صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مجلس قريش والحرث في البحر

23

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* الحقيقة التي لا يختلف حولها اثنان أن المعاناة المالية ظلت جزءاً لا يتجزأ من مشاكل المريخ وكل الأندية السودانية على مر التاريخ، والحقيقة التي لا يختلف حولها اثنان أن سبب استمرار تلك المشاكل لعقود طويلة هو فشل الإدارات المتعاقبة على مر التاريخ في خلق موارد وإنشاء استثمارات وابتداع أفكار تساعد على در المال على خزائن الأندية وفشلها في مسألة التسويق الرياضي، ولعل أبرز أسباب فشل الإدارات في ذاك الملف الرئيسي والحيوي من وجهة نظري هي المضي قدما في فكرة واحدة مكررة منذ نشأة الكرة السودانية أثبت بالتجربة والدليل والبرهان فشلها في السودان وهي الاعتماد على فرد واحد أو بضعة أفراد في مسألة الصرف، والسبب الآخر من وجهة نظري هو تفكير أي إداري في نفسه فقط وعدم وجود الإداري الذي يعمل من أجل التأسيس للمستقبل وتقديم خدمة تفيد النادي بعد رحيله وتقيه شر الأفراد بل في الغالب يحدث العكس في السودان بحيث أن جل الإداريين الذين يغادرون مقاعدهم إما يتحولون لصفوف المتفرجين ويأملون فشل ما يأتي بعدهم أو يتحولون لصف المعارضة حتى لا يحقق من يخلفهم إنجازات أفضل.
* لذا يبقي الفكر الإداري المتحجر، ونفوس الإداريين المريضة بحب الذات، واحدة من المعوقات الرئيسية التي كبلت الكرة السودانية على مر التاريخ وجعلت انجازاتها في القارة السمراء تقتصر على بطولة أمم إفريقيا يتيمة للمنتخب عام 1970 ولقب قاري وحيد علي مستوي الأندية حققه المريخ عام 1989 رغم كون السودان من الدول التي أسهمت تأسيس الاتحاد الإفريقي للعبة ورغم أنه أسهم في انتشار اللعبة في عدد من الدول العربية قبل أن تأتي كل الدول للتفوق عليها بسنوات ضوئية لأننا نفعل نفس الشيء منذ التأسيس دون التوقف لمراجعة كيفية ممارستنا لكرة القدم من الأساس وهنا لا أعني الممارسة داخل الملعب وما يفعله اللاعبين وإنما الممارسة الإدارية والممارسة الإدارية تعكس الفكر العام لمختلف القطاعات.
* فالإدارات هي المسئولة عن قيادة عملية التطوير سواء بالنسبة للأندية أو المنتخبات، لأنها التي تملك القرار وبالتالي هي صاحبة التأثير الأكبر، والقاعدة أو (الجمهور) هو الذي يفترض أن يختار مجالس الإدارات تلك باعتبار أن وسائل تداول السلطة واختيار المجالس يتم بواسطة الجمعيات العمومية، والوسيلة الثانية التي كانت متاحة هي التعيين الحكومي الذي سيتم تشييعه لمثواه الأخير بحلول شهر سبتمبر عبر تعديل الأنظمة الأساسية لمختلف الأندية والاتحادات لأنظمة مواكبة لنظام الفيفا الذي يمنح المؤسسات الكروية استقلاليتها كاملة.
* حصاد الكرة السودانية منذ تأسيسها يؤكد أن لا المجالس المنتخبة نجحت في أحداث نهضة كروية ولا لجان التسيير أفلحت في ذلك، وبما أن المجالس المنتخبة هي الأساس وبما أنها هي التي تسود مستقبلاً وعطفاً علي المستجدات في الساحة العالمية، فإننا نتوقف عندها ونسأل عن كيفية إصلاح حال الأندية تحديداً، وكيفية العثور على إدارات على مستوي الطموح تملك القدرة على تغيير الفكر الإداري قبل الواقع الفني للفرق، وللعثور على إدارات من تلك النوعية نسأل هل المشكلة في الإداريين الذين يبحثون عن تحقيق أطماع وأهداف ذاتية سواء شهرة وأضواء أو صناعة شبكة علاقات عبر استغلال اسم الأندية الجماهيرية وشعبيتها أو الحصول على مكاسب مالية، أم المشكلة في السماح لتلك الفئة من الإداريين لتكون صاحبة الكلمة والأخيرة على مر التاريخ خصوصاً بعد تحول كرة القدم نحو عصر الاحتراف.
