. لعبة الكاردينال وشلته واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، إلا لمن يأبى أن يفهم.
. التقاط الغرض الأساسي من تنصيب هيثم مصطفى كمدرب عام لا يحتاج لدرس عصر إن تخلى بعضنا عن العواطف المفرطة التي أوردتنا مهالك كثيرة، ومكنت البعض من التكسب على حساب الناديين الكبيرين وجماهيرهما.
. لو كان الاختيار فعلاً من أجل الكيان ومصلحته فهيثم لم يكن مهاجراً ولا مريضاً ولا غائباً عن الساحة فلماذا اختاروا عشرات المدربين ومساعديهم في الفترة الماضية ولم يكن هو ضمنهم، بإستثناء فترته القصيرة مع شباب الهلال!!
. ثم بأي منطق يتحدث البعض عن أن عودة هيثم للجهاز الفني تعني عودة العافية للجسد الهلالي!
. هذا كلام عاطفي غير مسنود بأي معطيات محددة على أرض الواقع.
. فهيثم لا يحمل حتى يومنا هذا مؤهلاً تدريبياً يجعله على صدر قائمة المدربين من أبناء الهلال.
. وهيثم لن يصبح بهذه الخطوة رئيساً ومسئولاً تنفيذياً وصحفياً ومشجعاً حتى يفترض البعض أن عودته ستحل مشاكل فريق الكرة.
. فهو لن يكون أكثر من فرد وسط مجموعة تعمل بإتساق تام مع رئيس يأتمر بأمر آخرين يسيرون النادي من خارج أسواره.
. عودوا بذاكرتكم للوراء قليلاً وستجدوا أن عدداً من أبناء الهلال المخلصين والمؤهلين جداً قد عينوا في بعض المناصب، لكنهم لم يستمروا فيها لأن في ذلك تضارب مع مصالح بعض من يتحكمون في كل شيء.
. وغض النظر عن موقفي الشخصي من تصرفات هيثم بعد خلافه مع البرير، لا أري في خطوة الإستعانة به الآن سوي لعبة جديدة.
. وإلا فلماذا هذا التوقيت بالذات!!
. التوقيت لم يكن مصادفة يا سادة، فبعد أن ضاقت عليهم ووجدوا أن الجو العام حفز الجماهير لانتزاع حقوقها، ومع تراجع شعبية واختفاء الكاردينال فكروا ملياً في الحلول.
. كانت ضربة البداية بخطوة إعادة المياه لمجاريها مع الكوارتي والبدء في التهليل له كقطب استثنائي قادر على توفير المال.
. والحجة والمبرر الجاهز دائماً هو مصلحة الكيان!!
. وهنا لابد أن يسأل أي عاقل: أين كانت مصلحة الهلال عندما كانوا يختلفون مع الكوارتي لدرجة التراشق في الصحف!!
. وعندما لم تنجح خطتهم الأولى، وجدوا ضالتهم في هيثم بإعتبار موقفه الجيد من الثورة الذي أعاد له بعض شعبيته.
. شخصياً سعدت بمشاركات هيثم في بعض الاحتجاجات وهو موقف لن ننساه له.
. لكن حتى هذه على الصعيد الإعلامي كانت عبارة عن مخطط مكشوف.
. فقد كنا نطالع بين الفينة والأخرى كلاماً منشوراً بإسم هيثم أكاد أجزم أنه لم يكن كاتبه.
. لكن سنتجاوز ذلك ونركز مع مشاركته شخصياً في بعض الاحتجاجات بعد أن أصبحت الثورة واقعاً.
. قلت بعد أن أصبحت الثورة واقعاً لأن الفيديو الذي نُشر له أيام تظاهرات عطبرة لم يكن ضمن التظاهرات، بل يعود إلى أيام عمله في نادي الأمل هناك.
. لكن البرنس ظهر بعد ذلك في الاعتصام وأُهين بواسطة بعض الأمنجية.
. ولهذا وقع اختيارهم عليه الآن حتى يخففوا الضغط الجماهيري على الكاردينال.
. ولو كان البرنس واعياً بالقدر الكافي ومخلصاً ومتجرداًحقيقة في توجهاته لأعتذر عن العرض في هذا التوقيت تماشياً مع رغبة الجماهير التي رفعته لهذه المكانة.
. لكن لأن هيثم بشر وليس ملاكاً كما يتوهم البعض قبل بعرض في توقيته الخطأ ودون أن يملك له عصا موسى التي تمكنه من حل المشاكل التي لا يمكن حصرها في مقال.
. وبالعودة للذاكرة أيضاً ستجدون أن من كانوا وراء شطب هيثم من الهلال وقدموا له المشورة وأجروا معه الحوار الذي كان قاصمة الظهر في علاقته برئيس ناديه هم نفس من هاجموه بعد ذلك ومسحوا به الأرض في أعمدتهم.
. ثم جاءت فترة حتمت استعادة الحميمية القديمة فبدأوا في تحسين صورته في ذات أعمدتهم التي أساءوا له فيها.
. وبعدها تحدثوا عن عودته لكشف الأزرق، لكن ذلك لم يحدث، ؤأُستعيض عنه بجلبه للجهاز الفني لفريق الشباب.
. ثم هدأت الأمور بعدها، ليجرب هيثم حظه في التدريب مع أندية أخرى لم يحقق معها نجاحاً ملفتاً يجعلنا نفترض أنه سيحل مشكلة فنية في الهلال.
. فلماذا لا يكون هيثم مبدئياً في علاقته مع هؤلاء وكيف يقبل أن يمسحوا به الأرض يوماً ليعودوا في اليوم الثاني لمحاولة رفع أسهمه!!
. رأيي الشخصي أن ابن الهلال الذي يمكن أن يفيده كثيراً هو من يحمل موقفاً مبدئياً، لا من يقبل أن يكون أداة في يد البعض ليكسروا بها إرادة الجماهير.
. موقف هيثم من الثورة نحترمه ونقدره، لكنه يظل مثل مواقف الكثير من السودانيين الذين ناصروا الثورة ولو بعد حين، لكن لا يفترض أن نخلط الأوراق، أو نسمح للبعض بأن يتلاعبوا بنا لمجرد أن البرنس شارك في الثورة.
. الهلال يمر الآن بمرحلة تتطلب حسماً تاماً للعبث السائد وتخليصه من قبضة الأفراد وأصحاب المصالح، وبدون ذلك لا يستطيع لا هيثم ولا الجن الأزرق أن يحل ولا مشكلة واحدة فيه.
. فكفاكم من المخدر وهبوا لتخليص ناديكم، ولا تتوهموا أشياء يريد القوم من ورائها الهروب للأمام وكسب الوقت لا أكثر.