صَابِنّها
محمد عبد الماجد
هيثم كابو تحت النيران!
الرئيس الأمريكي الأسبق رنالد ريغان من أصول إيرلندية، وكان يحب الطرائف والمطالعة، وكانوا يقولون عنه إنه مجرد (ممثل) عندما يقصدوا أن يُوجِّهوا له نقداً. ومعروفٌ أن ريغان بدأ حياته ممثلاً.
أما كلينتون فقد كان عازفاً، يعزف على الساكسفون ودخل البيت الأبيض وهو يحمل آلته الموسيقية ويترنم ببعض الألحان.
الفن يمكن أن يجعلك رئيساً.
انظروا إلى قيمة الفن وقيمة الكلام المُنمّق الذي يمكن أن يعتبر عندنا (عيباً).
تقول أحلام مستغانمي:(بعدما ترك السلطة، حصل الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان على مليوني دولار من شركة أمريكية مقابل خطبتين لا تزيد كل منهما على 20 دقيقة. بينما كان الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش أرخص الخطباء.. فهو يتقاضى 100 دولار لا غير مقابل الخطبة الواحدة التي يلقيها بدعوة من مؤسسات تجارية).
علماً أنّ آل بوش دي عائلة (رئيسية) ورثت الرئاسة كابراً عن كابر.
تجمعني علاقة قوية مع الزميل الصحفي والناقد الفني!! هيثم كابو وأكتب عنه اليوم ليس لأنه من أعز الأصدقاء، أكتب عنه لأنّني أعرف كابو عن قُـرب، هنالك أشياءٌ لا يعرفها عن هيثم كابو حتى المقربين منه، قد يبدو كابو أحياناً مُثيراً للغضب أو مُثيراً للجدل، وقد يحسبه البعض باحثاً عن (الشو) أو قد يكون (أوفر) في بعض الأمور، وهذه أمورٌ يُعاني منها الجميع ولا نبرئ أنفسنا، ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر.. قريباً من كابو فهو إنسانٌ جميلٌ، صاحب مواقف، المواقف لا يُعلن عنها، لذا هناك من يُسيئ الفهم، في هذه الحياة ممكن تلقى زول يقول ليك: الزول دا أنا ما بريدو، أو ما برتاح ليه بس كدا في الله، ونحن نسمع بصدر رحب أحياناً من يقول: (الزول دا أنا مكجنو في الله)، عاين عامل كيف؟ (انظر الصورة)، رغم أنه لا توجد كجنة في الله.. في الله توجد المَحَبّة والتسامح والسلام.
لا تتعجّبوا عن دفاعي عن هيثم كابو ـ نحن بيننا الكثير من المَحَبّة والود والاحترام والتقدير.. زمالتنا قائمة على ذلك النحو.. الصديق معاوية الجاك وهو المسؤول الأول في إعلام المريخ الآن عندما اُنتقد في أحد قروبات المريخ يقوم هو شخصياً بالدفاع عني ونفسو بقوم.. ويمكن أن يغادر معاوية الجاك المجموعة إذا وصلت الإساءة لي للشتيمة والاتهام، يزعل ويتخارج.. معاوية يفعل ذلك لأنه يعرفني جيداً، ولأنني أعرفه جيداً.. ولأنّه قبل ذلك زول أصيل، علماً بأنّنا عندما نكون في قروب واحد كما كنا في قروب (الحراك السياسي) نَحِتُّو قـرض..! المريخي المتعصب الناشط الاجتماعي أباذر الكدرو يمكن أن يخسر أخوه من أجلي، ونحن الشحمة والنار في الهلال والمريخ، هو يغضبه انتقادي أكثر مما يغضبه انتقاده.. (هذه محبة يمكن أن نقول إنّها فعلاً في الله)، الاختلاف لا يحدد اتجاهاتنا ولا يقلل من محبّتنا، ولا تمنعنا اختلافاتنا أن نشهد حتى لخصومنا.
الراحل نميري شلبي المريخي الجميل تعلّمنا منه «أ. ب.. صحافة».. كان نميري شلبي بهواً من الجمال واللطف والإنسانية والسخرية الحميدة.. كم نفقدك يا أبو عبد الرحمن.
الزميل طلال مدثر يفعل في السر الكثير من الخير وينشط في ذلك ويسكت.. طلال إمكانيات كبيرة لم تُستغل بعد.
الزميل عبد اللطيف ضفاري كتلةٌ من السخرية الذكية.. لم أشاهد ضفاري قط غاضباً إلّا عندما يمسّني نقدٌ.. زمالتنا تقوم على هذا الحب.
ضفاري أو فليط كما نحب أن نطلق عليه كثيراً، كان يدخل العناية المركزة بسبب نشاطه الخيري. واحيانا يدخل المعتقل!!
والوحش حسن فاروق حكاية من الصفاء والنقاء والإنسانية.. من لم يعرف حسن لم يعرف النقاء بوضعه الطبيعي.
الأستاذ الفاضل ود الشريف عندما كان يريد أن ينتقدني يقول صحفي كدا اسمو منو كدا عبد الماجد أساء للمريخ ونحن في نفس اليوم بنكون فاطرين سوا.
اختلف مع مامون أبوشيبة تقريباً في كل شئ.. لكن بقدر ذلك الاختلاف، أحمل له مَحَبّة ومَعَزّة كبيرةً.
البعض يعتقد أن الصحفيين كتل من الشر، لا يروا فيهم أي جمال.
هنالك انطباعاتٌ يحاول البعض أن يصدرها عن بعض الأشخاص، وهي لا تقوم على حقيقة ولا على أساس.. هنالك محاولاتٌ دائمةٌ لاغتيال الشخصية، البعض يفعل ذلك بقصدٌ، والبعض يفعله بدون قصد.
أكتب عن كابو اليوم ليس من أجل كابو وحده، وإنّما من أجل نفسي أيضاً، لأنّ طرف السوط وصلني (وأنا لا أكذب ولكن أتجمّل) أو خذوها عني كذلك حتى لا أزعجكم رهقاً، فقد ظللت أسمع كثيراً في باب التقليل عن هيثم كابو مَـن يتحدّث عنه على أنّه صحفي فنانات، أو أنّه ناقدٌ فنيٌّ، ولا أدري ما هو العيب في ذلك، نحن كتبنا في السياسة، وكتبنا في الرياضة، وكتبنا في المجتمع، غير أنّ أحبّ الكتابات لنا هي الكتابة الفنية، ومازلت أحلم أن أُصنّف على إنِّني صحفيٌّ فنيٌّ وهذا شرفٌ لي، وهو شرفٌ لكابو، وليتني على المستوى الشخصي استحق أن أكون (ناقداً فنيّاً)، هذا أجمل تعريف ان ترقيت إليه.. الذين يُشتِّمون كابو على أساس أنه (ناقدٌ فنيٌّ) يثبتون أنهم حتى عندما أرادوا التقليل منه رفعوا من قدره، وما ضير كابو في أن يكون صحفيّاً فنيّاً.
حاورت محجوب شريف وحمّيد ومحمد إبراهيم نقد والصادق المهدي والدكتور حسن الترابي.. وافتخر كثيراً بحواري مع حواء الطقطاقة.. وأيضاً افتخر كثيراً بحواري في القاهرة مع ستونة.
اختزلوا سيرة كابو الفنية فقط في نقده الفني وكتاباته عن الفنانين، ونسوا أنّ هيثم كابو كان أول رئيس تحرير لصحيفة فنية في السودان هي صحيفة (فنون) التي عملنا فيها بقيادة كابو الذي كان رئيساً للتحرير، ووجدنا منه كل الدعم والسند، ولمسنا فيه إبداعه الصحفي والفني.
صحيفة (فنون) ربما تكون أول وآخر صحيفة فنية (يومية) في الوطن العربي كله.. نحن لا نعرف أن نقدم إنجازاتنا.. مصر بكل إرثها وتاريخها، وبحراكها الفني الكبير وبأكثر من مائة مليون نسمة، نصفهم فنانون وممثلون وشعراء ومبدعون، لم تصدر فيها صحيفة فنية بصورة يومية، هذه التجربة تُحسب للأستاذ أحمد البلال الطيب رئيس مجلس الإدارة وهيثم كابو رئيس التحرير.
الصحافة الفنية فقدت هيثم كابو، كان بإمكانه أن يفعل الكثير وأن يغير الكثير لو لم يحرمنا منه المريخ.
اختلفت كثيراً مع كابو فنياً ورياضياً، وبيننا انتقاداتٌ عنيفةٌ، لكن دون أن يفقد أحدنا احترامه للآخر.
أمام كابو يمكن أقول في حقِّه كلاماً قاسياً وهو يفعل نفس الشئ، ولكن عندما أبعد عنه أقول في حقه كلاماً جميلاً أو أشهد له بذلك، وهو عندما أكون بعيداً عنه يمنحني أكثر مما استحق.
