صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

يلا نشجع المريخ (2)

31

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* أشرت بالأمس إلى أن الصورة تبدو مقلوبة في ما يتعلق بحضور الجماهير وتشجيعها لفريق كرة القدم، بحيث تحضر بأعداد كبيرة وتشجع حينما يكون الفريق في أفضل حالاته، بينما تحضر بأعداد بسيطة ولا تقوم بالتشجيع حينما يكون وضع الفريق سيئاً، مع الإشارة لأن العكس هو الذي ينبغي أن يحدث؛ لأن حاجة الفريق لجماهيره تكون أكبر حينما يكون سيئاً؛ لأن الدعم المعنوي الذي يوفره الأنصار يساعد الفريق على تجاوز كبوته.
* نفس الوضع أعلاه، يحدث في الشق الإداري، إذ تجد التفافاً كبيراً من قبل الجماهير والأقطاب، وطلباً متواصلاً للدعم من قبل الإعلام مع تركيز كامل على الجوانب الإيجابية وتغاضٍ عن السلبيات حينما يكون الوضع الإداري جيداً، بينما يحدث العكس حينما يكون الوضع الإداري سيئاً، بحيث يتفرغ الكل للهجوم على المجلس ومناهضة استمراره، وشن الحرب عليه بمختلف الوسائل، مع أن الإدارة التي تحتاج إلى دعم أكبر وتعاطف أكبر والتفاف حولها، هي الإدارة التي تعاني؛ لمساعدتها على تجاوز الصعوبات والعثرات حتى تثبت أقدامها، وتتمكن من أداء عملها كما ينبغي لأن مصلحة المريخ في نهاية المطاف في نجاح المجالس وليس في فشلها، وبالتالي ينبغي أن يكون الأصل هو دعم كل مجلس مع الوقوف بقوة أكبر مع المجلس الذي يعاني حتى يتجاوز معاناته.
* لكن الشاهد أننا نتعامل مع المجلس الذي يعاني وكأنه (عدو) وكأنه (دخيل) على النادي لدرجة تحويل المسرح الأحمر لساحة حرب (مريخية مريخية) من خلال جعل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي بمثابة منصات إطلاق صواريخ لدك حصون المجلس وإسقاطه، وجعل هذا الأمر هو الهم والهدف الرئيسي والشغل الشاغل للغالبية العظمي، وهو وضع غريب يتضرر منه الكيان أولاً وأخيراً.
* حتى لو افترضنا أن الناس وصلت لقناعة بأن حالة المجلس (ميئوس منها) ولا رجاء في إصلاحها، فإن مصلحة المريخ من وجهة نظري تقتضي عزل فريق كرة القدم وإبعاده بالكامل عن صراع الإعلام وفئة من الجماهير مع المجلس، أو الصراع الإداري بين مجلسين، وعدم استخدام الفريق كأداة لتصفية الحسابات عبر تصويره وكأنه صيد سهل للمنافسين، وتصويره كفريق يعجز عن المنافسة على البطولات المحلية، ويعجز عن الفوز على أضعف الأندية، وجعل (قصور المجلس) هو السبب الوحيد لهذا الأمر، والتناول من تلك الشاكلة أخطر في تقديري على المريخ من سوء المجلس، لأنه يهزم الفريق نفسياً ويحطمه معنوياً، ويجرد المريخ من كل السمات والمواصفات التي يفترض أن تتوافر في نادٍ بتاريخه ومكانته وقيمته ويحفز المنافسين والحكام واللجان ليستأسدوا عليه عبر استغلال حالة الفرقة والشتات والإحباط التي يعيشها المجتمع المريخي والتجاهل التام للفريق من قبل كل القطاعات، إضافة إلى أن مظهر الضعف والهوان الذي يصوره الإعلام ويرسمه في ذهن الجميع يغري الكل لالتهام المريخ، ويجعله مطمعاً لأندية مهما بلغت ومهما بلغ المريخ من تراجع فلن تكون نداً له، إلا إن أراد شعب المريخ غير ذلك.
* قلتها من قبل، وهأنذا أعيدها، إعداد المريخ قبل بداية الموسم لم يكن جيداً، لكنه أفضل من إعداد أغلب أندية الممتاز، ويكفي أن الأحمر لعب ودياً مع الاتحاد الليبي مرتين، ولعب مع متصدر الدوري الإثيوبي، وعندما نأخذ في الاعتبار خوض الفريق لمباراتين تنافسيتين أفريقياً أمام تاون شيب البتسواني، فإن تلك المواجهات وحدها تعتبر إعداد أفضل من إعداد جل أندية المسابقة، وقلتها من قبل، المريخ لم يتوافر حتى اللحظة على طاقم فني كفء لظروف معلومة، لكن جل أندية الممتاز تشرف عليها أجهزة فنية وطنية، والفوارق بين المدربين الوطنيين أصلاً ليست كبيرة، وعلى الصعيد المالي وحقوق اللاعبين فإن وضع المريخ في هذا الجانب أفضل بكثير من غالبية الأندية، وعليه لا يوجد مبرر لتصوير المريخ، وكأنه فريق عاجز وقليل الحيلة ولا يملك القدرة على المنافسة على الألقاب المحلية بسبب قصور وضعف أداء مجلسه.
* لو كان ثمة ما يضعف المريخ حقاً في هذه الفترة ويتسبب في تراجع نتائجه المحلية وخسارته أمام أندية أقل منه في كل شيء، فهو الضعف والهوان الذي نزرعه جميعاً إعلاماً وجماهير من خلال التركيز الكامل على قصور المجلس، واستصغار المريخ لدرجة مساواته ببقية الأندية المحلية، بل والخوف عليه منها، ومهما بلغ حال النادي من سوء، فإن شخصية المريخ وكاريزما الأندية الكبيرة وكبريائها وقيمتها وروح القميص الأحمر يفترض أن تكون حاضرة في هذه الأوقات والفترات بالذات لتثبت للجميع أن للأندية الكبيرة تقاليد وسماتٍ ومواصفات تميزها عن بقية الأندية، وتمنحها القوة وخلطة التفوق في أوقات الأزمات والمعاناة.
* المشكلة أن تلك المواصفات ولكي تكون حاضرة وموجودة وينعكس أثرها إيجاباً على أداء الفريق، تحتاج لمن يؤمن بها وبقيمة المريخ وقدرته على التفوق مهما كانت الأزمات، وتحتاج لمن يسلط الضوء عليها ويتناولها في هذه الفترة بالذات، وتحتاج لمن يضع قصور المجلس في كفة، ويعمل في كفة أخرى على دعم الفريق معنوياً ونفسياً، ووضع الثقة فيه بالاستناد على سمات ومزايا مستمدة من تاريخ النادي الكبير ومكانته، تحتاج لمن يثق في اسم (المريخ) في أصعب الأوقات وفي عز المعاناة والمشاكل الإدارية.
* الحقيقة التي يعلمها الجميع ولكن كثيرون يتجاهلونها أن المريخ ملك لجماهيره، وليس لمجلس إدارته، وبالتالي دور الجماهير في كل الأوقات يفترض أن يكون أكبر، وتأثيرها ينبغي أن يكون أقوى وأكبر، والحقيقة التي يعملها الجميع أن المجلس سواء اليوم أو غداً سيرحل، وكل الأفراد إلى زوال ويبقى الكيان، الكيان الذي يحتاج إلى محبيه في هذه الفترات أكثر من أي وقت مضى، ولو لم يجدهم حوله في هذه الأوقات فعلينا أن ننعي أنفسنا جميعاً قبل أن ننعي معشوقنا، وعلينا أن نتحمل مسئولية تاريخية أمام كل الأجيال القادمة أننا أهملنا معشوقنا، وتركناه وحيداً، وجعلنا الحرب على المجلس والسعي لإسقاطه هدفاً أسمى وأكبر من دعم المريخ وتشجيعه والالتفاف حوله، وجعلنا يقيننا بضعف المجلس مقدماً على يقيننا بعظمة المريخ وقيمته فزرعنا الشك عوضاً عن الثقة، وتحولنا ــ دون أن ندري ــ للخصم الأخطر على المريخ.

 

 

حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل

لزوارنا من السودان متجر موبايل1

http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html

2,456حملوh التطبيق

لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل

https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app

17756 حملو التطبيق

على متجر apkpure

https://apkpure.com/ar/%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9/net.koorasudan.app

على متجر facequizz

http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/

على متجر mobogenie

https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html

على متجر apk-dl

http://apk-dl.com/%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9

على متجر apkname

https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app

 

 

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد