وجه المشير عمر البشير رئيس الجمهورية كلمة للمواطنين بمناسبة عيد الفطر المبارك، وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين.
المواطنون الأوفياء
هنيئاً لأهل الإسلام، وهنيئاً لأهل الإيمان، ولأهلنا الطيبين في السودان، وقد انقضى شهر الخير والبركة، شهر التالف والتكاتف والتعاطف، سهرت فيه العيون بالدعاء، وتدافع الناس الى المساجد للتهجد والصلاة، وسرت فى الناس روح الجماعة، واتسعت حلقات الافطارات الجماعية بالساحات والميادين والحدائق العامة والطرقات.
عشنا أيام رمضان التي تفيأ الناس ظلالها الرحبة، وبلغت بها النفوس غاية آمالها من الأمان والاطمئنان، وروت من حياضها الخير الكثير، وانخفضت فيها معدلات الجريمة والشر.
قضينا أياما وليالي دعت النفوس الى التأمل فيما مضى من خطوات، الابتعاد عن الزيغ والهوى، وعن الخلاف والشقاق. قابل كل منا ذاته وراجع نفسه مجاهداً للوصول والارتقاء والسمو بالروح، وجاهد الناس نفوسهم للتخلص من واقع مشحون بالمفارقات ومسكون بالمتناقضات والملهيات، أيام مضت بالتجلي والتخلي عن الموبقات.
المواطنون الكرماء الأوفياء
هنيئاً بهذا اليوم، يوم العيد، ونحمد الله حمدا يبهج النفوس، ويزيل البؤس، ويديم السرور على امتنا ،ويملأ الديار بالصفاء والحبور، ونحمده تعالى ان انزل علينا الغيث وسحائب المطر التي سادت بلادنا، وأحالت هجير صيفنا الى مطر وأجواء رطبة، نعمة من الله وفضلاً، وندعوا الله ان يزيل البأس عمن تضرر وفقد الديار والمال وان يرحم من استشهد جراء ما انزل، وندعو الله ان يفرج عنا الكروب.
ومثلما يضع رمضان الصائمين على محك الاختبار الحقيقي، بالصبر والاصطبار، والتعرض الى المشاق فان علينا جميعا إفرادا وجماعات مجابهة الابتلاءات بالصبر والمدافعة والمعالجات المستمرة وأؤكد لكم – ايها المواطنون الكرماء – انه مثلما حققنا من خلال شهر رمضان أهدافا سامية عبر برامج التواصل والارتباط بالمواطنين البسطاء، وجولات الرعاية الاجتماعية عبر برامج الراعي والرعية، فى منظومة تحالف ضد الفقر والجوع والمرض، ونجحنا فى عقد نسيج من المصالحات بين القبائل فى دارفور وسنمضى بعون الله فى ذلك,
سنظل كذلك ساهرين فى سبيل راحة المواطنين ومعافاتهم من التعب والمسغبة، وتعويض المتأثرين جراء الإمطار والسيول، التى فاقت التوقع، وسنظل كذلك ساهرين لتامين الديار، واستقرار الوطن، والمحافظة على ارثنا من السمات الطيبة والقيم النبيلة من مروءة وشهامة ونفير وسماحة وإخماد نار القبائح والفتن
وكيد التعصب وشر الجدال والمكابرة ، وتحية نبذلها لأبناء الوطن الذين حسموا خياراتهم بنبذ العنف وانتهاج الحوار وسلوك خيار الوفاق الوطني الداخلي.
المواطنون الكرماء
ان علينا جمعينا ان نهزم ونهدم السىء من العادات والسلوك اننى لأدعو الى مناهضة الجشع والمغالاة التى يمارسها بعض التجار فى أسعار الاحتياجات المعاشية للمواطنين على مشارف رمضان والأعياد بحجج واهية وتوجيهنا لكافة الجهات الرقابية ان تحد من تلك المغالاة غير المبررة.
المواطنون الأوفياء
أننا امة موعودة بالفوز وملة موصوفة بالعفو والصفو ، دينها واسع ، عروته التوحيد، وأساسه الشرع الحنيف، إننا امة موصول بالله حبلها، والى الله قصدها، فعلينا بمكنون الكتاب الحكيم الذي انزله الله فى رمضان ومسك الختام ان نحمد الله ربنا ان أكرمنا ورحمنا بأيام رمضان الفائتة جليلة الفضل، جامعة الشمل، وان يرحم من فقدنا من الأهل والأحباب وان يجعلنا الله جميعاً من السالكين فى طاعته أحسن السلوك، وان يتقبل منا جميعاً والصلاة والسلام على رسول الله المصطفى المختار.
وكل عام والجميع بخير وعافية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سونا