نحن أصحاب حضارات موغلة في القدم

مقالات كورة

في مارس 7, 2018

خواطر رياضية

د. صلاح الدين محمد عثمان

Salahnow886@gmail.com

السودان بلد مترامي الأطراف توجد به كثير من الأنهار والبحار التي قامت حولها كثير من الحضارات بحكم موقعه كبلد يمثل جسراً هاماً يربط بين الدول العربية والأفريقية حيث يعتبر ملتقى طرق وكانت تأتيه القوافل منن شتى بلدان العالم للتزود من خيراته وثرواته التي حباه بها الله من مختلف المعادن النفيسة مثل الذهب والفضة وأيضاً الحديد وغيرها والسودان يعتبر مصنع للرجال الشجعان الذين يأكلون النار ويمتازون بالأقدام والشجاعة ونشهد لهم بذلك الحروب المختلفة مثل الحرب العالمية وبعض المعارك في بعض الدول المجاورة مثل كرن وفلسطين ومصر واليمن وليبيا وغيرها، السودان كان في السابق هو الذي يقوم بإرسال كسوة الكعبة الشريفة بيت الله الحرام كل عام وهذا شيء تاريخي شهدت كافة القرون والأجيال به.
كثير من المصادر رجحت بأن الإنسان القديم على وجه الأرض كان أول وطن له هو السودان سواء كان في شماله أو غربه أو في منطقة سنار التي يرجح كثيراً بأن الإنسان الأول عاش بها حيث أظهرت ذلك بعض الآثار التي وجدت في تلك المناطق، في السودان قامت حضارات ضاربة في القدم مثل نبته والبجراوية والممالك التي قامت به مثل مملكة الفونج والمقرة وعلوة بالإضافة إلى الحضارة الفرعونية التي قامت بالسوان والفراعنة هم في الأصل السودانيين القدماء وهم أصل هذه الحضارة الممتدة عبر الأراضي السودانية والمصرية والآثار المتوفرة من هذه الحضارة تثبت ذلك من بقايا الأشياء التي كانوا يستخدمونها وهي تشبه إلى حد بيعد ما كان مستعمل في الحياة السودانية وحتى الفراعنة أنفسهم بلونهم الأسمر الذين وجدوا في المعابد والأضرحة هم يشبهون أبناء السودان للحد البعيد.
لذلك فإن السودانيين هم المؤهلون أكثر من غيرهم لقيادة القارة الأفريقية نحو المستقبل الزاهر والسودان كما نعلم يتمتع بقيادات رشيدة وطنية مثل إسماعيل الأزهري وآل المهدي والميرغني وغيرهم، وخيراً لنا إخوتي أن نكون قادة لأفريقيا لأننا حالياً لا محسوبين مع هؤلاء ولا هؤلاء، وفي بعض الدول العربية نعامل كمعاملة دون ويصفوننا بأننا أقل درجة منهم وهم لا يبالون كثيراً بوصفنا كعبيد وبوابين بالرغم من أننا كلمة السر في بعض الدول العربية وأسهمنا في تقدمها ونهضتها إلا أننا في واقع الأمر نلنا جزاء سنمار.
في المجال الرياضي أيضاً كانت لنا إسهاماتنا الواضحة في تأسيس الاتحاد الأفريقي واتحاد دول وسط وشرق أفريقيا ونلنا عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم وساهمنا في تأسيس الاتحاد العربي لكرة القدم وكان للمدربين السودانيين واللاعبين اسهامات كبيرة وجمة في تطور الرياضة في معظم البلدان العربية سواء في مجال كرة القدم وغيرها من الألعاب الأخرى خاصة الفروسية ورياضة الهجن.
هذه إخوتي خواطر جالت بخطاري وصممت كثيراً أن أسجله هنا للحقيقة والتاريخ وبالله التوفيق.
