خارطة الطريق
ناصر بابكر
* بتاريخ (25 أكتوبر 2017) كتبت زاوية تحت عنوان (الحكام الأجانب وحماية المواهب) كان ملخصها أن الكرة السودانية بحاجة ماسة للاستعانة بالحكام الأجانب في إدارة المنافسات المحلية بالنظر لعجز حكامنا الكامل عن تطبيق القانون سيما فيما يتعلق بالتعامل مع حالات العنف والتدخلات المتهورة الأمر الذي بات يحول ملاعب كرة القدم إلى ساحات مصارعة وفئة ليست قليلة من اللاعبين إلى جزارين لا يتورعون في تصفية المواهب ويلجأون لاستخدام شتي أشكال العنف مستفيدين من ضعف الحكام وترددهم الشديد في تطبيق القانون، وخلال الزاوية نوهت لعواقب ما يحدث والذي يلحق الضرر باللاعبين وبالأندية والمنتخبات وبكرة القدم السودانية نفسها لأن شعبية اللعبة مستمدة من المتعة التي توفرها المواهب للجمهور، وما يحدث يشكل خطراً داهماً على المواهب مع الإشارة لأن الفيفا لم يضع سلامة اللاعبين وحمايتهم على رأس اهتماماته وأولوياته عبثاً أو من فراغ وإنما لإدراك كل الخبراء لحقيقة الخطر الذي يمثله العنف على اللعبة.
* ما ذكرته يومها لم يكن مجرد رد فعل لأحداث مباراة أو مباراتين وإنما قناعة راسخة بأن العنف الذي يحدث في ملاعب السودان لا مثيل له ولو بدرجة قريبة في أي مكان آخر بالعالم، وأن هنالك نوعيات من التدخلات شائعة بكثرة غريبة في ملاعبنا لا يكفي حيالها بحسب اعتقادي البطاقة الحمراء والإيقاف الإضافي وإنما تستحق تحويل مرتكبيها إلى المحاكمة وفقا للقانون الجنائي، والمؤسف جداً أن تلك الألعاب تمر مرور الكرام وعلى أسوأ الفروض ينال مرتكبوها بطاقة صفراء إن لم يكتفي الحكام بإنذار شفهي وهو أغرب تعامل مع حالات العنف في كل العالم، والنتيجة تمدد العنف بصورة مخيفة إلى درجة بات سلوك معتاد وطبيعي من اللاعبين وفي كثير من الأحيان بتحريض من المدربين والإداريين وهذه النقطة فقط تعكس درجة فهمنا المتخلف والبائس لكرة القدم.
* المريخ بطبيعة الحال وتبعاً لكرة القدم التي كان يقدمها كان المتضرر الأكبر من تلك الثقافة الشائعة ومن الضعف الفظيع للحكام أمام العنف، فسقط أغلب لاعبي الأحمر فريسة للإصابات وخاضوا أخر جولات بعد الحقن بمسكن للألم فكانت نهاية المنافسات لا تتناسب مع المستويات التي قدمتها الفرق وخسر الفريق الأفضل الثنائية المحلية.
* لكن المريخ لم يكن المتضرر الوحيد بل أمتد الضرر ليشمل منتخبنا الوطني الذي سيفقد في نهائيات الشان خدمات أبرز موهبة سودانية حالياً والحديث عن أحمد حامد التش بسبب السلوك الذي حذرنا منه وأكدنا أنه يلحق الضرر بالجميع، والمؤسف جداً أن ظاهرة العنف تمددت لدرجة أن لاعب مثل بشه على أعتاب الأربعين لم يجد حرجاً في اللجوء للعنف وتصفية موهبة تصغره بقرابة العقدين في لقاء القمة.. كما يفتقد المنتخب لخدمات صاحب الرقم القياسي من الأهداف بين اللاعبين الوطنيين في نسخة واحدة من الممتاز وهو محمد عبد الرحمن وهناك محمد الرشيد وصلاح نمر ورمضان عجب وبكري المدينة وهي كلها أسماء كان يمكن أن تضيف قوة ضاربة للمنتخب في نهائيات الشان لكنها راحت ضحية تمدد جزاري الملاعب الذين يجدون حماية مطلقة من الحكام يفترض أن توفر للمواهب لولا سيادة المعايير المختلة في ملاعبنا.
* المشكلة أن الضرر لا يقتصر فقط على تهديد المواهب أو فقدان المنتخبات والأندية لخدماتهم، بل يشمل ترسيخ ثقافة العنف وتشجيع اللاعبين على تلك النوعية من التدخلات التي لا يمكن أن تشاهد لها مثيل إلا في ملاعب السودان إلا في حالات نادرة واستثنائية وذاك الاستثناء يمثل الأصل في ملاعبنا، ولذا تجد أن لاعبينا يحصلون على البطاقات الحمراء بكثرة خارجياً في ظل وجود تحكيم مختلف، والفضيحة التي حدثت بالأمس حينما تحول ملعب المباراة (الودية) لمنتخبنا أمام رواندا لساحة اشتباكات بسبب تدخل عنيف من الشغيل مع أحد لاعبي المنافس، ربما يكون التدخل عادياً بالنسبة للاعبي منتخبنا لكنه بكل تأكيد سيكون غريباً وغريباً جداً على كل أعضاء المنافس الذين ربما يستغربون أكثر عندما يعلمون أن تلك هي طبيعة لعب الشغيل وغيره الكثير من لاعبي السودان وأن مثل تلك التدخلات تحدث مئات إن لم يكن آلاف المرات في الموسم الواحد دون أن يحصل اللاعب على ورقة حمراء إلا فيما ندر.
* حقيقة أمر مخجل أن نخرج للعالم لنقدم ذاك الوجه من كرة القدم الذي يؤكد للجميع أننا لسنا بعيدين عن العالم في الجوانب الفنية وأساسيات ممارسة اللعبة فحسب بل حتى على مستوي الفهم والسلوك والروح الرياضية مع الإشارة لأن تعمد الإيذاء وتصفية المواهب سلوك غير سوي ومقرف ويترجم كل سوءات ممارستنا للعبة الشعبية، والسبب الأول في ذلك هم الحكام الذين رسخوا لتمدد تلك الثقافة القبيحة واللجان المسئولة عنهم التي تشاهد منذ سنوات عجز حكامنا عن تطبيق القانون دون أن تتدخل والمؤكد أن قصر نظرهم وضعف ثقافتهم والبصيرة الغائبة لدي المسئولين هي سبب تعاملهم بلا مبالاة وعدم إدراك لمضار ما يحدث وأثاره السيئة والمدمرة على الكرة السودانية وعلي كافة الأصعدة.
* لو لم يقف الجهاز الإداري للمنتخب عند ما حدث بالأمس ولو أتجه للبحث عن المبررات أو اختلاق الأعذار أو التقليل من الحادثة، فإننا سنكون على موعد مع لقب (الأسوأ سلوكاً) على الإطلاق خلال نهائيات الشان وربما نحطم الأرقام القياسية في البطاقات الحمراء لأننا نلعب كرة (الردم) وليس كرة القدم.
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app