هل وطئت أقدام الجنجويد أرضاً عمروها؟
معسكرات زمزم وأبوشوك وكلمة كانت نتائج أفعالهم وفي هذه الحرب ستكون نهايتهم
أبوعاقله أماسا
* كل يوم يمر من أيام هذه الحرب، تتضاءل حاجتنا للأدلة والبراهين على أنها حرب تستهدف الإنسان السوداني، ومهما تدعي فيها الحياد ستجد نفسك مستهدف بشكل أو بآخر.. في نفسك ومالك وعرضك، وماحدث في الفاشر ماهو إلا نسخة مضخمة لما حدث في كل مناطق السودان التي نجستها مليشيا آل دقلو.
– أريد منكم مثالاً واحدا لقرية أو مدينة إستقبلت الدعم السريع بالهتافات والأهازيج، واستقرت بعد ذلك ولم ينزح أهلها، فكل المشاهد المصورة التي كانت تبث عند دخولهم الجزيرة مثلاً، وإدعاء أن الأهالي إستقبلوهم بالذبائح كانت حيلة في تقديري لتفادي شرور هؤلاء البشر، والكل يعلم بأنهم لاعهد لهم ولا ميثاق، وبالفعل كل قرية قيل أنها استقبلت المليشيا في البداية كانت مسرحاً للإنتهاكات والفظائع، منها ما تم توثيقه، ومعظمها سقطت سهواً من ذاكرة فظائع آل دقلو، لذلك يظل الحل الوحيد أمام المواطن العادي هو النزوح والإبتعاد عنهم كما تبعد الشاة الصحيحة من الجرباء.
– الآن وقد خلت مدينة الفاشر من مواطنيها، والذين أصبحوا ما بين نازح وقتيل، نرى تسابق المنظمات لإيصال المساعدات.. والسؤال الذي نطرحه هنا.. لمن ستوزع هذه المساعدات؟.. الإجابات لا تحتاج لكثير معرفة وذكاء.. فقط على المقيمين في مناطق سيطرة المليشيا مراقبة الأسواق ومتابعة مواد الإغاثة معروضة للبيع، فالمليشيا القائمة أصلاً على القتل والنهب والسلب والسرقات لم تترك مواطناً حياً لكي يستفيد من الإغاثات، بل ستستولى عليه وتبيعه لمن بقي في إنتظار الموت..!!
– لم تهرب منهم القبائل الأخرى التي يستهدفونها بالتطهير العرقي فقط، بل هرب كثير من الرزيقات والمسيرية من المحترمين الرافضين لحياة الفوضى والقتل والشفشفة، وأكثرهم نزح إلى مناطق سيطرة الجيش حيث الإستقرار والأمن، بينما هرب المستطيعون منهم والمرفهين إلى خارج السودان، وأول من غادر هم أسر القادة الكبار من آل دقلو والمقربين منهم.. جميعهم أجلوا أسرهم إلى الإمارات ويوغندا وتشاد والكاميرون، حيث الڤلل والقصور الفاخرة التي اشتراها الهالك بأموال ذهب السودان، ليستمتع أبناءهم بحياة الدعة والدلال.. بينما يموت الآخرين من أجل قضية بدايتها ونهايتها سراب بقيعة..!!
– لن نجد قرية أو مدينة في السودان وطيء الجنجويد أرضها وإلا تذوق أهلها مرارة القهر والنزوح والتشرد إذا نجوا من الموت، وهي ذات الأساليب التي كانت سبباً في تكوين معسكرات النزوح الكبيرة من لدن (كلمة وأبوشوك وزمزم).. كلها قامت بسبب أفعال الجنجويد.. وقد مد الله لهم مداً إلى أن بلغوا قمة المطامع في هذه الحرب، ولأن الملايين من حناحر الضحايا قد رفعت أكفها بالدعاء.. ليس بأيدي الجيش وحده بل كنت ومازلت على يقين أن الله سيسلط عليهم جنداً من جنوده الذين لا يعلمهم إلا هو.. وبعدها سنشهد نهاية محتومة للطغاة…!



