صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻫﺘﺎﻓﻴﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺍﺣﻒ

32

ﺑﺸﻔﺎﻓﻴﺔ

ﺣﻴﺪﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﺷﻔﻲ
ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻫﺘﺎﻓﻴﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺍﺣﻒ

ﺷﺎﻫﺪﺕ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔ، ﻣﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺰﻭﺍﺣﻒ ﺍﻟﺘﻰ ﻧﻈﻤﻮﻫﺎ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻔﻮﻟﺔ ﺃﻣﺲ، ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺘﺎﻑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺰﺣﺎﻓﺔ ﻳﻘﻮﻝ ‏( ﻳﺎ ﺣﻤﺪﻭﻙ ﻳﺎ ﻛﻀﺎﺏ ﺃﻣﺮﻕ ﺃﻣﺮﻕ ﺩﺍﻙ ﺍﻟﺒﺎﺏ ‏) ، ﻟﻢ ﺗﻌﻨﻴﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻫﺘﺎﻓﻴﺎﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻋﺒﺜﺎ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻭﻣﺤﺎﻛﺎﺓ ﻫﺘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺷﻌﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺪﻋﺔ، ﺇﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﻟﻠﺬﺍﻛﺮﺓ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺷﻌﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﻭﻫﺘﺎﻓﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺒﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺟﺘﺮﺣﻬﺎ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻫﺘﺎﻓﻬﻢ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻉ ﺑﺘﻜﻠﻒ ﻭﺍﺿﺢ ‏( ﻳﺎ ﺣﻤﺪﻭﻙ ﻳﺎ ﻛﻀﺎﺏ ‏) ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺪ ﺫﻛﺮﻯ ﻫﺘﺎﻑ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ‏( ﻣﺶ ﻛﺪﺍ ﻳﺎ ﻭﺩﺍﺩ .. ﻛﻀﺎﺍﺍﺍﺍﺍﺏﺓ ‏) ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺟﺘﺮﺣﻪ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺣﻒ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﺨﺮﻳﺞ ﺩﺍﺭﺳﻴﻦ ﺑﻔﺼﻮﻝ ﻣﺤﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ، ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ‏( ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺗﺴﺘﺎﻫﻞ ﺃﻛﺘﺮ ﻣﻦ ﻛﺪﺍ .. ﻷﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﻋﺮﻭﺱ .. ﻟﻴﺴﺖ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻭ ﺇﻧﻤﺎ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .. ﻭ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﻻﺯﻡ ﺗﺘﺰﻳﻦ ﻭ ﺗﺘﺤﻨﻦ .. ﻭ ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮﺓ ﻭﺩﺍﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺮﻓﻘﺘﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻴﻬﺎ ﻣﺶ ﻛﺪﺍ ﻳﺎ ﻭﺩﺍﺩ ‏) ، ﻭﻗﺪ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻛﺬﺏ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻪ ﺻﺎﺭ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺑﺎﺳﻢ ‏( ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻜﻀﺎﺏ ‏) ، ﻭﺗﻠﻚ ﻗﺼﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﺗﺴﻌﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ ..
ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺊ ﺑﺎﻟﺸﺊ ﻳﺬﻛﺮ، ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮﺗﻨﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺰﻭﺍﺣﻒ ﻭﻫﺘﺎﻓﺎﺗﻬﻢ ﺭﺩﻳﺌﺔ ﺍﻟﻨﺴﺞ، ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ ﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺒﻮﺍﺳﻞ ﻭﻛﻨﺪﺍﻛﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﺎﺕ، ﻭﺍﻋﺎﺩﺕ ﻟﻠﺬﺍﻛﺮﺓ ﻫﺘﺎﻑ ‏( ﺗﺴﻘﻂ ﺑﺲ ‏) ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ ﺍﻟﺮﺍﻓﺾ ﻷﻱ ﺗﻠﺘﻴﻖ ﺃﻭ ﺗﺮﻗﻴﻊ ﺑﻞ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺷﺎﻣﻞ ﻭﻛﺎﻣﻞ، ﻭﻗﻔﺰﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﻣﻮﺩﺓ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟﻨﺪﻥ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻮﺳﻂ ﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﺪﺍﻛﺎﺕ ﻭﺗﻬﺘﻒ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺗﺮﺩﺩ ﺍﻟﺜﻠﺔ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ ﺑﺤﻤﺎﺱ ﻭﺛﻮﺭﻳﺔ ‏( ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺠﻮﻉ .. ﺗﺴﻘﻂ ﺑﺲ، ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ .. ﺗﺴﻘﻂ ﺑﺲ، ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ .. ﺗﺴﻘﻂ ﺑﺲ ‏) ، ﻭﻓﻲ ﻋﻄﺒﺮﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺘﺎﻑ ﺍﻷﺑﺮﺯ ‏( ﺷﺮﻗﺖ ﺷﺮﻗﺖ .. ﻋﻄﺒﺮﺓ ﻣﺮﻗﺖ ‏) ، ﺛﻢ ﻫﻞ ﻧﻨﺴﻰ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ‏( ﺣﺮﻳﺔ ﺳﻼﻡ ﻭﻋﺪﺍﻟﺔ .. ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺐ ‏) ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﻬﺘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺩﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻭﻥ ‏) ﻧﺤﻨﺎ ﻣﺮﻗﻨﺎ ﻣﺮﻗﻨﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺴﺮﻗﻮﺍ ﻋﺮﻗﻨﺎ ‏) ، ﻭ ‏( ﺃﻱ ﻛﻮﺯ ﻧﺪﻭﺳﻮ ﺩﻭﺱ .. ﻣﺎ ﺑﻨﺨﺎﻑ ﻣﺎ ﺑﻨﺨﺎﻑ ‏) ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺃﻧﻪ ﻳﺄﺗﻲ ﻛﺮﺩ ﻣﻀﺎﺩ ﻟﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻔﻠﻮﻝ ‏( ﻓﻠﻴﻌُﺪ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻣﺠﺪﻩ ﺃﻭ ﺗُﺮﻕ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﺪِﻣﺎﺀ .. ﺃﻭ ﺗُﺮﻕ ﻣﻨﻬﻢ ﺩِﻣﺎﺀ ﺃﻭ ﺗُﺮﻕ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ‏) ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻬﺘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ‏( ﺭُﺹ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺭﺹ .. ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺗﺴﻘﻂ ﺑﺲ ‏) ،ﻭ ‏( ﻳﺎ ﻋﻨﺼﺮﻱ ﻭﻣﻐﺮﻭﺭ .. ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ‏) ، ﻭ ‏( ﻧﺤﻦ ﻣﺮﻗﻨﺎ ﻭﻣﺎ ﺧﺎﻳﻔﻴﻦ ﻭﻳﻦ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ‏) ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺑﺤﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻘﻄﻊ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻳﺘﻔﺎﻋﻠﻮﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻊ ﻫﺘﺎﻑ ‏( ﺍﻟﻄﻠﻘﺔ ﻣﺎ ﺑﺘﻘﺘﻞ ﺑﻘﺘﻞ ﺳُﻜﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﻝ ‏) ، ﻭ ‏( ﺩﻡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺑﻜﻢ، ﻭﻻ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﻤﻨﻮﻉ ‏) ، ﻭ ‏( ﺩﻡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﺎ ﺭﺍﺡ ﻻﺑﺴﻨﻮ ﻧﺤﻨﺎ ﻭﺷﺎﺡ ‏) ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻫﺘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﺳﺘﻈﻞ ﺭﺍﺳﺨﺔ ﻭﺑﺎﻗﻴﺔ ﻭﺧﺎﻟﺪﺓ ﻟﻦ ﺗﻨﻤﺤﻲ ﻭﻟﻦ ﺗﺰﻭﻝ، ﻭﻧﺄﻣﻞ ﻻ ﻳﻀﻴﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜﺮﺍﺙ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻓﻬﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﻭﺗﺪﻭﻳﻦ ﻭﺣﻔﻆ ﺑﺄﻥ ﺗﻨﻬﺾ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻻﺩﺍﺀ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﻟﻴﻮﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﺩﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﻄﻼﻗﺘﻬﺎ ﻭﺣﺘﻰ ﺗﺘﻮﻳﺠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ..
ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد