صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺟﻨﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ !

74

ﺍﻧﺪﻳﺎﺡ

ﺩﺍﻟﻴﺎ ﺇﻟﻴﺎﺱ
ﺟﻨﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ !

ﺗﺘﻮﺍﻟﻰ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ﺑﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻭﺗﻈﻞ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺗﻨﻬﺎﻝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻮﺏ .. ﻭﻫﻮ ﻣِﻤّﺎ ﻳﺴﻌﺪﻧﺎ ﻭﻳﻄﻤﺌﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻔﺎﻗﻤﺖ ﺍﻟﻤُﻌﺎﻧﺎﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ .
ﺣﺮﺻﺖ ﻣﺆﺧﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻠﺘﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻟﻤُﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﺃﺟﻤﻞ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻌُﻤﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﺭﻛﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﻭﻳﻐﺪﻕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺮﺿﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﺘﺮ ﻭﺍﻟﻤﻮﺩﺓ .
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ – ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﺎﺭﻯ ﺍﻷُﺳﺮ ﻓﻲ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﻭﺷﻜﻞ ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺪﻫﺸﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤُﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻨﻔﺮﺩ ﻟﻬﺎ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻻﺣﻘﺎً – ﻟﻢ ﻳﻔﺴﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﺣﻢ ﺍﻟﻤُﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺍﻟﺼﺎﻻﺕ !!
ﻋﺪﺩٌ ﻛﺒﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﻤُﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻳﺘﺮﺍﻛﻀﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﺪ ﻭﻳﺘﻜﺪّﺳﻮﻥ ﺗﺤﺖ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻳﻦ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺮﺍﻗﺼﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺼُﻮﺭﺓٍ ﻣُﺰﻋﺠﺔٍ ﻭﻗﺒﻴﺤﺔٍ !!
ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻏﻢ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﺻﻄﺤﺎﺏ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻟﻤُﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻷﺗﺮﺍﺡ ﻻ ﻗﺪّﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺮﻛﻬﻢ ﺩُﻭﻥ ﺭﻗﺎﺑﺔٍ ﺃﻭ ﺗﻮﺟﻴﻪٍ؟ ! ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﻌﻤﺪ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧُﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺐﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺗﻜﻠﻴﻔﻬﻢ ﻓﻮﻕ ﻃﺎﻗﺘﻬﻢ ﻭﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ‏) ﺻﺤﻦ ‏( ﻋﺸﺎﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻸﻡ ﻳﺘﻢ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﺻﺤﻮﻥ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﺻﺮّﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﺻﻄﺤﺎﺏ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﻤُﻨﺎﺳﺒﺔ !!
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺃﺣﺒﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺭﻳﺐ .. ﻭﻛﻠﻨﺎ ﻣُﻮﻟﻌﻮﻥ ﺑﻬﻢ .. ﻭﻳﻀﻔﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﻤُّﻌﺎﺕ ﺃﻟﻘﺎً ﺑﻤﻼﺑﺴﻬﻢ ﺍﻟﺰﺍﻫﻴﺔ ﻭﺻﺨﺒﻬﻢ ﻭﺑﺮﺍﺀﺗﻬﻢ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤُﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻄﺮﻫﻢ ﻟﻠﺴﻬﺮ ﻭﺗﺮﻫﻘﻬﻢ ﻭﺗﺤﻮﻝ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺪﺍﺭﺳﻬﻢ ﺻﺒﺎﺣﺎً ﺭﺑﻤﺎ .. ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻤﺘﻌﻦ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻛﻮﻧﻬﻦ ﻳﻈﻠﻦ ﻣُﻨﺸﻐﻼﺕ ﺑﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻮﻉٍ ﻭﻋﻄﺶٍ ﻭﺭﻏﺒﺔٍ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻠﺤﻤﺎﻡ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﺷﺘﺒﺎﻙ ﻣﻊ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻸﺫﻯ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﺮﻱ ﻭﺍﻟﺴﻘﻮﻁ .
ﺇﻥّ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻱ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤُﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﺗﺮﻯ ﺃﻥّ ﺟﻨﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ .. ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻤﺘّﻌﻮﻥ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ .. ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻧﺮﻫﻘﻬﻢ ﻭﻧﺮﻫﻖ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺎﺻﻄﺤﺎﺑﻬﻢ ﻟﻠﺤﻔﻼﺕ ﻭﺍﻟﺰﻳﺠﺎﺕ؟ ! ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻧﺘﺮﻛﻬﻢ ﻳﺴﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﻮﻡ ﺍﻟﻬﺎﻧﺊ ﺃﻭ ﻣُﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ﺃﻭ ﺍﻟﻤُﺬﺍﻛﺮﺓ ﺩُﻭﻥ ﺃﻥ ﻳُﺸﻜِّﻠﻮﺍ ﻋﺒﺌﺎً ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ؟ ! ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻌﺬّﺭﺕ ﺇﺣﺪﺍﻧﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻨﺰﻝ ﻓﻠﻴﺲ ﺃﺳﻬﻞ ﻣﻦ ﻟﻘﺎﺋﻲ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻟﻠﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﻻﺣﻘﺎً، ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻱ .. ﻭﺣﻔﻠﺔ ﺗﻔﻮﺕ ﻭﻻ ﺣﺪّ ﻳﻤﻮﺕ .
ﺑﻌﺾ ﺍﻷُﺳﺮ ﺗُﻄﺎﻟﺒﻨﺎ ﺻﺮﺍﺣﺔً ﻓﻲ ﺭﻗﺎﻉ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﺻﻄﺤﺎﺏ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕٍ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔٍ .. ﻭﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳﻐﻀﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﻳﺘﺒﻨﻰ ﻣﻮﻗﻔﺎً ﺑﻤُﻘﺎﻃﻌﺔ ﺍﻟﻤُﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﻣُﺨﺎﺻﻤﺔ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ .. ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ .. ﺃﻧﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﺍﺣﺘﺮﻡ ﺗﺼﺮُّﻑ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤُﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﺃﺭﺍﻩ ﻣﻨﻄﻘﻴﺎً ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺍﻟﻤُﺸﺎﻫﺪﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤُﻨﺎﺳﺒﺎﺕ .. ﻭﺣﻴﻦ ﺗﺘﺰﻭّﺝ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻳﻮﻣﺎً ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﻣَﺪّ ﻓﻲ ﺁﺟﺎﻟﻨﺎ .. ﻓﺴﺄﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺑﻴﺞ ﺭﻗﺎﻉ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻷﻧﻴﻘﺔ : ‏) ﺟﻨﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ .. ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ‏( .. ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻳﻜﻠِّﻢ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ .. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤُﺘﻀﺮِّﺭ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﻟﻤُﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔٍ .
ﺗﻠﻮﻳﺢ :
ﺃﺭﺣﻤﻮﺍ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﻐَﻀّﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﻊ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ .. ﻭﺃﺭﺣﻤﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺷﻘﺎﻭﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤُﺘﻄﺮِّﻓﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد