فوز المريخ وخطر الترحال..!!

كرات عكسية

محمد كامل سعيد

* حقق المريخ فوزاً باهراً ومستحفاً على مضيفه هلال التبلدي بهدفين مقابل هدف أول أمس في بطولة الدوري الممتاز.. وتابعنا ذات الرغبة العالية والسرعة والروح القتالية والقوة من جانب افراد التشكيلة الحمراء على مدار الشوطين حتى قبل حادثة الطرد..

* حقيقة لقد تأكدنا عملياً بعد المستوى الرائع للاحمر أول أمس من استعادة الشباب لروح المريخ التي عرفناها قبل سنوات ايام الكبار الأشاوس الذين كتبوا اسم النادي في القوائم الذهبية للانجازات سواء على صعيد المنافسات المحلية او الخارجية الافريقية والعربية..

* الجدية المسنودة بالرغبة في الفوز واسعاد جماهير الاحمر المنتشرة داخل وخارج السودان كانت من العناوين البارزة التي احس بها كل من تابع اللقاء وهو ما اجبر بعض لاعبي هلال التبلدي على ممارسة العنف الزائد البعيد عن اخلاقيات التنافس الشريف..

* تعامل افراد المريخ بكل الاهتمام والاحترام مع المنافس الذي تفاجأ بالتركيز الخرافي الذي ادى به شبابنا منذ بداية اللقاء وحتى الوقت المتحسب بدل الضائع.. ولم ينفرط عقد التركيز في الدفاع وساتر الوسط الاّ في آخر لحظات الوقت المبدد حيث هدف الشغيل..

* لم يقصر الثنائي التاج واحمد ادم في دوريهما وقاما به على اكمل وجه.. وفي قلب الدفاع ـ هذه المنطقة التي كانت ولا تزال تؤرقنا ـ ارتفعت درجات التفاهم والانسجام بين صلاح نمر وباسكال وتعاملا بكل الحسم مع المحاولات الزرقاء القليلة..

* في الوسط ما شاء الله امتزجت حرارة الشباب مع الخبرة وابدع كل من التكت والتش ورمضان وابراهيم وضفر بعد نزوله في اواخر الشوط الاول.. امام المقدمة الهجومية فقد تجلت فيها موهبة ميدو وتلاقحت مع خبرة بكري وكان نتاج ذلك ثنائية مرعبة..

* وقائمة الاجادة لن تتوقف على المجموعة التي بدأت اللقاء بل امتدت الى البدلاء المخضرم ضفر والواعد عاطف خالد.. وحقيقة لو لا سوء الطالع وغياب التركيز لتمكن الاحمرمن مضاعفة النتيجة من خلال الفرص السهلة التي لاحت لميدو وبكري والتش..

* الاحداث التي صاحبت المقابلة كان الحكم هو بطلها الاول بعد فشله في حسم التفلتات التي حدثت من لاعبي الفريقين بداية من حالات الضرب في الكرات المشتركة او التمثيل الذي استعان به البعض لاثارة الجماهير وأدى الى انفجار الوضع بعد نهاية اللقاء..

* سعدنا بالانتصار الباهر والمستحق الذي حققه المريخ أول أمس على هلال التبلدي ولكن فرحتنا بعودة الروح القتالية وتفاني النجوم في خدمة الكيان والسعي بالقوة اللازمة لاسعاد العشاق كانت اكبر واعمق لا لشئ سوى لانها غابت وعادت بعد فترة طويلة..

* الشئ المهم هنا والذي نود الاشارة اليه يتمثل في ان الفارق الزمني بين لقاء الابيض ومقابلة الاهلي شندي ليس طويلاً بل على العكس يعتب قصيراً جداً حيث ان المتبقي اقل من (72) ساعة وهذا الوضع يفرض على الجميع الخروج سريعا من دائرة الاحتفالات..

* البرنامج الضاغط لمباريات الدوري في ظل التنقل الحالي الذي مر به فريق المريخ من الخرطوم الى كادوقلي ثم الخرطوم ومنها للابيض والعودة الى العاصمة مرة اخرى سيتسبب بلا شك في ارهاق اللاعبين ويؤثر على مردودهم.. فحذاري ثم حذاري..

* وحتى لا ننسى لابد من الاشادة بالمجهودات الكبيرة التي بذلها المجلس المنتخب الذي يستمد شرعيته من الجمعية العمومية ويمتد الشكر للجهاز الفني والنجوم والجماهير المخلصة الوفية التي وصلت عروس الرمال وساهمت في الانتصار الباهر الذي تحقق..

* الامر الغريب الذي يستحق الوقوف عنده هو الثورة التي قادها عدد من الجماهير الوفية للتبلدي اثناء وعقب نهاية اللقاء.. وحقيقة لم اصدق ولا زلت مندهشاً من وصول داء التعصب الى مجموعة بالطبع قليلة من بين عشاق الساحرة في عروس الرمال.

* تخريمة أولى: اثبت اللقاء ان ابراهومة فشل في ايجاد حل للمشكلة التي عانى منها التبلدي افريقياً والمتمثلة في القصور الواضح في قلب الدفاع بدليل انه اشرك سيسيه لاول مرة ولا ادري كيف غامر بتلك الخطوة في لقاء كبير امام منافس كالمريخ..؟!

* تخريمة ثانية: عملية تلفزة المباريات بالقنوات السودانية لا تزال غارقة في العشوائية بمعزل عن الاحترافية بدليل ان جل حالات الجدل المتعلقة بالتسلل والطرد وخلافه من الاحداث التي يثار حولها (الغلاط) تبقى كما هي مسنودة بالعاطفة ولا شئ سواها..

* تخريمة ثالثة: وبمناسبة النقل التلفزيوني لا ادري اين تكون الكاميرا القريبة من الحدث بعدما يتم نقل اهم اللقطات سواء تسجيل هدف او ارتكاب ضربة جزاء وحالات الاعتداء. تلك التساؤلات وما حدث مؤخراً يجعل التلفزة من عدمها في مستوى واحد ولا عجب.