>في اللحظات المتقطعة.. التي تابعت فيها لقاء المريخ وضيفه الاهلي شندي امس.. تيقنت تماماً بان حواء الكرة السودانية لم تعقم وهي قادرة على الانجاب في سنوات متباعدة.. رغم حكم الاعدام الذي اصدره البروفيسور كمال شداد في السابق.. بالغاء جهاز الاشبال.. وتشريد مئات الالاف من المواهب التي كان بالامكان ان يكون لها شأناً في تطوير كرة القدم السودانية.
>غابت المواهب ولم تغب.. وقد ظللنا في كل فترة نسعد ونفرح ببعض الاشراقات هنا وهناك ونعلق الآمال العراض على بعض الذين نراهم على المستطيل الاخضر.. ونؤمن بقدرتهم على تغيير المعالم ومداهمة الغد الارحب بواقع اجمل للكرة السودانية التي تتهيأ عبر برلمانها الكبير وجمعيتها العمومية غدا للعودة الى الخلف باستدعاء احد القابعين في متاحف الشمع ليكون رئيساً.
>من حق نادي الخرطوم الوطني ان يفخر برعاية اللاعب الرهيف الحريف (التش) فقد تعهد به يافعاً فوجد الاجواء الصحية السليمة تحت كنف مدرب مونديالي صاحب رؤية ثاقبة في انتقاء المواهب.. وهاهو المريخ يجني هذه الثمرة بعد ان فشل مفاوض الهلال الاستاذ عماد الطيب.. الامين العام السابق.. في اقناع (التش) بالتوقيع في كشوفات الازرق فمضى يومها من شركة الكاردينال بمقرن الخرطوم الى منزل السيد جمال الوالي بعربة امجاد قبل ساعة واحدة من اغلاق سيستم الانتقالات.
>اما ولاء الدين خضر.. الملقب ببوغبا.. احسب انه قادر على صناعة ربيع الكرة السودانية.. لاعب موهوب ويملك الكثير ليقدمه في مقبل الايام.. فقط لو تخلص من بعض العيوب التي كنا نعتقد انها (راحت) مع جيل علاء الدين يوسف وسيف مساوي وعمار مرق.. يستطيع بوغبا السودان ان يقول للعالم: انا هنا.. وان يسمع موهبته للملاعب العربية بدورياتها الكبيرة في السعودية ومصر والامارات.. يستطيع كذلك ان يزيد من مساحات حلمه بأن يكون في اوروبا طالما ان اوروبا فتحت الباب لبوغبا سيد الاسم ودروغبا.
>في مباراة الامس سجل ولاء الدين خضر هدفا بديعا جاء من هجمة منظمة لعب فيها ياسر مزمل وآخر دوراً كبيرا ثم كانت الترجمة الذكية من بوغبا الذي وضع الكرة في مكان صعب على منجد النيل وباسكال واوا.. بينما اعاد (التش) فريقه للمباراة بهدف مماثل لا يقل براعة من هدف بوغبا.. ثم سجل هدف (البطانية) الثالث الذي اجتهد فيه محمد عبد الرحمن.
>اما الموهوب الثالث بلا شك.. فهو محمد عبد الرحمن الذي يستحق ان نطلق عليه (لمسة حنان).. فقد امن النقاط الكاملة لفريقه بهدف ملعوب تبدت فيه موهبته في استلام الكرة في مساحة ضيقة ثم اراحتها بصدره وكشف الزاوية التي سدد إليها.
>اخيرا.. الكرة السودانية رغم الجدب العام والبؤس الشامل في السياسة والاقتصاد والفن.. مازالت تعافر.. ويا بختها بالتش ومحمد عبد الرحمن وبوغبا.
فيء اخير
>لا استطيع ان اخفي (شماتتي) في اتحاد الخرطوم الذي كشفت الايام انه الخاسر الاكبر من الصراع الانتخابي الذي لم يكسب فيه شيئا ففقد الكثير من عراقته وهيبته ومكانته في عهد همد والكيماوي وعبد العزيز نصر الدين.. رحمة الله تغشاك يا اخانا زكي عباس.. وسلام للاستاذ حسن عبد السلام
