خارطة الطريق
ناصر بابكر
* استحق حي الوادي نيالا النقطة التي حصل عليها عن جدارة، بعد أن قدم مباراة كبيرة، وكان الطرف الأفضل خلالها والأكثر تنظيماً وهدوءاً، والجزئية الأخيرة المتعلقة بـ(الهدوء) تعتبر منطقية ومتوقعة، طالما أن الفريق يتواجد في مركز مريح ضمن أندية الوسط بعيداً عن الضغوط، لكن غير المنطقي أن يكون حي الوادي أكثر بذلاً وعطاءً واجتهاداً من المريخ الذي يسعى للظفر باللقب، وهو الهدف الذي يتطلب القتال بقوة في كل جولة والمحافظة على التركيز العالي وإرادة الفوز في كل مباراة.
* حي الوادي الصاعد حديثاً استحق التهنئة على العطاء الذي قدمه، في وقت يستحق فيه المريخ النقد على المردود السيئ، بعد أن ظهر بمستوى ضعيف هو الأسوأ له في النصف الثاني من الموسم، وهي من المباريات النادرة جداً التي لم يشكل خلالها الأحمر خطورة كبيرة على مرمى المنافس، ولم يخلق عدداً كبيراً من الفرص للتسجيل باستثناء محاولات اللحظات الأخيرة، وخصوصاً تسديدة التش في الثواني الأخيرة التي مرت بالقرب من القائم، في وقت اقتصرت فيه خطورة المريخ في الحصة الأولى على محاولتين من كرات ثابتة؛ الأولى نفذها رمضان عجب وتألق حارس أصحاب الأرض في إبعادها، والأخرى نجح بيبو في تسجيلها بعد أن غيرت الكرة مسارها في أحد لاعبي الحائط البشري.
* صحيح أن أرضية الملعب كانت سيئة للحد البعيد، وصحيح أنها لا تصلح لممارسة كرة القدم، شأنها شأن العديد من أرضيات ملاعب الممتاز، لكن هذه الجزئية لا تعفي عناصر المريخ وجهازهم الفني من التقصير، خصوصاً أن أي لاعب سوداني مارس كرة القدم في (الحواري) والروابط وملاعب السودان المختلفة ينبغي أن يكون معتاداً على اللعب في مثل هذه الملاعب.
* تعثر المريخ بالأمس وخسارته لنقطتين ثمينتين نتحمل جميعاً مسئوليته وخصوصاً نحن في الإعلام، بعد أن بالغ الكل في الإطراء على المواهب الشابة المقيدة بكشوفات المريخ التي أمطرها الجميع مدحاً وغزلاً بعد الانتصارات الستة السابقة، وهو نهج عادة تكون لها آثار سلبية وضارة سيما عندما يتخطى المدح حدود المعقول والمثل العامي السوداني يقول (أي شيء يفوت حدو ينقلب ضدو)، لذا فإن المدح يبقى مطلوباً، ولكن بمقدار مع الإشارة لأن الأجدى والأنفع من وجهة نظري الشخصية، هو التركيز على مدح إيجابيات (الفريق كمجموعة) الذي يعتبر مطلوباً في تقديري أكثر من مدح (أفراد في الفريق).
* صحيح أن عناصر الفرقة الحمراء استحقوا الإطراء على ما قدموه في الجولات الفائتة، لكن هنالك حقيقة مهمة ينبغي أن يعلمها كل لاعب في الفريق، وينبغي أن لا تغيب أبداً عن ذهن أي فرد، وهي أن (المريخ يبحث عن اللقب)، وتحقيق ذاك الهدف يتطلب (تحقيق أكبر عدد من الانتصارات) وهي حقيقة متى ما غابت ومتى ما قل التركيز فإن التعثر يبقى قريباً ووارداً، وما يجعل تركيز اللاعبين يقل في العادة من (الناحية الذهنية) يتعلق بالمبالغة في المدح أو المبالغة في الذم، وكلاهما له آثار سلبية وضارة.
* وبما أن الهدف الرئيسي للمريخ هو (الألقاب) فعلى لاعبيه إدراك أنهم مهما أبدعوا ومهما أمتعوا في (بعض الجولات) فإن ذلك لا يعني أنهم صنعوا شيئاً خارقاً للعادة، أو أنهم نجحوا وقدموا المطلوب منهم، لأن المطلوب منهم هو حصد الألقاب، والألقاب تتطلب التواضع والعمل الجاد والمستمر، مع المحافظة على أعلى درجات التركيز واحترام كل المنافسين بلا استثناء.
* عموماً، وكما أشرت قبل عدة أيام فإن الثقة في قدرة المريخ على الظفر بلقب النسخة الحالية تبقى حاضرة وكبيرة، لأنه لا جدال حول حقيقة أنه الفريق الأفضل في المسابقة، ولا خلاف عليها، بشهادة أنصار الند التقليدي أنفسهم، لكن المطلوب من عناصر الأحمر تأكيد أفضليتهم تلك عملياً في كل جولة مع التأمين والتسليم بأن التعثر يعتبر وجهاً من أوجه كرة القدم، ولا يمكن لأي نادٍ تفاديه، وبمثلما ننادي بتقليل المدح على الأفراد والإطراء الزائد عليهم عند الانتصارات، فإننا ننادي بتقليل الذم الزائد عند التعثر والتماسك والإيمان بالفريق، وبقدرته على العودة سريعاً لسكة الانتصارات حتى يحقق اللقب.
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
3,699 حملو التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
13230 حملو التطبيق
على متجر mobogenie
http://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
5000+ حملوا التطبيق