المدينه الرياضية والحلم الذي اصبح سراب

في السنتر
محمد عبد الباقي احمد

المدينه الرياضية والحلم الذي اصبح سراب

المدينه الرياضية اسم يحمل معاني الجمال ولكن هي ﺍﻟﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ. ﻣﺠﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻤﻨﺖ ﻻ ﺩﻭﺭ ﻟﻪ ﺳﻮﻯ ﺍﻧﻪ ﻳﺸﻐﻞ ﺣﻴﺰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ .
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ  ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺸﺪﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻫﻮ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻬﺎ
ﻭﺑﺎﻟﺒﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﺪ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺑﻬﺎ .
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺪﻋﻢ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎلقطاعي ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﻮﺩ ﺍﺳﻤﻨﺖ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻘﻂ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ  ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻟﻦ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﻭﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ .
ﻗﺒﻞ سنه ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻋﻦ ﺗﻮﻟﻲ ﺷﺮﻛﺔ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ في عام وﻟﻜﻨﻨﻨﺎ ﺍﺳﺘﺒﻌﺪﻧﺎ ﺣﺪﻭﺙ ﺫﻟﻚ ﻻﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻋﺎﻣﺎ
ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻧﺼﻒ ﻣﻨﺸﺄﺗﻬﺎ  ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻗﺪ ﺃﺿﺎﻓﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻤﻮﺩ ﺧﺮسانات ﻭﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﻛﻨﻈﻴﺮﺍﺗﻬﺎ .
ﻭﻧﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻠﻢ ﺍﺛﺮﻱ ﺳﻴﺎﺣﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﺑﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ .
ﺧﻼﻝ السنوات السابقه ﻗﺎﻣﺖ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻹﻧﺸﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ  ﻷﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﺫﺍﺕ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻭﻏﺎﺏ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻛﺒﺮ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺑﺎﻟﺒﻼﺩ ﺇﺫﺍ ﻛﺘﺐ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ .
ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏ﺭﻳﺎﺿﻴﺔ ‏  ﻟﺬﻟﻚ ﻫﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ .
ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻱ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺷﺢ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ  ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺩﺭ ﻭﻟﻮﻻ ﺑﻌﺾ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﺒﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺤﺐ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻻﻧﺪﺛﺮﺕ ﺭﻳﺎﺿﺘﻨﺎ
ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .
ﻧﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﻟﻠﺮﻳﺎﺿﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ اﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻼﺩ .. ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﺘﻬﺎ
ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻓﺒﺎﺩﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺑﺎﻟﻌﻄﺎﺀ .
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺸﺠﻊ ﻭﺗﻤﻮﻝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﻔﻘﺘﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﻐﻄﻴﻪ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺘﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﺒﻨﺎﺋﻬﺎ