* كما توقعنا في هذه المساحة من قبل، فقد انسحب بكري المدينة من مشهد الخلاف الذي بدأ وتصاعد ما بين اللاعب ونادي القوة الجوية، وصار لزاما على مجلس المريخ الشرعي رد ما استلمه (الكواي) للنادي العراقي، حتى يتم اعلان نهاية الخلاف الذي اعتقد ان الفهم الخاطئ الذي وصل للاعب قبل اتمام العقد هو السبب المباشر فيه..
* ان ما استمله بكري من مال صار هو الاشكالية الأولى التي يمكن حل الموضوع عبرها، وهنا فان المنطق يفرض على اللاعب اعادة المبلغ الذي استلمه للمريخ بالسرعة المطلوبة لأجل الشروع عملياً في حل القضية على الطريقة التي اقترحها العراقي..
* من وجهة نظري المتواضعة اعتقد ان العراقي تعامل مع اللاعب والمريخ بصورة مثالية خاصة بعد ما تأكد من عدم جدوى البيانات التي اصدرها ووضّح فيها سلامة موقفه.. لكنه في ذات الوقت يسعى لكسب الوقت وتلافي المطاولات و(الجرجرة) المعروفة حال اتجاهه للقنوات الرسمية المتمثلة في الاتحاد الدولي (فيفا)..
* وعلى عكس ما يحدث عندنا في السودان، فان ادارة النادي العراقي اعلنت انها لجأت الى طرح ذلك الحل نتيجة للضغوط الجماهيرية التي تتعرض لها منذ اليوم الاول لمغادرة بكري لبغداد وعودته الى الخرطوم دون ان يبدأ مشواره في تنفيذ الاعارة..
* وهنا، اذكر انني وبرفقة عدد من الزملاء التقينا بأحد وكلاء اللاعبين الكبار خلال ندوة مناقشة الاعداد لوضع قانون الشباب والرياضة الجديد، والذي طالب ـ رافضاً ذكر اسمه ـ بضرورة اقناع بكري بالعودة الى بغداد تجنباً لوصول شكوى القوة الجوية الى الفيفا..!
* عندها، وبعد ما نطق الوكيل المعروف لتلك الجملة طلبت منه كتابتها كتصريح باسمه الاّ انه رفض مراعاة لاشياء خاصة لكنه تمنى ان يسمع عن عودة بكري لبغداد ولو من باب ان العراقيين خبراء في الاحتراف وبصورة اعمق من تلك التي تتعامل بها اداراتنا..
* مباردة القوة الجوية العراقي بالجد تعتبر فرصة ذهبية نطالب مجلس المريخ الشروع في تقريبها من الظهور على ارض الواقع ولو بفتح باب للتبرعات امام عشاق الكيان لتوفير قيمة الدولارات التي وصلت الى اللاعب من النادي العراقي واعادتها له مقابل ان يتخلى القوة الجوية عن فكرة تصعيد القضية لان التصعيد لن يكون في صالحنا..
* اعتقد ان العراقي يسعى لحل المشكلة عبر اقصر الطرق واسرعها لكن مبادرته بطرح فكرة استعادة امواله يجب ان لا يفهمها احد ـ بما في ذلك اللاعب بكري او غيره من هواة التطبيل ـ على انها اشارة ان موقف العراقي ضعيف..
* وكل ما نتمناه، من بكري اولاً، ان يبادر باعادة المبلغ الذي استلمه من مجلس المريخ وهو عبارة عن نصيبه من صفقة اعارته الى نادي القوة الجوية، تمهيداً للشروع في ايجاد حل سريع قبل ان يتراجع النادي العراقي..
* الحمد لله ان فكرة فض الارتباط بين بكري والعراقي جاءت من القوة الجوية.. وكما يبدو فان القادة في بغداد قد فقدوا الامل في الاستفادة من خدمات بكري الذي اعتقد انه قدم صورة سيئة ومهزوزة ستقفل الباب امام اي رغبة اخرى للاستعانة باحد لاعبينا..
* لن ندخل في دائرة اي مقارنات لمثل هذه الاشكالية مع اي طرفين في اي بلد آخر غير السودان، لا لشئ سوى لان ما حدث من بكري المدينة ونادي القوة الجوية لا ولن يحدث الاّ عندنا لانه ولو حدث في بلد آخر فان اللاعب سيكون هو الجهة التي تتحمل المسئولية
* انه السودان، ومريخ آخر الزمان الذي شهدنا فيه قبل فترة هروب بكري نفسه من اداء ضريبة المنتخب الوطني بسبب عدم ايفاء مجلس المريخ السابق بالتزامه المالي ناحيته فكانت ان اصدر الاتحاد قراراً قضى بايقاف اللاعب ليتضرر الاحمر ولا تعليق..!!
* تخريمة أولى: مرور الايام وفي ظل الصمت القاتل لمجلس ادارة نادي الهلال امام المطالب الضرورية التي وضعها الاتحاد الافريقي لكرة القدم (كاف) يقرب ممثل السودان الوحيد من قبول القرار القاسي المرتقب والمتعلق بنقل مباريات الازرق الى خارج البلاد.. أقول ذلك وفي البال ما حدث من (مؤامرة) ادت الى نقل لقاء الهلال والنجم الساحلي الى السويس بشمال الوادي.. الحكاية يا جماعة فيها تكتيك وترتيب وهي ليست تلقائية ولا طبيعية.. (فقط تذكروا هذا الحديث)..!!
* تخريمة ثانية: اثناء كتابتي لهذه الزاوية انتهى الشوط الاول للقاء الهلال ومريخ الفاشر بالجوهرة بهدفين دون مقابل لاصحاب الارض، ومن خلال الدقائق القليلة التي تابعتها تأكدت من حقيقة ان المدير الفني المصري حمادة صدقي لم يتجرأ على اجراء اي تعديل في التشكيلة فقط كل الذي فهمته انه شدد في توجيهاته على اللاعبين وطالبهم بالجدية في التحرك والتمرير والانتقال وسرعة التحول حال الاستحواذ على الكرة او فقدانها.. اي اننا لا زلنا في انتظار البصمة..!!
* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي