تعد الإذاعة السودانية بتاريخها التليد وبرامجها الاصيلة واحدة من اعرق
الاذاعات التي صمدت في موجات التغيير التي انتهجتها الاذاعات علي مستوي
الوطن العربي في خارطتها البرامجية فمبداء التغيير في الاذاعة يعتمد علي
ذوق ورغبة المشاهد الذي يكون هو صاحب الراي في شكل البرامج التي تقدم علي
الاثير ولذا فإن الاذاعة حرصت علي ان ترتبط بالمستمعين علي مدي دوراتها
البرامجية ورسخت في اذهانهم اصوات مقدمي البرامج وشخصياتهم من خلال تثبيت
مبدأ ان اي برنامج له شخصيته المستقلة من حيث شكل العرض والتقديم وان
اختلفت مزاجية المقدمين في الاذاعة فإن الرابط المشترك بينهم هو عشق دفء
صوت الاذاعة وارتباطهم بها،والمستمع السوداني اعتاد في برمجة الاذاعة علي
ان يجد في شهر رمضان سلسلة سائق تأكسي بشخصية الكوميديان محمد شريف علي
وتابع دكان ود البصير عبر شخصيات رسخت في ذهنه وهذه البرامج يعتبر اي
دخول لعنصر غريب فيها يخل بالذائقة السمعية عند المستمع وكذا فإن موسيقي
الشهر الفضيل هي المنبه للمستمع بحلول الشهر العظيم وانتقتها الاذاعة
بدقة عالية كما اختارت شعار الاذاعة (هنا ام درمان) الذي رسخته في
الاذهان نغما شجيا ،ولمستمعي الاذاعة في ليلة الجمعة عشق خاص وترنيم
ووجود روحي في حضرة المصطفي من خلال التقديم الممزوج بوحي التصوف عند
محمد المجذوب مقدم برنامج سهرة المديح الذي يتخير خلاصة المدائح في عشق
المصطفي ،كما ان للاذاعة سحرها الاخاذ الذي يآسر المستمع ومن هنا ارتبطت
هنا ام دمان بالمستمع وصارت تحتل مكانها في الاستماع ومن البرامج التي
لقيت قبولا ومتابعة ومشاركة من جمهور المستمعين في ولايات السودان
المختلفة برنامج علي الخط الذي يقدمه الإذاعي عبدالمطلب الفحل الذي وضع
بصمة صوته في البرنامج وقدم من خلاله مجهودات كبيرة جعلت المسمتع يضبط
ايقاع شارة ساعته علي مؤشر هنا ام درمان حين يكون زمن بث البرنامج الذي
بلغت عدد حلقاتهحتى الان 1419 حلقة والعودة الاخرى للإذاعة من خلال
برنامج ربوع السودان الذي يترقبه المستمع .
قد يعجبك أيضا