ساقني إلى هذا الموضوع، حوارٌ مع قطب المريخ المعروف ورجله القوي خالد حنفي (ليمونة)، الذي أعرفه على المستوى الشخصي، وهو زول حقّـاني ودُغري، وللأصيلين سماتٌ وشِيَمٌ ظاهرةٌ نعرفها نحن في الرجال من بعد مليون ميل أو من بعد سنة ضوئية، وتبقى مَعَزّة خالد حنفي لا تقل عن مَعَزّة كابو، ولكن نختلف في هذا المقام، وبيني وبين خالد حنفي الكثير من الوئام والوفاق.
استغربت من الهجوم العنيف من خالد
ليمونة على كابو في صحيفة (الماتش)، وهو أمرٌ لو صدر من شخص آخر لقبلت به، ولمَرّ الموضوع مرور الكرام.
اعترض خالد ليمونة على ترشح هيثم كابو لرئاسة منصب رئيس القطاع الرياضي في المريخ بعد أن استكبر ليمونة المنصب على كابو، علماً بأنّ المنصب مُـتاحٌ للجميع، وقد شغله في الهلال والمريخ من هم دون كابو، (أسماء لا يذكرها أحدٌ ولا يعرفها)، بل حتى منصب الرئيس في المريخ شغله من هم أقل خبرةً من هيثم كابو.
هيثم كابو جاء لمجلس المريخ مُنتخباً ولا ينقص من قيمته أنه ناقدٌ فنيٌّ.. واستطاع كابو في فترة قصيرة أن يضع بصمته في القطاع الثقافي عندما كان رئيساً للقطاع الثقافي في المريخ، بل إنّ بصمة كابو في ذلك القطاع كانت واضحة حتى عندما كان (ناقداً فنيّاً) وهو يُدخل محمود عبد العزيز لإستاد المريخ لإقامة حفل شهير للحوت مازال صداه يتردد.
هيثم كابو كان من أوائل الذين فتحوا الدرب للبرامج التلفزيونية ذات الطابع الجدلي والتي تأخذ سير وطريقة المحاكمات والمواجهات الساخنة، وقد أصبح هذا النوع من البرامج التلفزيونية منوالاً وموضة ساروا من جاء بعده فيه على نهج هيثم كابو.. هيثم كابو فعل ذلك قبل عشرين سنة مع وردي وترباس ونادر خضر وفعل نفس الشئ في حواراته مع محمد الشيخ مدني وشيخ الأمين وميرغني أبو شنب وأزهري محمد علي وغيرهم من نجوم المجتمع.
هيثم كابو قدم بعد ثورة ديسمبر المجيدة برنامج (الحصة وطن) عندما حاور صناع الثورة وآباء الشهداء. هذا الأمر لوحده يفرض علينا الدفاع عن كابو.
يتركون كل ذلك ويُهاجمونه بصحفي الفنانات.. أو صحفي القونات عندما يقصدوا التقليل منه أكثر..؟!
هيثم كابو فنياً حاور كابلي ومحمد وردي وإبراهيم عوض وعثمان حسين وزيدان إبراهيم وهاشم صديق والقدال، هيثم حاور مفيد فوزي وأسامة أنور عكاشة ونور الشريف، وكل هذه الحوارات إضافة له، تمنحه الخبرة والقُدرة والثقافة.
حتى في مجال الفنانات اللائي يُنتقد كابو بسببهن كانت حواراته مع أسرار بابكر ولطيفة وأصالة نصري وشيرين عبد الوهاب.
أتعجّب عندما يُصنِّف أهل الرياضة أنفسهم أعلى همةً ومكانةً من أهل الفن.
في السودان يمكن أن تُنتقد لأنك سلبي، ويمكن أن تُنتقد لأنك إيجابي.
ممكن ينتقدوك لأنك هادئ، وممكن ينتقدوك لأنك شيطان وحركتك كتيرة وما بتقعد في الواطة، وإذا كانت وسطاً بين هذا وذاك، قيل عنك (كَـاتِل ضُلّك) أو (موية تحت تِبِن).
في السُّودان، إذا كُنت بخيلاً، قالوا عنك (ماسكها) شديد، وإذا كُنت كريماً قالوا عنك (فاكِّيها) للآخر، وأضافوا من عندهم (ضيّع أموال أبوه كلها) وأكل ورثة إخوانه، حتى لو كان أبوك زول فقير وعلى باب الله، وما عندك من الأساس إخوان..!
في السُّودان، يتعرّض الناجح لحملات وانتقادات لا يتعرّض لها الفاشل، وتُضع العقبات والمطبات في طريق الشريف، وتُمهّد الطرق وتُعبّد للص..!
في السُّودان، لو اتكلمت كويس قالوا مُتفلسف ومُنمِّق الكلام، ولو ما عرفت تتكلّم شالوا حالك وقالوا رأسك فاضي وما عندك شئ..!
لو كُنت أنيق وبتلبس كويس قالوا ليك الموضوع ما بدلة وكرفتّة، ولو كُنت ما بتلبس كويس ح يقولوا عنك الزول دا عذّبنا بقميصه الواحد دا..!
في المريخ، جاء جمال الوالي ليكون رئيساً للمريخ بدون أيِّ خلفية رياضية، بل إنهم حسبوه على الهلال، وكان حسب رأي أهل المريخ من أنجح رؤساء المريخ.
وجاء أسامة ونسي (ما عندو علاقة بالكورة)، وجاء سوداكال، وجاء حازم مصطفى، وجاء أبوجيبين (زول الكاميرا الخفية)، وجاء النمير (محسوب على الهلال)، وكلهم لا تاريخ ولا خبرات لهم، وكلهم بيلبسوا بدل وبنمِّقوا الكلام وبشيلوا زهور كمان كما كان يفعل أبوجيبين.. كل هؤلاء حلال لهم أن يصبحوا رؤساء لنادٍ في حجم ومكانة المريخ، وحرام على هيثم كابو أن يكون رئيساً لمجرد قطاع في المريخ!! وقد جاء كابو للمريخ وهو إعلامي مشهور ومعروف ونجم، ولم يُعرف عن طريق المريخ، جاء ببدلته وكلامه المُنمّق وفلسفته، والذين أصبحوا رؤساء للمريخ لم يسمع بهم أحدٌ قبل الدخول للمريخ.
والأمر نفسه ينطبق على الهلال وعلى الكاردينال والسوباط والعليقي.
أكثر شخصية تدرّجت وتدرّبت وبدأت من الصفر في العمل الإداري في الهلال حتى أصبح رئيساً للهلال هو الأمين البرير، وهو قد يكون أقل رؤساء الهلال إنجازاً في السنوات الأخيرة.
ما فعله صلاح إدريس والكاردينال والسوباط والعليقي وهم كانوا غرباء على الهلال وجاءوا إليه بدون خبرات، أضعاف ما فعله البرير في الهلال وهو ابن الهلال الذي نشأ في النادي والإستاد.
بالمُناسبة أنا هنا لا أرد على خالد ليمونة، وإنّما أرد على آخرين صدّروا هذا الانطباع عن هيثم كابو، وكان ليمونة ضحية لتلك الانطباعات التي يتّفق عليها الكثيرون في الوسط الرياضي والمريخ نفسه.
خالد ليمونة لا نشك في أنّه يقصد من تصريحاته تلك مصلحة المريخ، وهو قد ظلّ يقاتل من أجل ذلك، ودخل في حروبات عنيفة في سبيل مصلحة المريخ التي لا يُريد ولا يقصد سواها، ولكن مع ذلك نعتقد أنّ الصواب لم يُحالف ليمونة هذه المرة وكلنا خطاءون بما في ذلك كابو، ولكن دون التقليل منه لأنّه ناقد فني أو لأنّه بنمِّق الكلام وبتفلسف وبلبس بدلة..!
… .
متاريس
مرة كان في والي للخرطوم، الخريف نجح في سنته الأولى والأمطار كانت شديدة، قالوا عنو غرّق الأرض.. الأرض غرقت!! الزول دا غرّق البلد.. في السنة التانية الخريف ما نجح والأمطار ما نزلت.. قالوا عليه دا نشّف السماء.. السماء نشفت.. الزول دا نشّف البلد..!
لمن تمشي عرس، أول زول بفتح صحن الكوكتيل بكون عاوز يشوف ناقص شنو؟! يخلي (11) صنف موجود ويمسك في الصنف الذي لم يجده..!!
….
ترس أخير: في ناس شغلتهم بس يلقوا المروحة مفتوحة، يقولوا ليك أقفلها.. يلقوها مقفولة، يقولوا ليك أفتحها.. في البرد دا..!