ﻫﻨﺎﺩﻱ ﻋﻤﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ
ﻭﻳﺒﻜﻲ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﺃﺗﻨﻔﺲ ﺃﻧﻔﺎﺱ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ، ﻭﻃﻴﺐ ﺍﻟﻨﺴﻤﺎﺕ ﻳﻨﺰﻉ ﺍﻷﻟﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻀﻠﻮﻉ، ﺣﻴﺚ ﻻ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻠﺸﺠﻮﻥ، ﻭﻟﺤﻦ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻳُﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺇﺷﺮﺍﻕ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ.ﻭﻣﻦ ﺩﻣﻊ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺃﻣﻸ ﻗﺎﺭﻭﺭﺓ ﺣﺒﺮﻱ، ﻣﻦ ﺟﻨﺎﺣﻪ ﺃﺳﺘﻠﻒ ﺭﻳﺸﺔ ﻷﺭﺳﻢ ﻟﻮﺣﺔ ﻓﺮﺣﺘﻲ، ﺇﺫ ﻳﺴﺘﺤﻠﻔﻨﻲ: ﺍﺭﺣﻢ ﺭﻳﺸﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺬﺑﻬﺎ، ﺑﺤﺰﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺩﻋْﻬﺎ ﺗﻌﻴﺶ ﺍﻟﻔﺮﺡ، ﻻ ﺗُﻄِﻞ ﺃﺳﺮﻫﺎ، ﺟﻨﺎﺣﻲ ﻳﺤﻦ ﻟﻀﻤﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﻦ ﻟﺤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ، ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻛﻲ، ﺍﻟﻤﻠﻘﻰ ﺑﻴﻦ ﺻﺨﻮﺭ ﺗﺘﺄﻟﻢ ﻣﻦ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺷﻼﻻﺕ ﺛﺎﺋﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺳﻔﻮﺡ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﻤﻜﺴﻮﺓ ﺑﺨﻀﺮﺓ ﺗﺒﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﺍﺷﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﺎﺯﻟﻬﺎ ﻃﻴﺐ ﺍﻟﻨﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻨﻮﻧﺔ.ﺁﻩ! ﻭﻳﺒﻜﻲ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﻘﻄﻌﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﻜﺎﺀَ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﺮُّﻭﺡ، ﻭﺗﺒﻬﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺢ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻳﺮﺳﻢ ﺭﺳﻤًﺎ ﺑﻬﻴًّﺎ، ﻭﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺰﻫﺮ ﻓﻲ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺫﻛﺮﻯ ﻃﻴﻔﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺴﻬﺮ.ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﻳﻜﺔ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﻟﺠﺴﺪ، ﻭﺑﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺯﺧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮ، ﻭﺍﻟﺮﻋﺪ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﺼﺪﻯ ﺻﻮﺗﻪ ﻛﺄﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺑﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺑﺮﻗﻪ ﺣﺎﺩ ﻭﺻﺎﻋﺪ.ﺇﺫ ﻧﺪﺍﺀ ﻳﻄﺮﻕ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﻔﻮﻥ؛ﺍﻥ ﻫﻴﺎ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻟﺘﻨﻬﺾ ﻛﻞ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ، ﻟﺘﺘﻄﻬﺮ ﻭﺗﻘﻒ ﺑﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻥ.ﻳﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻭﺗﻌﻠﻢ ﻋﺪﺩ ﺣﺒﺎﺕ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻻ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ ﺃﻧﺴَﻚ ﻭﺣﻨﺎﻧﻚ؛ ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ ﺷﻮﻕ ﺇﻟﻰ ﻟﻘﺎﺋﻚ ﻭﻟﻘﺎﺀ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.ﻣﻮﻻﻧﺎ، ﺃﺳﻌِﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﺣﺮﻓﻲ ، ﺍﺭﺣﻤﻨﺎ ﻭﺍﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻲِّ ﺍﻟﻬُﺪﻯ ﻣﺤﻤﺪٍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﻫﻨﺎﺩﻱ ﻋﻤﺮ