خارطة الطريق
ناصر بابكر
* أشرت بالأمس إلى أن المجلس المنتخب يتحمل نصيب الأسد من مسئولية خروج المريخ المبكر من دوري الأبطال، وفي أعتقادي أن سوء أداء المجلس خلال الأشهر الفائتة وفشله في إدارة ملفات مهمة أمر لا يختلف حوله اثنان، لكن هنالك الكثير من الأسئلة التي تفرض نفسها فيما يتعلق بتناول الكثيرين للشأن المريخي وتعاطيهم مع خروج المريخ المبكر من المسابقة القارية.
* فمن يتابع تناول البعض للأزمة الحمراء يظن وبعض الظن إثم أن مشكلة المريخ الرئيسية والأولى والوحيدة هي سوء أداء المجلس المنتخب، وأن برحيله تنتهي مشاكل المريخ ويعود الاستقرار للنادي وتتحقق البطولات والألقاب ويعود الزعيم قوة ضاربة.. ومن يتابع تناول البعض للشأن المريخي يخيل له أن الأحمر كان يحصد البطولات القارية في الأعوام الماضية أو على أسوأ الفروض كان منافساً دائماً عليها لكنه تراجع وتضعضع بفعل المجلس المنتخب ومتى ما رحل المجلس تنتهي كل مشاكل المريخ.
* وتناول الشأن المريخي بتلك الطريقة في تقديري يخلو من المنطق ولا يعدو من وجهة نظري سوى لعب على العقول وتغبيش للحقائق وهروب متعمد ومع سبق الأصرار والترصد من مشاكل الكيان الحقيقية والكبيرة التي استفحلت خلال السنوات الفائتة حتى وصلنا للنقطة التي نعايشها الآن التي تمثل نتيجة طبيعية لتراكمات أخطاء جسيمة على مدى أكثر من عقد على مستوى عمل ونهج مختلف القطاعات بصورة جعلت أزمة المريخ تتعلق بـ(الكيان نفسه) وتتجاوز بكثير جزئية نتائج فريق كرة القدم في بطولة من البطولات أو موسم من المواسم.
* مشاركة المريخ الأخيرة في الأبطال هي العاشرة له على التوالي في (دوري أبطال أفريقيا) بالنظام الجديد للبطولات القارية بعد تحولها لبطولتين (الأبطال والكونفدرالية) عوضاً عن ثلاث، كما كان في السابق.. إذ ظل المريخ يلعب في الأبطال منذ (2009 حتى 2018) وأفضل ما حققه في هذه المسابقة خلال تلك السنوات هو وصوله لنصف النهائي عام (2015) ووصوله للمجموعات (ربع النهائي) عام 2009، ووقتها تذيل مجموعته بدون تحقيق أي فوز.. ووصوله لمجموعات 2017 التي تحولت لدور الـ(16) بالنظام المستحدث.. وما عدا ذلك ودع المريخ المسابقة من الدور الثاني عام (2010) على يد الترجي.. وودع المسابقة من الدور الأول عام 2011 على يد انتركلوب الأنغولي.. وودع المسابقة من الدور الثاني وتحول للكونفدرالية على يد مازيمبي عام 2012.. وودع المسابقة من الدور الأول عام 2013 بالخسارة ذهابا وإيابا من ريكرياتيفو ليبولو.. وودع المسابقة من الدور التمهيدي في عام 2014 على يد كمبالا سيتي بعد أن خسر المريخ ذهابا بأرضه ووسط جمهوره بثنائية نظيفة.. كما ودع المسابقة من الدور الثاني في عام 2016 على يد وفاق سطيف الجزائري.
* الرصد أعلاه يؤكد أن مشاركات المريخ في الأبطال تحتاج لوقفة ودراسة لمعرفة أسباب النتائج غير الجيدة التي تتحقق فيها بغض النظر عن هوية من يدير النادي وبغض النظر عن الوضع المالي أو الوضع العام للإدارة لأن النتائج السيئة والخروج المبكر كان يتحقق حتى بإشراف أجهزة فنية أجنبية وعدد كبير من اللاعبين الأجانب ومعسكرات خارجية وصرف عالي وضخم كان يترتب عليه أيضاً ديون ضخمة وكبيرة دون أن يحصد المريخ نتائجاً توازي الصرف العالي وهو ما يؤكد أن المشكلة أكبر بكثير من عطاء المجلس المنتخب وذهابه من عدمه لأن (المجلس المنتخب) مشكلة آنية والمشاكل الآنية عادة ليست عقبة كبيرة بقدر المشاكل المتجذرة والمستمرة التي يحتاج علاجها وتلافيها لسنوات طويلة.
* المشكلة أن الصرف العالي في السنوات الفائتة مع التغبيش والتكتم الإعلامي الذي كان يحدث على الكثير من الجوانب السلبية والتعتيم الكامل والدائم على المشاكل المالية التي تحدث، كان يقود لرفع سقف الطموحات لدرجة كبيرة وفي أغلب السنوات كانت المشاركات تنتهي بـ(صدمات) كبيرة للجمهور، والمشكلة الأكبر أن الإعلام ظل يرسم أحلام البطولات القارية الوردية للجمهور رغم أنه يدرك أننا لا نملك مقوماتها من (حسن التخطيط وحسن الإدارة) وكانت النتيجة أننا لا طلنا بلح البطولات القارية ولا عنب البطولات المحلية، وحتى المواسم التي كان المريخ يتقدم فيها قارياً كانت تنتهي بخسارة كل شيء نهاية الموسم والنتيجة أننا فقدنا حتى الريادة والسيطرة المحلية على مستوي مسابقة الممتاز بعد أن كنا نتقدم فيها علي الند التقلدي بأربع بطولات مقابل ثلاثة لتتحول الكفة بعد فوز الهلال بـ(11) لقب مقابل أربعة ألقاب فقط للمريخ في آخر (15 عاماً.
* على مستوي فريق كرة القدم، يحتاج المريخ من وجهة نظري لترتيب الأولويات ووضع الممتاز كهدف رئيسي خلال الموسم الحالي والمواسم القادمة وهو أمر ظللت أتطرق له وأنادي به بصورة مستمرة طوال السنوات الفائتة ولا حياة لمن تنادي، إذ لا يعقل أن نبحث عن الفوز ببطولة قارية والمريخ لم يفز بأي لقب محلي لعامين متتاليين والأسوأ أنه ظل يفشل لعامين في مجرد الوصول لنهائي كأس السودان الذي كان ينقذ به موسمه في السنوات الماضية مع الإشارة لأن المريخ فاز بلقب وحيد في بطولة الممتاز مستفيداً من (الشكاوى) خلال آخر أربع نسخ من المسابقة، وهو وضع يقرع ناقوس الخطر سيما وأن المريخ فقد من قبل لقب هذه المسابقة لخمس سنوات متتالية مع الإشارة لأن الهلال لم يعرف التفوق تاريخياً على المريخ في أي بطولة من البطولات إلا في الأعوام الفائتة ما يعني ويؤكد أن مشكلة المريخ أكبر بكثير من أداء المجلس المنتخب أو تعيين لجنة تسيير مكانه ويؤكد أكثر أن من يحملون كل سوءات الواقع المريخي للمجلس المنتخب فقط يهربون عن عمد من الأسباب الحقيقية للتدهور الذي أصاب الزعيم مع الإشارة لأن تناول الشأن المريخي بتلك الطريقة والهروب من المشاكل الحقيقية ودفن الرؤوس في الرمال يمهد للاستمرار معاناة النادي الكبير لسنوات قادمة حتى حال رحيل المجلس المنتخب اليوم قبل الغد.
* قناعتي أن مجتمع المريخ بمختلف قطاعاته يفترض أن يجعل من السيطرة على البطولات المحلية هدفاً رئيسياً في العام الحالي والأعوام القادمة بغض النظر عن هوية إدارة النادي حتى يستعيد النادي هيبته وريادته وتفوقه ومن ثم تتدرج الطموحات التدرج المنطقي وتنتقل للصعيد القاري .. وحتى يحدث هذا الأمر ويعود المريخ مارداً من واجب محبيه مواجهة مشاكل النادي الحقيقية والكبيرة التي أسلط عليها الضوء غداً بإذن الله إن كان في العمر بقية.
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app