صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ورحل السر دوليب ناظم الدر وحائك الروائع ومبدع القريض

321
افياء
أيمن كبوش
ورحل السر دوليب ناظم الدر وحائك الروائع ومبدع القريض

                                                                  حسبت خطأ ان النيل  سليل الفراديس هو وحده الذي يفيض هذه الايام  فيدمر زرعًا أحياه  ومنازلا  تزينت بالجلوس علي ضفافه ويحصد أرواحا طالما تغنت له  وبه منشدة :أنت يا نيل يا سليل الفراديس  نبيل  موفق في مسابك    ملء أوفاضك الجلال    فمرحي  بالجلال النفيس من أنسابك. وما كنت احسب ان فيضان النيل سيتبعه فيضان في الحزن ودمع المقل برحيل شهب ونوارس الشعر الغنائي النبيل  أمثال الاستاذ السر دوليب. وهكذا  النيل دائما يصنع الحياة  ثم يدمر تلك الحياة ليبني علي أنقاضها حياة جديده. وكان لقدماء المصريين السبق في التقرب الي النيل حيث كانوا يختارون اجمل غيدهم الحسان ويضعون عليها كامل زينتها وغالي حليها ويزفونها الي أعماق النيل طمعًا في فيضه وخيره ونعمائه.  حيث صور أمير الشعراء احمد شوقي ذلك المشهد بقوله: زفت الي ملك الملوك يحفها    دين ويدفعها هوي وتشوق.  إلا أن التاريخ لم يحدثنا عن  أمة استطاعت ان تجد الوصفة الناجعة لإيقاف فيضان النيل.                        وكذلك الموت والحزن. ولأن المصائب لا تأتي فرادي فقد تزامن فيضان النيل مع رحيل نورس  طائر الشعر الغريد وأحد روافد نهر السودان الخالد عثمان حسين الاستاذ السر دوليب  الي جانب صائغ (القبلة السكري) سليل وادي عبقر الشعر الغنائي والصور الجماليه راحل الكلم الطروب حسين بازرعه  الرافد الآخر  لزرياب زمن الغناء السوداني الأروع  أبوعفان طيب الله. ثراه. وبما ان  نهر النيل  حاضر  دوما في مخيلتي بألق نيليه الاروعين (الأزرق والأبيض)بإعتباره مصبا لهما كان بازرعه ودوليب يصبان في نيل السودان الغنائي عثمان حسين عليهم رحمة الله أجمعين. فالوفاء كان وسيظل علي مر الأزمان شيمة العاشقين الذين ربط بينهم التعبير الجزل والكلمة  المموسقه.  فعز علي المبدع دوليب أن يبقي بعيدًا عن النيل العثماني والرافد البازرعي  فرحل علي أمل ان يعاود الرافدان الأنيقان  ونيلهما  الفخيم الجري في عليين. كان شعر السر دوليب رسائل خير وحاضنة مبادئ يسمو بها العشق والعشاق. ففي زمن النميمة والقيل والقال التي خربت أسر وباعدت بين احباب وقطعت حبال وصل عشاق  حتي شعرنا بالحاجه الي (كمامات آذن) تمنع عنا  جائحة النميمه الباطشة  كان السر دوليب قاطعًا كالسيف في رائعته  ( ما بصدقكم) فقد جاءوا  اليه ليخبروه بان حبيبه قد سلاه وودع حبه ونسيه فرفض ان يصدق وأفحمهم بالقول( انا عارف حبو الي وداري بعطفو علي  نساني عذابي البي وقاسمني الليالي هنيه) اي ثقة هذه وأي حب وتعلق هذا؟ وبعد أن فعل به الحب الافاعيل ولم يرد الحبيب علي سلامه ولم ينطق ببنت شفه غرد الكروان متسائلا ( مالي والهوي؟).          كان الحب عنده مقدسًا عندما شدي في ( لا وحبك) فاسمع من به صمم( حبنا أكبر من الدنيا  وأطول من سنينها فيه من وطني المسالم اغلي طيبه وأحلي زينه) أي حب هذا الحب العظيم المحلي بطيبة الوطن والمزدان بزينة السودان.).                                              جمعني  وأخوة اعزاء بالراحل المقيم الأستاذ السر دوليب الإعجاب الذي يفوق حد الوصف. بالفنان الخالد عثمان  حسين.كنا مجموعةبرالمه في حضن أم وسيدة الجامعات  جامعة الخرطوم وربط بيننا عشق الهلال وبديع  ابوعفان وروائع وتابلوهات سليل جبال
التاكا  سيد السهل الممتنع كانسياب نهر القاش  محمد حسين كسلا. فأنشأنا جمعيتي معجبي عثمان حسين  ومحمد حسين كسلا. وبالصفة الاولي كنا كثيري التردد علي مكتب راحلنا المقيم بإدارة الجامعه. وربط بيننا من الود ما يربط بين كل عشاق الكلمة المموسقة والطرب الأصيل.                                                          لقد افتقدناه وسنفتقده دوما كلما سبحنا في عوالم ( ظلموني القالوا  عني غيرني البعاد) فلن يغير محبي شعرك الرصين المشبع بالصور الجماليه رحيلك البدني عن حياة تغنيت بها ولها بكل الخير والحب والجمال.  وأخال محبيك يرددون الان في أهازيج كوراليه(أصبح شوقي أكثر وحبك عندي أكبر  وأملي اللفي هواك نامي ولسه أخضر) والكل يطلب منك السماح علي عدم تكريمك التكريم الذي تستحقه شهب الشعر الجميل في حياتها. وتثق في أنك سترد علينا( بمسامحك ياحبيبي) فأنت تعلم ببياض قلوب محبيك وحسن نيتهم ( قلبك عارفو ابيض وكلك حسن نية). رحمك الله بقدر ما قدمت وهذبت وجدان الشعب عبر رافدك السحري الذي صب في حنجرة ابوعفان الماسيه جنبا الي جنب ( سوباط) بازرعه الإبداعي المنهمر علي مر الأزمان. تقبلك الله في أعالي الجنان وجعل  قبرك روضة من رياض الجنه وليتك ( زدت من دلك شويه وأكثرت من الأشواق علي).  إنا  لله وإنا إليه راجعون
دكتور حسن علي عيسى
قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد