افياء
أيمن كبوش
ولمَ لا اُحدّث بنعمة ربي.. ؟!
# حذرني صاحبي من “الملل”.. وهو لا يدري بأن “الملل” صار هو العملة التي تتواضع أمامها قيمة “الجنيه” السوداني.. نحن لم نختر كل هذا النكد.. ولا نملك الخيار في مرافقة هذا البؤس الذي يعتقل حياتنا السودانية.. ولكن دعنا نحاول أن نُحدث التوازن الذي يجعلنا نُقبل على الدنيا ببعض ما فينا من حب للدنيا نفسها وحب للناس وحب للشهوات، هذه هي قدرة الله في خلقه.. يبكون ويفرحون.. يتزوجون ويطلقون.. يهب من يشاء منهم البنين والبنون.. يُغني بعضهم.. يُفقر بعضهم ويجعل من يشاء منهم عقيما.. “دي الإرادة يا صاحبي.. والمقدر لابد يصيب”..
# هل في ما أكتبه هنا رومانسية.. ابدا.. لمَ لا نستدعي هذه الرومانسية التي كانت.. لماذا نقول كانت.. ما الذي يمنعها من أن تكون..؟! الخُلق الضيق ام تلك الشمس التي اوجدت احداثياتها على رؤسنا مع خط الاستواء..؟!
# عندما كانت الرومانسية شيء يمكن ان تحسه فيك وتكاد تمكسه في قبضة يد.. لم تكن المسلسلات التركية هي (المُلقن) الذي يقودك لكتابة خطاب او جواب ثم انتظار ساعي البريد.. لم نكن في حقيقة الامر في حاجة لـ(مهند ونور) في زمن (العشق الممنوع).. لان (خيانة التعبير) لم تكن فعلاً وارداً في الخطاب الخاص الذي يمكن ان يتسرب منك او منها من بين الانامل ليعبر عنك ويعري تلك الدواخل التي تؤمن تماماً بفلسفة عميقة تقول ان المباشرة اهانة للادراك الواعي.. لذلك كانت الجوابات هي رسول المحبة.. وهي (مرسال الغرام) وهي الخطابات و(الظروف المزركشة والحبر المعطر) و(البريد الالكتروني) الذي تحس امامه بالدهشة والغبطة والامتلاء.. ايامها كانت الامنيات كبيرة.. والاحلام اكبر والتفاصيل خالية تماماً من الامنيات الصغيرة التي يمكن أن نختزلها ابتزالا رخيصا في الذهاب إلى “شقة مفروشة” أو الرحيل المؤقت إلى “بيت عزابة في الأحياء الطرفية”..
# كانت الرسائل تكفي لتعبر عن إنسانيتك وعن حبك للناس.. كان الشرف مصانا.. وكان “العيب” هو الوصمة التي تطبع في الجبين.. كان.. وكان وما أقساها كان.
# هل خرجت من الموضوع..؟! لم اخرج منه.. مازلت فيه، وهاهي رسائلهم تأتيني لتُحيي فيّ هذا النبض.. وتعطيني عصير الرغبة في معايشة حياتنا السودانية الخالية من المرح والترفيه.. ولكن…
# قال لي سعادتو السر في رسالته التي تحتفي بها كل الفصول: “فخور بك حين تكتب واتشرف بك حين يكتب لك وسعيد بك حين يكتب عنك وهى جماع المشاعر والوجدان لاب ينظر لابنه وهو يتخطى حواجز العمر وغمار التجربة فينافح الفكرة مع الكبار وينازع المكانة مع الاكبر سنا وبادب يفسح المجالس لهم.. و(يشيل) الابريق لغسل ادران موائد التحوصل والتشرذم والانكفاءات الضيقة..ثم يجلس على كابينة التحليق بعد ( take off) سلس فتأتي غفوة الراحة ثم landing يعقبه تصفيق وخروج لفضاء هلالي يسع الجميع رحابة وودا واملا جميلا.. ود حسن علي عيسى اخ غير شقيق وصديق صدوق ولايعرف حبا فى درجة الزوج والولد الا للهلال ..فاكتسى بهذا الوشاح الذى قلدك اياه مزهوا مسرورا… دمت لابيك..”
الفريق السر أحمد عمر
# وكتب لي أيضا من يجمل فضاءات الخرطوم بالشوق والريد والحب البان في لمسة ايد”.. فقال: “سلامات الحبيب ايمونكا… ياجماعة براحة علينا من هذا الجمال اللغوي الذي يكتب بانامل زرقاء وبيضاء غاية في الجمال والروعة.. هنيئا لذلك العشق السرمدي بكم.. ولكم به.. فما اجمل ان يلتقي الاروعين كما يلتقي الابيض والازرق ويكونا شريان الحياة.. فالنيل شريان الحياة وهلالنا العظيم كذلك.. دمتم في تلك المحبة… بس دخلونا معاكم باي ثقب ترونه”.
عماد الدين حسين آدم
#.. وما بيني وبينه عشرة عمر وكاكي وحديث لم يكتمل وقصص لم نكتبها سويا بعد.. جاء هنا وانا المعني بأن ارفع التمام.. قال اخي ودفعتي في الميري: “تعجبني طريقتك هذه في الكتابة.. طريقةُ تجبرك علي اعادة القراءة مرات ومرات دون ان تمل القراءة وأحياناً تجدني احفظ ما كتبت يداك كتلميذ مجتهد يحرص علي مراجعة درس اليوم باليوم استعدادا لامتحان مفاجئ في المدرسة.”
الرائد شرطة وديع عوض عبد الموجود
# يمثل الأستاذ عثمان التني لجيلنا في سنار، ذكريات حبيبة إلى النفس.. يومها كانت “الكشافة” و” التندرفود” و “كن مستعدا” هي الاقاصيص التي تنافس عشقنا الأزلي لكرة القدم ولعبة شليل و” الحجلة”.. قال “تاج الكشافة كما كنا نناديه سرا”: “مقال ممتلئ بزخم التعابير الثرة تتلألأ فيه كل ضروب البلاغة والتعبير.. كم انت رائع اخي الحبيب وتلميذي النجيب.. اعطيك شهادة الأستاذية من هذا المقال فقط.. فأجدك قد نلتها مرارا من مقالات كثيرة.. وفقك الله وسدد خطاك..”
عثمان تاج السر حسن التني
# اختتم المقال بهذا المشاغب القادم من قطن الجزيرة والقدم حمام وظل النعيمة والنجيمات المضيئة.. من “الهبيكة عكود” التي تغازل النيل الأزرق بحنو الأمهات.. وهدهدة الحبوبات واناشيد الحصاد.. “حبيبي وصديقي وأخي وقريبي..
يا اخي اليومين ديل تحبيرك بزبط المزاج.. ويعدل الخطوة تماما كما قهوة الحاجة في ضل الضحوية.. ايه السيولة الإبداعية دي؟ تحياتي.. حذاري من القرف والملل”.
خالد أبو شيبة
#.. واخيرا.. “خلي بالك بين يدي.. وقت اسالمك.. بس خلي بالك”.. و”يا ريت نمسح من الزمن العداوة”.. والقاكم..
كبوش
استاذ ايمن كبوش تحياتي.. افتخر بك كهلالابي.. مقال الأمس كان تحفة بحق..وهذا لايقلل من سابق مقالاتك حيث لا شطط ولا خزعبلات كما يفعل بعض المتصوحفين خاصة متصوحفي نادي “الاصيفر”..انتهي الدرس.
شكرا كبوش..سر … عين الله ترعاك..
والله ذكرتني بيوميات ( جريدة الأيام والصحافة ) أبو آمنه حامد وود القرشي والشاعر السفير السعودي ومازلت أحتفظ بنسخة من أحد اليوميات لجريدة الأيام وهي ( عاتكة المشتل لود القرشي ) لك التحية .