افياء
ايمن كبوش
كثر الحديث في الساعات القليلة الماضية عن اقامة المعسكر الاعدادي لفريق كرة القدم الاول بنادي الهلال.. ما بين داخلي وخارجي.. واختلف القوم بين المكانين.. ونسوا تماماً ان الفريق الازرق اقام معسكراته السابقة.. وطوال فترة الرئيس اشرف سيد احمد الكاردينال خارج السودان.. في الفجيرة الاماراتية.. وتونس.. والقاهرة.. وكلها كانت معسكرات فاشلة ولم تقدم شيئاً للفريق بشهادة رئيس النادي نفسه وهو الذي تحدث عن معسكر تونس تحديداً ووصفه الفاشل وقال انه السبب الرئيسي الذي كان وراء خروج الفريق من الدور الاول للبطولة الافريقية.
صحيح ان للمعسكر الخارجي ايجابيات حقيقية وكبيرة في مقدمتها الجوانب النفسية للاعبين والابتعاد عن الضجيج وحكاوي اللاعبين التي لا تنتهي في ظل ظروف مختلفة يعيشها الانسان اثناء تواجده داخل السودان واغلبها ظروف اجتماعية بالغة الحساسية لا يمكن ان نتجاوزها او نعتذر عنها بالتواجد في معسكر لكرة القدم.
مشاكل الهلال ليست في المعسكر.. داخلياً كان او خارجياً.. ولكنها في البيئة الداخلية السيئة التي جعلت الوضع برمته طارداً وخانقاً ومسموماً بدليل ان الاطار الفني وحده.. او منصب المدير الفني على وجه الدقة والخصوص.. تعاقب عليه من المدربين ما يفوق عددهم.. عدد كل المدربين الذين اشرفوا على الهلال في الالفية الجديدة.
باتريك اوسميث الذي اشرف على الهلال خلفا للبرازيلي الكابوس كامبوس.. لم يكن ذاك البلجيكي الطموح مدرباً فاشلاً بالقدر الذي نحمله به مسئولية تراجع اداء الفريق.. وكذلك جان جاك كافالي ولافاني وبيلاتشي وطارق العشري ونبيل الكوكي.. جميعهم كانوا على قدر من المسئولية والمهنية.. ولكن ما تعيشه المنظومة الآن من اختلال واعتلال خاصة في الجوانب الادارية جعلت من الاستقرار حلماً بعيد المنال.. لذلك لن نحمل الاجهزة الفنية الاسباب التي ادت الى تراجع الهلال (الافريقي) الذي نعرفه.. ونحن في انتظار مدرب جديد الا وهو البنغالي الاصل برازيلي الجنسية فارياس.. وبهذه المناسبة نهمس في اذن الصديق المهندس محمد عبد اللطيف هارون رئيس القطاع الرياضي القديم الجديد ونطالبه بان يستفيد من تجربته السابقة ويُقبل على المرحلة الجديدة بقلب وعقل مفتوحين، على ان يبدأ مهامه الجسيمة بما بدأ به المعصوم عليه افضل الصلاة واتم التسليم عقب هجرته الكريمة الى المدينة.. فبعد ان قام ببناء المسجد.. آخى بين الانصار والمهاجرين ليضمن تعايشاً وتسامحاً وسلاما مستدام..
الهلال في حاجة الآن للتآخي بين لاعبيه الذين جرى عليهم ما جرى للمجتمع الهلالي من فرقة وشتات وتحزب وصل لحد عدم السلام او رد السلام.. افعلها يا هارون.