• توّج الهلال بلقب الدوري الممتاز بعد مجهود كبير من لاعبيه الذين نجحوا في تخطي الكثير من المطبّات التي اعترضت طريقهم هذا الموسم، وكان أكبرها بلا شك خصم النقاط الست في توقيت بالغ التعقيد والحساسية، قام اللاعبون وجهازهم الفني والقطاع الرياضي ودائرة الكرة بدورهم على الوجه الأكمل فيما يتعلّق بأمر المنافسة الأكبر للأندية بالسودان وحصدوا اللقب، وجاء الدور على مجلس إدارة نادي الهلال ليقابل هذا العطاء بما يستحقه، وأصبح لازماً عليه أن يتذكّر في غمرة الأفراح حوافز اللاعبين والجهاز الفني وجميع من أسهم في تحقيق هذا الإنجاز.
• المطالبة بحقوق اللاعبين حقل ألغام يتطلب المشي فيه حذراً كبيراً لما للأمر من حساسية بالغة لدى مجالس إدارت الأندية بوجه عام لأنّه يمثّل قدحاً في أهليتها بالقيادة إن هي فرّطت في الحقوق وأسرفت في المطالبة بالواجبات، وفي عهد رؤوساء كالكاردينال الذي يتحدّث عن قوته المالية الضاربة يبقى من العيب والنقص الكبير أن تكون هنالك مطالبات لأي من مكونات النادي سواء تعلق الأمر بالعمال والموظفين، أو العنصر الأكثر فعالية وأهمية ونعني بها فريق الكرة بعناصره الثلاثة المكوّنة من اللاعبين وجهازهم الفني ودائرة الكرة أو القطاع الرياضي بمختلف مسمياته، أي تقصير في حق هؤلاء وأولئك يجعل من الاحتفالات والأحاديث المنمّقة هشمياً تذروه رياح الواقع المرير.
• المعلومات التي بطرفنا تؤكّد أن لاعبي الهلال لم يصرفوا حافز مبارياتهم أمام أهلي شندي بالخرطوم، حي العرب ببورتسودان وهلال الأبيض وينطبق هذا الأمر على الجهاز الفني الذي لم يحصل أيضاً على حافز مباراة المريخ، فضلاً عن راتب شهر سبتمبر، هذه التفاصيل وإن رأها البعض صغيرة إلاّ أنّ اهميتها كبيرة وأثرها أكبر، فالدوري الحالي جاء بجهد اللاعبين الخالص وعرقهم الذي سُكب، وهم بذلك ادوّا ما عليهم على الوجه الأكمل ورموا الكرة في ملعب المجلس وتحديداً رئيسه الكاردينال الذي يتولى منفرداً عبء الصرف على الفريق، وتبقى الخطوة الأولى في طريق الدخول إلى الموسم الجديد منح كل ذي حق حقه على الوجه الأكمل فغياب الحافز يولّد الإحباط ويخلف الحسرة التي تؤثر سلباً على الفريق وإقباله على الموسم الجديد.
* اللاعبون وبقية مكونات فريق الكرة محترفون يعتمدون على لعب الكرة مصدراً لأكل عيشهم وعليها تستند التزاماتهم الأسرية التي تتطلب توفير المال، ولا نعتقد أن رئيس النادي من خلال ما يتم الترويج له يعجز عن توفير المبالغ المطلوبة التي لا تعد شيئاً إذا ما قيست بما نُسب له من أعمال عبر اللقاء التلفزيوني الأخير، ملف مستحقات اللاعبين والجهازين الفني والإداري يتطلب التعامل بشفافية كبيرة وهو المؤشر الأول لنجاح الفريق الموسم الجديد، حفزّوهم وفقاً لما هو منضوص عليه في اللائحة المنظمة للعمل بينكم وبينهم، وامنحوهم بهذا التحفيز دافعاً للاستعداد المبكر للموسم الجديد بكل تحدياته.