* المؤكد أن المشكلة في السماح لتلك الفئة بالوصول لمقاعد مجالس إدارات الأندية وبالأخص الجماهيرية، فوجود أشخاص يبحثون عن مكاسب ذاتية ولا تهمهم المصلحة العامة ولا يملكون صفة الإيثار في كل مجتمع يبقي أمر عادي وطبيعي إذ لا يوجد مجتمع يخلو من الطالح وأصحاب المصالح، لكن طالما أن وصول تلك الفئة لمقاعد الإدارات ليس بأيديهم، وطالما أن الجماهير هي الأساس وهي التي يفترض أن تختار من يدير لها أنديتها، فإن الجماهير تبقي مسئولة عن الواقع الإداري والفكر المتدني الذي يحكم الكرة السودانية علي مر التاريخ.
* الجماهير بعدم اكتسابها العضوية تتنازل تلقائيا عن حقها في اختيار المجالس وبالتالي ينبغي أن تقبل بالأمر الواقع الذي تفرضه الظروف طالما أنها تنازلت بطوعها واختيارها عن ممارسها حقها وطالما أنها قصرت في أداء دورها تجاه أنديتها وتكاسلت عن اكتساب عضوية تمنحها حق اختيار من يدير النادي وحق محاسبته وحق سحب الثقة منه حال الفشل، وواقع العضوية المخجل كما وكيفا في الأندية الجماهيرية يؤكد أن هنالك مشكلة وعي وإدراك بأهمية وقيمة الملفات الأساسية التي تساعد على تطور الأندية وتطور الكرة، وطالما هنالك مشكلة وعي ومشكلة إدراك فذلك يعني ببساطة وجود مشكلة كبيرة في الأداء الإعلامي لأنه القطاع المناط به رفع درجة وعي الجمهور وترتيب أوليات الأنصار والشاهد أن فئة ليست قليلة تتحدث عن أن ما يهمها هو فريق كرة القدم ولا يهمهما من يدير النادي أو آلية اختيار المجالس وهو حديث يدل على جهل تلك الفئة بأن تلك المجالس هي من يبني الفريق وهي من يهدمه وهي من تجعل الواقع مشرقاً وهي من تجعله مظلماً لذا من الضروري أن يدرك المشجع أن من واجباته أن يشارك في اختيار تلك المجالس إن أراد فريق قادراً على تلبية طموحاته وحتى يستطيع المشجع أن يبعد المجلس إن رأي أنه عاجز وذلك عبر سحب الثقة منه وتفكير بعض المشجعين بتلك الطريقة يؤكد فشل الإعلام في رفع درجة وعي الجماهير وفي تنويرها بواجباتها ومسئولياتها تجاه أنديتها بحيث تتحول فعلاً لتكون هي مالك النادي الحقيقي ومحرك أحداثه بدلاً من أن تكون مجرد متفاعل سلباً أو إيجاباً مع الأحداث دون أن يكون لها أي دور أو تأثير علي صياغة واقع ومستقبل الأندية.
* الكرة السودانية تدور في حلقة مفرغة لأننا نفعل نفس الممارسة منذ التأسيس وندور بين مطرقة التطبيل لبعض المجالس أو بعض الإداريين وسندان الهجوم على بعض المجالس وبعض الإداريين مع أن عدد الإداريين في الغالب لا يتجاوز أصابع اليدين، والأفضل تسليط الضوء على أداء القطاعات كافة والوقوف عند دورها في الفكر الإداري المتدني على مر التاريخ والذي يؤكد أننا نعاني مشكلة فكر رياضي عامة وليس مخصصة على بعض المجالس أو بعض الإداريين ومن الأفضل توجيه الخطاب للجمهور والعمل على رفع نسبة وعيه لأنه يقدر بالملايين وعندما يرتفع وعي الجمهور وقتها يمكن أن نحصل على الكنز المفقود وهو إدارات على مستوي الطموح وما عدا ذلك سيظل ما نفعله مجرد حرث في بحر ولن ينفع لا ود الياس ولا والي ولا ونسي ولا قريش ولا غيرهم.

 

حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل 

لزوارنا من السودان متجر موبايل1

http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html

2,456حملوh التطبيق               

لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل

https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app 

17756 حملو التطبيق

على متجر apkpure

https://apkpure.com/ar/%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9/net.koorasudan.app

على متجر facequizz

http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/

على متجر mobogenie

https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html

على متجر apk-dl

http://apk-dl.com/%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9

على متجر apkname

https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app

 

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد