صَـابِنَّهَـا
محمد عبدالماجد
ينتصر الهلال في كيجالي فيتأهّل السُّودان في الدّار البيضَـاء!!
عشنا أمس فرحة حقيقية ذات أبعاد ثلاثية، بدأت عصراً من كيجالي عندما تعادل المريخ مع (طيش) الدوري الرواندي موهانجا والذي أحرج المريخ وأضاع العديد من الفرص حسب مشاهد الفيديو التي أظهرت ذلك.
في كجيالي (نقطت).
وعادي تنقط مع المطر.
ومن هنا نقول إن المريخ سوف يتعثر كثيراً، ومع أن المريخ حقق سبع انتصارات متتالية، إلا أن أغلبها، التوفيق لعب فيها دوراًِ كبيراً، كما أن معظم نتائج مباريات المريخ في الدوري (الراونسوداني) كانت بفارق هدف، والهدف نفسه كان يسجّل في آخر لحظات المباريات، والأداء بشهادة المريخاب أنفسهم لم يكن مرضياً، لذلك الأيام السوداء للمريخ في الدوري (الراونسوداني) قادمة ـ والمريخ على موعد بإذن الله مع متوالية جديدة من التعثرات والنتائج السلبية.
اصبروا بس وما تقلبوا الصفحة ـ العجلة ليه؟ ما عارف لاحقين شنو؟
ما حدث في الدامر من دون شك سوف يحدث في كيجالي ـ وكما يقول الحبيب الدكتور أحمد الصديق أحمد البشير الفوز بالدوري الرواندي إن شاء الله (مسألة وقت) وأحمد الصديق ما بتكلم من فراغ.
عشنا الفرحة عصراً بسبب تعادل المريخ، ثم جاء الهلال في المساء لنعيش الفرحة بطعم آخر، وذلك حينما انتصر 4 / 2 على فريق كيجالي الذي تقدم على الهلال في ربع ساعة الأخيرة من الشوط الأوّل، وأدرك الهلال التعادل في خواتيم نفس الشوط، ثم أكمل انتصاره برباعية مقابل هدفين.
النقطة السلبية في هذا الانتصار ـ أن شباك الهلال مازالت تستقبل أهدافاً (ساذجة)، ولا بد من معالجة هذا الأمر، خاصة في الجولتين القادمتين قبل انضمام الحرس الدولي للهلال.
اكتملت فرحتنا بعد ذلك بتأهل المنتخب السوداني لدور الـ16 في بطولة الأمم الأفريقية بعد انتهاء نتيجة مباراة مصر أنغولا بالتعادل، ثم فوز المنتخب المغربي على منتخب زامبيا بنتيجة 3-0. هذه النتائج مكنت المنتخب السوداني من التأهل قبل أن يلعب مباراة الجولة الأخيرة في مرحلة المجموعات بفضل هدف عكسي فاز به السودان على غينيا الاستوائية، رغم خسارة السودان الكبيرة في الجولة الأولى 0 / 3، هذه النتائج توضح أننا يجب أن نحسبها صاح وأن السودان في النهاية تأهل مثل المغرب التي حققت ثلاثة انتصارات ومصر التي لم تخسر ـ لذلك ثورة الغضب لم تكن مبررة بعد خسارة السودان من الجزائر.
لقد انتصر السودان على غينيا الاستوائية دون أن يسجل وتأهل السودان دون أن يلعب.
شفتوا العلم دا كيف؟
ينتصر الهلال في كيجالي فيتأهل السودان في الدار البيضاء.
إنتوا فاكرنها صدفة.
عشنا فرحة كبيرة بتأهل المنتخب وهو أمرٌ وإن تحقق لنا في هذه البطولة بشئ من اليسر إلا أنه غال وأمر يجب أن لا نستخف به أو نقلل منه.
وربطاً بين هذه النتائج ـ وهذا خروج من النص ـ نقول إن القيصر فلمو لعب دوراً كبيراً في هذه النتائج، وأظن أن (الذكاء الاصطناعي)، كان يخطط لهذه الأفراح ـ وفلمو نجح في أن يصطاد بحجر واحد ثلاث عصافير.
فاز الهلال وتعثر المريخ وتأهل المنتخب، كل ذلك حدث خلال ساعات قليلة، عشان كدا قلنا ليكم الشغل دا شغل (ذكاء اصطناعي).
مريخابي زعلان قال لي علاقة (الذكاء الاصطناعي) بالكلام البتقول فيه دا شنو؟
وفلمو دخلهُ شنو بالموضوع؟
ثم أضاف بعد أن زاد صرة وجهه ربع كيلو إضافي، وقال لي إنتوا في إعلام الهلال، وقت ينتصر المنتخب السوداني بتعملوا الانتصار انتصار للهلال، وبتخرجوا من الحس القومي، وزاد الصرة نص كيلو آخر وقال لي إنتوا ما عندكم وطنية.
قلت ليه نحن لو ما عندنا وطنية كنا اتمنينا خروج المنتخب عشان ولادنا يتلموا علينا في كيجالي بعد ارتفاع حدة التنافس في الدوري الرواندي والهلال يلعب بحارس واحد، أضف إلى ذلك اقتراب موعد مباراة الهلال وصن داونز ومن غير شك ربجيكامب يحتاج للاعبيه قبل وقت كافٍ من مواجهتين مصيريتين أمام صن داونز.
ثم التفت عليّ المريخابي مؤكداً وقلت له إنتوا عشان بتطلعوا من التمهيدي كلام زي دا ما بتفهموه ولا بقع ليكم.
بعدين إنتوا زعلانين ليه يا مريخاب؟ وإنتوا بالذات ـ بالاسم كدا يا ناس المريخ عندما يخسر المنتخب بتهاجموا الهلال، وبتقولوا المنتخب كله من الهلال، لذلك عندما ينتصر المنتخب يبقى نحن من حقنا أن نتغزّل في الهلال ونُشيد به، ومشاركة 7 لاعبين أو 8 في بعض المباريات من الهلال مع المنتخب هو مصدر فخر لنا، وأقول للمريخاب: أنتم عندما ينتصر المنتخب، الموقع الرسمي لنادي المريخ ينشر تهنئة للمنتخب مع بوستر فيه صورة محمد أسد الذي لا يشارك، بل ينشرون صورة موسى كانتي الذي أُبعد عن المنتخب بسبب الإصابة، وهو قبل ذلك كان أبعده المريخ من معسكر كيجالي وحوّله إلى معسكر بربر ـ يا مريخاب انتم تفرحون بلاعبين مُبعدين عن المنتخب، ألا نفرح نحنُ بلاعبي الهلال الذين يشارك منهم بصورة أساسية 8 عناصر مع المنتخب.
دا منطق شنو؟
والله إنتوا الفهم الذي أدخله فيكم مزمل أبو القاسم أصلو ما يطلع.
يا عالم أفريقيا كلها بتتكلم عن الهلال باعتباره أكثر نادٍ تشارك عناصره في بطولة الأمم الأفريقية، وعاوزننا بعد دا ما نفرح.
نحن لو ما فرحنا من هذا الوضع ولو ما افتخرنا يبقى ما عندنا وطنية، ولا عندنا موضوع من الأساس.
الفرحة الأكبر طبعاً كانت في تأهل المنتخب ـ أعتقد أن الله جازى الأولاد ديل.
الناس ديل تعبوا ولعبوا وتعرّضوا لضغرط كبيرة وحرموا حتى من حوافزهم، وتأهّلوا لدور الـ16.
إذا شاهدت الحارس منجد النيل وهو يسقط على الأرض، ثم يرفض الخروج من الملعب رغم الضغط الكبير الذي كان يتعرّض له مرماه، أصر المنجد على المشاركة والمواصلة بعد أن تعرض لإصابة كان يفترض أن تخرجه من الملعب، لكنه رفض الخروج ـ رغم أن شكل الإصابة كان مخيفاً ـ نفسياً بعد هذه الإصابة لن تستطيع أن تواصل، لأن الخوف سيكون سيطر عليك، لكن منجد النيل في موقف بطولي أكمل المباراة وزاد على ذلك في أنه قدم مستوىً أكثر من جيد بعد الحالة التي تعرّض لها.
منجد النيل (بطل) وبموقفه هذا يستحق أن يكون رجل المباراة ـ الحمد لله أنّ الفحوصات جاءت سليمة، وألف سلامة ليك يا بطل، لقد تشرف السودان بك كثيراً.
نحنُ نكتب عن الأخطاء كثيراً وما بنرحم أي لاعب يقع في خطأ حتى لو كان ذلك الخطأ عادياً، ولا نقف عند المواقف والبطولات التي يقدمها لاعب مثل منجد النيل.
من نجوم المباراة أيضاً كان اللاعب المفاجأة شادي عزالدين، الذي قدم لنا مباراة، أثبت من خلالها أن الباك ممكن يكون فنان، وأن المحترف الحقيقي لا يحتاج إلى وقت حتى يتألق وينسجم مع المجموعة.
