صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

هيثم كابو يكتب عن رحيل الإعلامي المخضرم د. عبد المطلب الفحل

536

 

* إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك يا أستاذنا الفاضل د. عبد المطلب الفحل لمحزونون .
* انسل عن دنيانا الفانية إعلامي مخضرم، وإذاعي معتق، ومثقف رقم، وباحث موسوعي، ومرجع في الأدب الشعبي، ومربي فاضل، ورجل اجتماعي من طراز سوداني فريد ..خفة ظله أكثر ما يميزه، وعذوبة لسانه أروع مافي حديثه، وسماحة روحه تظلل كل جلسات الأنس التي تجمعه بالناس .. يضفي على المجالس طعم خاصة، ويترك نكهة مغايرة، ويظل صوته المجلجل بالقفشات والحكم والمفارقات يسد فضاء الأمكنة.
* عفويته المحببة شدت إليه الملايين على امتداد ربوع الوطن العزيز عندما كان أثير إذاعة (هنا أم درمان) يجمعه (على الخط) مع المستمعين في تداخل تلقائي محشو بالمعلومات والأسئلة المتنوعة واللطف والمداعبات .
* رحل عن الدنيا اليوم إعلامي مخضرم من جيل الكبار، وهب نفسه للمهنة بتجرد تام، وأخلص لعمله بحب دافق، ولم ينس نفسه من العلم، فواصل في تحصيله الأكاديمي حتى نال درجة الدكتوراه من جامعة أم درمان الإسلامية عن (اللغة العربية ما بين الفصحى والعامية في الإذاعة السودانية) تطبيقاً على برنامجي لسان العرب للأديب الراحل فراج الطيب، ودراسات في القرآن للدكتور عبد الله الطيب.
* ظل الراحل عبد المطلب الفحل صاحب البرنامج الإذاعي الشهير (دكان ود البصير) يحافظ على حماس البدأيات رغم التراكم الخبروي الذي وصل إليه فكان مثالا في السعي والتنقيب والبحث والتحصيل والتحدي .
* رحابة صدره في تقبل النقد لا تقل عن سعة أفقه الممتدة بلا سقف .. كثيرون من جيل الشباب لا يعرفون تاريخه، فالمذياع بشكله التقليدي الذي لا تزال الإذاعة القومية تبث برامجها عليه قد خاصمه الناس وفقد أرضية التواصل الصلبة إذ أن صورة (إذاعات الأف أم) باتت تسبق الصوت عبر بثها على شبكة الإنترنت ولم يعد فن الرؤية عبر الأذن يفتح فضاءات الآخيلة ويحمل ذاك الألق القديم .
* رحم الله أستاذنا د. عبد المطلب الفحل .. (إنا لله وإنا إليه راجعون).

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد