انتهت المرحلة الاولى لدوري سوداني الممتاز بصدارة هلالية، نقول ذلك استناداً إلى أن المريخ له مباراة قررت لجنة الاستئنافات اعادتها بسبب خطأ أرتكبه المريخ في أشراك لاعبه الموقوف لسوء السلوك بكري المدينة في مباراة الفريق الدورية أمام الأمل ، وبالتالي تظل نتيجة هذه المباراة معلقة أو من المفترض أن تكون كذلك لحين إعادتها، والتي ربما يفوز بها الأمل أو تخرج بالتعادل ، المهم تبقى نتيجة هذه المباراة في علم الغيب إلى أن تحسم بالاعادة المرتقبة .
ووفق هذه المعطيات تذهب الصدارة لفريق الهلال بلا منازع ، والذي من المؤسف أن حصوله على هذه الصدارة حدثت بعد عناء شديد ، ليس لقوة المنافسين وحدها وإنما للاداء السيء للفرقة الهلالية وتأرجح مستوياتها ما بين علو وهبوط في جميع المباريات المحلية والأفريقية ، هذا رغم فترة الأستعداد المبكر قبل انطلاقة الدوري باجراء معسكر اعدادي في امارة الفجيرة ، وقد عزا كثيرون ضعف مستوى الهلال في مبارياته المحلية مثلاً التي افتتحها بسلسلة من التعادلات إلى عدة أسباب منها وجود مدرب جديد آنذاك وهو البلجيكي باتريك والتعليل بأنه لم يتعرف بعد على لاعبيه جيداً ولا على امكانياتهم كي يختار منهم العناصر المناسبة ومن ثم وضع الاستراتيجية التي سيخوض بها المباريات الداخلية والخارجية ،وهو مبرر واهن كما نرى إذا أدركنا أن المدرب باتريك قضى فترة مناسبة رفقة الفريق ، من خلال معسكر الفجيرة ، ومع ذلك عجز عن امتلاك الرؤية الكافية التي تعينه على وضع أولى الخطوات لتطوير الفريق فنيا وتكتيكياً ، وظهر في عمله معالم التخبط ، فكان قرار اقالته بلا تلكؤ .
أيضاً يعتقد البعض أن ضعف أداء الهلال في المباريات تأثر بشطب عدد مقدر من كبار لاعبيه وهم المعز محجوب وعمر بخيت ومهند الطاهر وبكري المدينة ، باعتبارهم من أعمدة الفريق الأساسيين لفترة طويلة ، وهو ما أدى لتدني المستوى بشكل واضح ، رغم أن شطب هؤلاء اللاعبين الأربعة لم يكن بذلك التأثير المفصلي ، نسبة لانحسار مستوياتهم في السنوات الاخيرة ، بعامل السن ، أو فقدان الطموح ، اضافة لعيوب اخرى تتعلق بالقدرات الشخصية ، فاللاعب عمر بخيت رغم خبرته الطويلة بالملاعب مع فريقه ، إلا أنه صار لم يعد لديه ما يقدمه أكثر مما أعطى خلال مسيرته ، مع التأكيدعلى أن بقائه بالكشف لم يكن ضاراً بالمطلق ، أما مهند فقد تدهور مستواه كثيراً مما سلبه بريقه السابق ، وصار وجوده بالملعب خصماً على فريقه وذلك لظهور عيوبه كلاعب وطغيانها على ايجابياته مثل ضعف تحكمه بالكرة وسهولة فقدانها وضعف التحاماته وقلتها كما غلب على طريقة لعبه الاسراف في التمرير الخاطيء ، وفي ذات الوقت كما قلنا غابت مهاراته المعروفة في المراوغة المجدية والتسديد القوي المركز واحراز الاهداف وصناعة اللعب التي يجيدها ، بالنسبة للمعز محجوب فهو كان اسيراً لدكة البدلاء للحارس جمعة الذي تميز عن المعز باجتهاده وجديته وتألقه في مباريات الهلال الأفريقية مما منحه الأفضلية على المعز . أما بكري المدينة فهو معروف ومنذ أن جاء للهلال اتصاف أداؤه بالهمجية والرعونة الزائدة ، صحيح تحسن أداؤه في فترته الأخيرة بالهلال قبل انتقاله للمريخ وبخاصة في فترة المدرب النابي ، لكن قصور الأداء لم يفارقه بالكلية ، وقد كان النابي يصر على اشراكه اساسياً في جميع المباريات ، مبتغياً من ذلك استراتيجية محددة متفقاً عليها بينه وبين اللاعب ، تستهدف فقط استغلال سرعته الفائقة وقوته لارهاق الخصوم ، وفتح المجال لبقية المهاجمين لاحراز الاهداف وكان اللاعب غير ملزم باحراز هدف وان فعل لاباس بل عليه التقيد بهذا التكتيك على أكمل وجه ، وهو الدور الذي يقوم به الآن في المريخ ،وهو دور لن يجلب للفريق انتصارات تحقق بطولات كبيرة كابطال افريقيا .. من كل ذلك نخلص إلى أن جميع اللاعبين الذين ذكرناهم عموماً لم يكن شطبهم مؤثراً على فريق الهلال ، إذن ما هو سبب ضعف نتائج الفريق في دوري سوداني والمباريات الأفريقية التي أداها ، الأجابة بكل بساطة تكمن في فقدان الهلال للاعبين جدد بمواصفات معينة في جميع المراكز ففي الدفاع كان الهلال في حاجة لمدافع صلب لديه ملكات الانقضاض وتخليص الكرات الارضية والهوائية بدون مخالفات ، وفي الوسط يحتاج إلى لاعبين اثنين أحدهما يمتلك المهارة المجدية وصنع التمريرات الكفيلة باحراز الاهداف وإلى جواره لاعب قوي لديه قدرات امتلاك الكرة وافتكاكها ، وفي الهجوم يحتاج لمهاجم هداف من الدرجة الأولي بالقدمين والرأس مع القدرة على التصويب القوي ،..هذه هي العناصر التي يفتقرها الهلال وقد فطنت إدارة الكاردينال لهذه النقائص فأنتهزت فرصة التسجيلات التكميليةالاخيرة واستجلبت ثلاثة لاعبين في الهجوم والوسط والدفاع أجانب ووطنيين ورغم أننا لم نشاهدهم ملياً لكن بعض المراقبين ينوهون لقدراتهم العالية وأنهم سيفيدون الهلال في مشواره المحلي والأفريقي وهو ما نأمله حتى يتمكن الهلال من حصد جميع البطولات المطروحة هذا الموسم داخلياً وخارجياً …
اولا تعيدو مباراة الهلال والخرطوم منقبل سنة الي بسببها شلتو بطولة الدوري وبعدين تتكلمو عن اعادة (المريخ امل )