حقق فريق المريخ انتصاره الثالث في بطولة الدوري الممتاز المجموعة الثانية وأضاف نقاط غالية إلى رصيده حيث ارتفع بنقاطه إلى تسع بعد فوزه المستحق على مريخ الفاشر بطل المجموعة الذي يمتلك إحدى عشرة نقطة بعد فوزه في ثلاثة مباريات وتعادلين وبهذا الانتصار يقترب المريخ كثيراً إلى بطولة المجموعة بعد أن حل ثانياً في انتظار مباراته القادمة مع فريق الأهلي الخرطومي في مستهل مباريات الأسبوع السادس مع العلم بأن المريخ لديه مباراتين مؤجلتين، المحترف فوفانا أضاع ركلة جزاء والتي لعبها من أمام أحمد ادم بصورة مفاجأة بلعب الكرة سهلة بين يدي حارس مرمى مريخ الفاشر.
لكل مدرب ضحاياه هذه حقيقة فالخبير مازدا يضع أحرف لاعب ويرجى منه كثيراً عاطف خالد على كنبه الاحتياطي وكذا اللاعب حقار والذي عندما كان مديراً فنياً لمنتخبنا الوطني كان يشركه باستمرار إلا أنه حالياً نظرته اختلفت نحو هذا اللاعب المليء بالإبداع والموهبة وكذا الحال مع ياسر قصاري وداؤود وصدام سنجه وحسين سلطان لاعب الجالية وايضاً صالح العجب وهؤلاء جميعهم كان المدير السابق محمد موسى يعتمد عليهم في أغلب الأحوال خاصةً في ربع الساعة الأخيرة بعد أن يكون أمن أمر انتصار الفريق في المباراة، عليه نقول للخبير مازدا لابد من إتاحة الفرصة للاعبي المستقبل ولو على فترات متباعدة حتى لا يصيبهم الإحباط من جراء عدم المشاركة مع الفريق علماً بأن المشاركة في المباريات الودية تختلف كثيراً عن المباريات التنافسية.
أما فيما يتعلق بمباريات الفرق الممثلة للسودان في البطولات الأفريقية فقد حقق أهلي نشدي فوز معنوي كبير على أهلي عطبرة المكافح بهدف وحيد لاشك في أنه سيكون خير زاد له في مباراته القادمة مع فريق لامنشا الكنغو برازافيل والتي خسر فيها الفريق بثلاثة أهداف دون مقابل في ذهاب الدور الأول من الكونفدرالية والتي صعبت مهمته كثيراً.
هلال العاصمة وهلال الكردافه قدما مباراة قدما مباراة جميلة ورائعة تليق بهما وهما يمثلان السودان في البطولات الأفريقية تبادلا فيها اللعب بحماس وإضاعة الفرص أمام المرمى، إلا أن الهلال تمكن من حسم المباراة منذ شوطها الأول وفي ربع الساعة الأولى منه بهدفين كفلا له الثلاث نقاط، الشوط الثاني كان أحسن من سابقه حيث تألق الفريقان وقدما تابلوهات رائعة خاصة من جانب هلال التبلدي الذي جاء بروح جديدة وفدائية وكسب الشوط الثاني بهدف خاصة بعد خروج مهند الطاهر الذي كن عالة على الفريق في هذه المباراة، عموماً استفاد كلا الفريقين من المباراة وكانت عبارة عن بروفة جادة للبطولة الأفريقية للهلال مع المؤاني البحرية (توغوبورت) والتبلدي مع أولمبيك استار البورندي.
مجلس إدارة نادي الهلال تقدم بشكوى ضد حكم مباراته مع فريق الأمل العطبراوي صديق الطريفي الهلالي الميول يتهمونه بالظلم والتحيز للفريق الآخر ذراً للرماد على العيون إلا أن الحقيقة التي ظهرت هو أن الحكم تساهل معهم كثيراً ولم يضمن في تقريره المخاشنة وسوء السلوك التي أتى بها اللاعب عبداللطيف سعيد بوي معه وبعد أن شاهدت لجنة التحكيم المباراة التي تم بثها تلفزيونياً تأكدت فيه من الواقعة مما أدى لتحويل اللاعب إلى لجنة الانضباط وإيقاف الحكم لحين التحقيق معه من قبل اللجنة نفسها.
تلاحظ كثيراً في مباريات الدوري الممتاز بالولايات بأن أسعار دخول المباريات للمدرجات الشعبية (التيرسو) هو مبلغ عشرون جنيه عكس ما هو معمل به هنا في العاصمة الخرطوم والتي تبلغ عشرة جنيهات فقط، وهنا فإن هناك سؤال يفرض نفسه لماذا هذا الارتفاع؟ وهل جماهير الولايات هي أكثر أموالاً وثراء من جماهير العاصمة أم ماذا؟ حقاً إنه أمر غريب للغاية.