وحقق نصرا
مستحقا ، ومن الملاحظات الجديرة بالاهتمام هي أن نجوم الهلال استوعبوا
طريقة اللعب التي يؤدي بها زوران وهضموها تماما ، واعتقد أن التجارب
التحضيرية التي خضع لها الهلال قبل السفر لأكرا كان لها مفعول السحر عند
اللاعبين.
هو مشروع كبير يفكر فيه زوران ، مشروع يثبت نظريته أو تصريحاته التي
أطلقها عند توقيع العقد مديرا فنيا للهلال حينما ذكر انه يخطط لبناء فريق
للهلال ينافس على البطولات الكبرى ، وهاهو يسير في الطريق الصحيح ، هذا
المشروع بالطبع يحتاج لصبر وترو من قبل أنصار الهلال ومن قبل مجلس
الإدارة حتى يحقق المشروع أهدافه المنشودة ويحصد الهلال الألقاب.
وبحمد الله أراحنا زوران ولجنة التطبيع من صداع (التوليف) خاصة في خانة
قلب الدفاع ، إذ يملك الهلال ألان (4) لاعبين في هذه الخانة كل فرد فيه
له مميزاته ، وكل لاعب فيهم قادر أن يشغل وظيفته أفضل من زميله ، وكذا
الحال بالنسبة للإطراف ، غاب سمؤل ، فتألق مؤيد ، غاب بويا فاجتهد فارس
، وكذا الحال بالنسبة لخط المقدمة ، فأي ثلاثة مهاجمين بحسب طريقة زوران
(العالمية) قادرون أن يثبتوا وجدهم على نحو ما حدث في مباراة الأمس إذ
أشرك زوران الثلاثي (ميدو ، مقدم ووليد) ثم دفع (بالسفاح ) فيني الذي حسم
المباراة بطريقة (رونالدو ) .
هذا هو الهلال الذي نريد ونرغب فيه ، هلال أي لاعب (لو مشى يشرب موية )
سيجد من الصعوبة العودة لخانته من جديد .
أخيرا أخيرا ..!
أن أردت الفوز بالبطولات عليك أن تحقق الانتصار خارج قواعدك ، وهذا ما
نجح فيه السيد الهلال بالأمس (بسم الله مشاء الله) ثلاث مباريات افريقية
على التوالي لم يخسر فيها السيد الهلال ، ثلاث مباريات على التوالي لم
يلج مرمى الهلال هدف ، هذا يؤكد أن زوران لا يلعبها هجومية فحسب بذات
الطريقة التي يؤدي بها ألان (4/3/3) فانه لا يغفل النواحي الدفاعية
والدليل على ذلك نظافة شباكه ثلاث مباريات تواليا .
فالتنظيم الجيد في خط الدفاع هو الأساس الذي يؤدي به ، والتألق الواضح
لصحاب مقولة (لون الدم) هو السبب الثاني ، إضافة لان الهلال يملك أفضل
(محاور) في القارة الأفريقية (الشغيل وأبو عاقلة) وهناك (بوغبا) وصلاح
عادل ، ثم تأتي الروح القتالية التي يؤدي بها نجوم الهلال والتي ظلت
غائبة طيلة ست سنوات مضت ، كلها وغيرها أسباب جعلت الهلال أكثرا تميزا .
وعلينا أن نقدم الشكر الجزيل للإخوة في لجنة التطبيع الذين لاقوا ما
لاقوا خلال الفترة الماضية لكنهم لم يهتموا بما يكتب عنهم ، همهم الأول
والأخير هو صناعة فريق قوى للهلال ، وبحمد الله صنعوا المعجزة وبات
للهلال فريقين أكثر تميزا وقدرة على المنافسة ، وفي سبيل الهلال غضوا
الطرف عن الاستهداف الممنهج لكسر عزيمتهم ، فلهم التحية والتجلة والتقدير
والاحترام.
أخيرا جدا ..!
لغة كرة القدم تقول أن الهلال لم يتأهل بعد لثمن النهائي رغم الفوز الذي
حققه خارج قواعده على فريق صعب المراس ، أمامنا جولة مهمة بالمقبرة ،
انتصرنا في أكرا تلك هي الحقيقة ، ويمكن للاشانتي أن ينتصر هنا في
امدرمان بمثلما انتصرنا عليه ، لذا على الإطار الفني للهلال أن يتناسى
جولة الذهاب ويبدأ من ألان العمل الجاد لجولة الإياب لحسم أمر التأهل
بشكل رسمي .
نواصل
أروع مافي السجود انك تهمس فيسمعك من في السماء
سبحانك اللهم وبحمدك .
صدقت ياود خالد وكما قال الشاعر وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.