>تكرم عليّ احد الاخوة الاعزاء امس بإرسال عمود قديم ومتجدد.. كنت قد كتبته في هذه الزاوية قبل فترة طويلة.. ولعل ذلك الصديق قد رأى في ذلك المكتوب عزاء لما يعانيه الهلال هذه الايام وما يعانيه هو شخصياً من حالة نفسية متردية وصحة متراجعة.
>عندما يكسب الهلال فهو هلال العراب.. وعندما ينتكس وتسوء النتائج فهو هلال المدرب والمدلك ومدير الكرة.. تستطيع ان تقيل مدرباً او مدلكاً او مدير كرة بـ(جرة قلم) و(قلة فهم) كما في احوال اشرف سيد احمد حسين على كرار المعروف والمشهور وسط (الجوكية) و(عنقالة الشاطر يأكلها ولعة) بالكاردينال.. ولكنك لا تستطيع ان تستغني عن جميع اللاعبين في فترة تسجيلات واحدة لذلك يظل المدرب هو الحيطة القصيرة التي ينفز من خلالها اللصوص.. ويظل المتهم الحقيقي في كل الاحوال واحداً.. فهو الذي يشطب ويسجل ويأتي بالمدرب ثم يمشيه.. لا يمكن ان يكون اولئك المبعدون على خطأ والكاردينال وحدها الذي يفهم مع انه لا يفهم ولا يدري بانه لا يفهم.
>هل انا في حاجة مرة اخرى لان اقول ان تاريخ (الاسكراب) في الهلال… تاريخ قديم وقد عرفته معظم الحقب التي تعاقبت على المجالس الزرقاء، الا ان (الاسكراب) في زمن (هلال العرّاب).. يمثل حالة فريدة ونادرة الحدوث لم يعرفها تاريخ الهلال الطويل، ولا اخال انه سيعرفها في فترات لاحقة، بإذن الله.
>في زمن الرؤساء السابقين العظام، بقيادة الطيب عبد الله، وعبد المجيد منصور، عليهما الرحمة، عرف كشف الهلال الكثير من اللاعبين الذين كانوا دون المستوى، ويستحقون، حسب مردودهم، ان يُطلق عليهم لاعبين (اسكراب)، بقيادة التاج العزيبة ودورية وابو الليل والامين جلاب وحسن عبد الوهاب ونزار الشعب وعلي هاشم، وحتى على مستوى الاجانب وقتها، جاء الكابتن الكبير الدكتور علي قاقارين بمحترف اجنبي، (ماسورة) من جمهورية الكنغو، اسمه (لالا ديدا)، لم يرتد هذا المحترف شعار الهلال الا مرة واحدة واظنها كانت في كسلا.
>وحتى في عهد الارباب صلاح احمد ادريس، وهو العهد الذي احدث الزلزال في الاحتراف والمفاهيم وحتى في الاحلام، كان هناك ايضاً (اسكراب) يمثلهم عثمانو امادو وكابوندي وبركية، اما في عهد يوسف شيخ العرب، وهو الرئيس الذي لم يرهق نفسه بأي اضافات كبيرة على مستوى الفريق، فقد جاء بمحترف اجنبي وحيد بواسطة السمسار ميشو ولم يحقق اي نجاح، فإنضم لركب (الاسكراب)… كما انضم له اتوبونغ وسينكارا وسينالي بامبه ومعتز رابح وجمعة علي في عهد الامين البرير.. وصلاح الجزولي ومامادو كوليبالي واستيفن وارغو وسيرجيو في عهد الحاج عطا المنان.
>ما يميز تلك العهود السابقة بسلبياتها التي ذكرتها اعلاه، عن عهد (عرّاب الخراب) هو ان تلك المجالس قد تخطئ وتدخل في صفقات مضروبة وقد يضل بعض اللاعبين الطريق الى كشوفات الهلال، ولكنهم في اغلب الاحوال لا يتجاوزون محطة اكمال عدد التمارين، اما الان، فلا تستغربوا اذا وجدتم كل (اسكراب) الدنيا في تشكيلة هلالية واحدة.
>اعود واقول بأن البيئة في الهلال طاردة ولا تشجع على الاستقرار.. اللاعبون لوحدهم (كذا كوم والغواصات بينهم تحوم).. هناك من يعمل لصالح الرئيس واعني الحارس الكبير وهناك فلان.. وفلان يعملان لصالح فلان وفلانة.. هؤلاء لا يتفرغون لركل الكرة وبعضهم غارق حتى اذنيه في القيل والقال وضرب الاستقرار.. لذلك لا تستغربوا اذا قلت لكم بأن اللاعب نزار حامد قد حسم امره تماماً مع المريخ ولم يعد يحتمل البقاء في الهلال.
فيء اخير
>حكايات من حلتنا.. الكبير يجمع المدرب الوطني ومساعده الوطني والخبير والعجوز الوطني ليقنعوا المدرب الشاب بأن ذاك المحترف الاجنبي يصلح للعب في خانة الارتكاز بدلاً عن متوسط الدفاع.. فيقول لهم: (انا لست مقتنعاً به اصلا كمتوسط دفاع ولكن ليس لي افضل منه لذلك لن ابعده عن الدفاع)… ثم يعرج بهم الكبير الى ما يدهش: (شوفو انا جبت ليكم اخونا شيخ……. ده عاش يتشاور معاكم في خت الشكيلة ويمسك لينا القطاع الرياضي والاهم من ده كلو لانو شيخو قوي..)… (كدي يا شيخو قوي)
هذه البيئة اضحت طاردة بفعل امثالك ان كنت تتحدث عن كل رؤساء الهلال بهذا المستوى من الاستخفاف فانت احد العوامل الطاردة اذهب ودع الهلال