نودع عامآ مضى لنستقبل عامآ جديدآ ووقفة تأمل للذي مضى تجعلنا نقول انه كان عامآ محفوفآ بالكثير من التضحيات أغلاها النفوس (والجود بالنفس أغلى غايات الجود) ومن حقنا أن نطلق عليه عام (الشهد والدموع) فقد كان الشهد منه حكاية ثورة ديسمبر المجيدة التي سطرها التاريخ في أروع صفحاته والتي سار بها الركبان لتؤكد للملأ انها ثورة شعب عظيم جاءت متفردة في كل تفاصيلها ثورة كتب فيها الشباب شعاراته لافاق الغد متيقنآ انه نصف الحاضر وكل المستقبل كتب شعارته ومهرها بالدماء وأقسم أن يكون أو لا يكون وضع التروس وتصدى لحمايتها بتشابك الأيدي فداءآ للثورة وسقط منه من سقط متضرجآ بالدماء الغانية في مشهد تاريخي أعاد للأذهان ملاحم الأجداد في كرري.
وحتى (نيل) الحياة استقبل الأحياء منهم مكبلين لا يقوون على الحراك لما أثقلوا عليهم من قيود وحجارة والكثير منهم فارقوا الحياة بالتعذيب والسحل والتنكيل واستقبلت سرادق العزاء في كل بيت الآف الثوار وهم يؤكدون عبر هتافهم (الدم قصاد الدم) أن لا تراجع ولا إستسلام بل تمسك بالمبادي لتصدر الثورة شعاراتها مترجمة معاشة على أرض الواقع فكانت قصص الشهد بإنهيار عرش الطغأة و(الدموع) وهي تزرف على الغاليين من الشهداء تلك ذكريات لن تنمحي وثأر يبقى حتى محاكمة الطغأة الذين عاثوا في أرض الوطن الحبيب فسادآ في كل شبر منه.
وبمثلما كان العام الذي مضى علامة فارقة في تاريخ أمتنا أجبر العالم بأسره لتغيير نظرته في الشعب الأبي وبمثلما كان مصدر فخر وإعزاز لأمتنا بماتحقق فأنه كان عامآ متميزآ للهلال وهو ينتفض ليكتب جديدآ في تاريخه حيث رأيناه ماردآ عملاقآ وهو يتجاوب مع ثورة الشعب ليسطر اروع الملاحم خارج أرضه ويصرع عملاقآ تونسيآ عرف بقوته وجبروته والقابه القارية ويعود مرفوع الرأس لسودان الثورة الذي مثله خير تمثيل.
نستقبل اليوم العام الجديد ٢٠٢٠م بالأمنيات الطيبة والتطلعات الأكثر إشراقآ وبهاء لثورتنا ولهلالنا العظيم الذي نتعشم كثيرآ أن يحقق ماإستعصى عليه منذ العام ١٩٦٦م ويتوج بالعروسة السمراء فهذا زمان الهلال وزمان الأحلام الممكنة وبلوغ الغايات الكبيرة فالنتوحد ونتكاتف من أجل أن نشاهد الهلال بذات الصورة الرائعة التي وقف عليها الجميع بملعب رادس.