الاعتدال في الفرح

بدون حجاب

خالد عز الدين

إحساس الفرحة الطاغي يكاد يطير بنا من هذه الأرض التي نعيش عليها بعد أن نزل اليها أبونا ادم في رحلة صراع طويلة مع ابليس  !!

فرحة لم تحتملها حروفنا التي تتسابق لتقول الكثير الكثير ولكن الوقار يمنعها والإعتدال يجب أان يسود في مثل هذا اليوم.

نعرف جيداً حجم الظلم الذي تعرضت له الكرة السودانية.. ندرك حجم المجهود الذي بذله رجال شرفاء على مدى سنوات وليس في الشهور الأخيرة.

نعرف قدر الصراع العنيف الذي دار منذ فترة بين الحاكمين والقادمين.. وندرك جيداً قيمة هذا الإنتصار ولكننا نقول بهدوء رغم هيجان الدواخل مبروك للفائزين.

نستشرق صباح جديد أبيض جميل بعد سنوات عجاف عاشتها الكرة السودانية التي تستعيد عافيتها إبتداء من اليوم في مشوار صعب وشاق يقودها الدكتور كمال شداد الرجل القوي العالم العنيد.. بكل صفاته الإيجابية والسلبية ولكنه في النهاية هو الأفيد والأقدر والأحق والذي تحتاجه الكرة في هذا التوقيت الصعب ليعيد لها انضباطها ويفرض كلمة الإتحاد التي ضاعت بين ملفات الفوضى.

إنتصار كبير وكاسح لمجموعة النهضة والإصلاح بعد عمل شاق كما ذكرنا استمر لسنوات ولكننا في هذه المساحة نود ان نذكر الغائبين وعلي رأسهم سعادة الفريق عبد الرحمن سر الختم الذي اجتهد في فترة سابقه اجتهاد رهيب وضحى بالوقت والمال ووقف موقفاً قوياً كان من أسباب هذا الإنتصار حيث رفض مبكر التوافق والشراكة واستمدت منه المجموعة القوة حتى رفضت في هذه الانتخابات أيضا أي توافق أو الإتفاق على قائمة موحدة وبالتالي كان فرز الكيمان واضحاً وكان الإنتصار الكبير.

كما نذكر الأخ سيف الدين الطيب أحد الذين جاهدوا وناضلوا عندما كان النضال صعباً وشرساً ويحتاج إلى صبر وجلد.. كان سيف الدين الطيب مثل السيف الأصيل يضرب في كل الاتجاهات فتسبب في هز اركان المنافسين مبكراً ووقف في وجههم حتى لا ينفردوا بسلطة أو يقيموا انتخابات صورية تعيدهم من جديد.

سيف الدين الطيب لم يكن خيار المجموعة لمنصب نائب الرئيس للمسابقات واختارت المجموعة الأخ (إبراهيم باني) فاختار سيف التحدى والاستمرار في مشوار نضاله لوحده فكان أن شارك في الانتخابات بكل شجاعة وخرج منها مرفوع الرأس.

خلف هذا الانتصار جنود مجهولين.. ضحوا بكل شيء ورفضوا حتى الأضواء.. سهروا الليالي من أجل راحة المجموعة.. سكبوا العرق وتقدموا الصفوف عند الشدائد ثم تراجعوا عند المغنم.. مثل عنترة أبن شداد ( يُخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغي وأعف عند المغنم )

كل الشعب السوداني الطاهر العفيف النظيف الذي يحب الحرية والديمقراطية والعدل كان شريكاً اصيلاً في هذا الإنتصار.. بيوت الغبش وقفت على أطراف اصابعها طوال يوم أمس.. دعوات الطيبين والصالحين كانت خلف كل صوت لكمال شداد.. خفقت قلوب عشاق الكرة عندما كان شداد متأخراً بعدد من الأصوات.. الشعب السوداني الطيب لا يستحق الا طيب لذلك فان أحساسه الجميل كان خلف شداد فحمله وعاد به معززا مكرماً من جديد إلى رئاسة اتحاد كرة القدم السوداني مؤكداً له أن الشعب السوداني يحفظ جميل أبنائه ويعرف قدر الرجال.. انتصار شداد لا ينسينا تقديم التحية للاخ (شيبة) لاعب حي العرب السابق والشاب الذي قدم نموذجاً في الجرأة وتقدم الصفوف لرئاسة اتحاد كرة القدم السوداني مؤكداً رغبة الشباب في الوصول لهذا الكرسي ورغبة لاعبي كرة القدم في التنافس الجاد علي هذا المنصب مستقبلا.

شكراً لكل من وضع بصمة في هذه المسيرة.. شكرا لكل الذين ناصروا بالعرق والصبر والدعاء والمال.

شكراً لكل المناضلين الذي كانوا سبباً في هذه الثورة وعلى رأسهم شاب لا يعرفه الكثيرون.. اختار ان يعمل بجد وإخلاص وصمت وأن يقدم نموذجاً للإنسان السوداني النظيف العفيف الذي يحترم مهنته ويحترم نفسه قبل كل شيء .. من حق الشعب السوداني ان يفتخر بابنه المراجع في جابر وشركاؤه الشاب حاتم عبد القيوم المراجع الذي اشرف على ميزانية 2014 لاتحاد الكرة والذي لاحق ميزانية 2015 والذي وقف في وجه الرياح العاتيات حتى يكمل معه ومازال يناضل بشرف وقوة وصمت وصمود.. حاتم عبد القيوم هو رأس حربة هذا التغيير.. حاتم لا ينحاز لفئة ولا علاقة له بالانتخابات ولكنه كان سبباً في هذا النجاح الكبير لمجموعة شداد بعد أن كان سبباً في كشف الفساد باتحاد الكرة بالمستندات.. وكما ذكرنا في البداية.. فإن الفرحة كبيرة ولكننا اجتهدنا في الإعتدال في الفرح إحتراماً لهذه الديمقراطية وإحتراماً للمنافسين وتقديراً للروح الرياضية.

مبروك للشعب السوداني الإنتصار الكبير والحمد لله رب العالمين.