والي الدين خضر، نحمد الله أن الناس أخيراً عرفت قيمته ـ أنا شخصياً استمتع بكرة بوغبا وأرى أنه من أحرف لاعبي الوسط في السودان، لاعب لديه إمكانيات كبيرة وعنده شخصية، وهو لاعب بارد ويلعب تحت الضغط وفي الضغوط.
بخيت خميس هذا اللاعب يستحق فعلاً أن يكون كابتن السودان هو يمتلك كل مقومات الطرف الشمال، لاعب قوي ومهاري وطويل القامة وسريع، يهاجم ويدافع بنفس المستوى.
إرنق ما شاء الله عليه ـ القوة والانقضاض بدون أي مخالفة.
إرنق في الوقت الحالي هو المدافع الأفضل في الساحة.
كرشوم لا غنىً منه ـ عقلية مختلفة ـ هدوء ورزانة وثقة.
أتمنى بعد تأهل المنتخب وبما أن السنغال أفضل لنا من مواجهة المغرب وأفضل لنا من الكونغو الديمقراطية، وهي مقارنة مع مصر والجزائر وجنوب أفريقيا وحتى تونس ونيجيريا، أفضل للسودان من كل هذه المنتخبات، رغم أن السنغال مرشح للبطولة، لكن أعتقد أن السودان يعرف كيف يقابل أسلوب السنغال، ومنتخبنا يمتلك خبرات جيدة، فقد واجه السنغال كثيراً، ولا أعتقد أن يحس المنتخب أو يشعر برهبة أو خوف من السنغال.
فرصة السودان مُواتية في إقصاء السنغال إن شاء الله ـ أتمنى أن يلعب كواسى أبياه بثلاثة مدافعين.. كرشوم وإرنق والطيب إذا واجه السنغال.
أما مواجهة السودان القادمة في الجولة الأخيرة في مرحلة المجموعات فأتمنى أن يلعب المنتخب بالصف الثاني ـ النتيجة غير مؤثرة والعناصر الأساسية يجب أن تُخلد للراحة.
يعني مباراة بوركينا فاسو أفضل أن يلعب المنتخب بأبوجا والطيب وطبنجة وعوض زايد والجزولي نوح وصلاح عادل وجوباك وجون مانو.
علماً بأن الطيب وجوباك مع صلاح عادل مهمان جداً أمام السنغال أو غيرها في دور الـ16.
المهم هو أن يمنح المدرب الراحة لكرشوم وإرنق والغربال وبوغبا.
بعد مباراة المنتخب وعشان الحالة واحدة أرجع بيكم على مباراة الهلال وكيجالي.
حلاوة انتصار الهلال في تعادل المريخ.
نقطت!
ولسه قلت ليكم الأيام السوداء قادمة في المريخ.
جهزوا (أي دمعة حزن لا لا).
في الهلال يسجل فلمو ويسجل جان كلود ويسجل كوليبالي ويسجل أحمد سالم ويسجل حتى لوزولو وماديكي، لكن الذي يجب أن لا يغيب علينا هو الدور الكبير الذي يقوم به السوبر صنداي.
صنداي يقوم بعمل كبير وهو المخطط والمدبر الفعلي لكل أهداف الهلال.
الهلال فعلاً تعاقد مع مهاجم سوبر وبصمة صنداي واضحة وظاهرة في أي هدف للهلال.
أهم ما يميز الهلال هذا الموسم هو قوته الهجومية الضاربة ـ لا أعتقد أن هنالك فريقاً يستطيع أن يقف أمامهم.
ميزة هجوم الهلال في التجانس والتفاهم الكبير بين عناصر المقدمة ـ وقبل ذلك الروح التي يلعبون بها والمحبة التي تجمع بينهم.
فقط مطلوبٌ من الهلال مراجعة الهفوات الدفاعية ـ لأن الأخطاء الدفاعية ظلت تتكرّر في كل المباريات.
محمد مدني لا يتحمل المسؤولية وحده ـ أعتقد أن مدني غير سيئ، كما أنه أنقذ بعض الأهداف، هو تحسن كثيراً في آخر مباراتين.
….
متاريس
التسجيلات القادمة يجب أن يضيف الهلال عناصر قادرة على أن تحسن تمثيله في الدورى السوداني.
أتمنى عودة أمجد قلق.
سليمان عز الله لا أعتقد أن نادي دارنس الليبي يمكن أن يفرط فيه قبل نهاية فترة إعارته.
فعلاً الهلال يحتاج إلى حارس مرمى في الفترة المقبلة، بل الهلال يحتاج لحارسين اثنين.
عودة محمد المصطفى يمكن أن تبدد كل المخاوف.
تعجبني تصريحات ريجيكامب.
سوف نعود لنتحدّث عنها.
…
ترس أخير: «أملوا الباقات».



