لم تخذل مباراة الهلال والاهلي شندي التوقعات فجاءت قوية ومثيرة وعنيفة علي مدى الشوطين، وقدمت تجربة جيدة للفريقين قبل المباريات الافريقية حتي في النتيجة التي اعطت مؤشرا جيدا للناديين في المباراة القادمة خصوصا الاهلي شندي الذي لا يحتمل اهتزاز شباكه، فطبق استراتيجية واضحة بالتكتل الدفاعي والاعتماد علي الانتشار السليم والاحتفاظ بالكرة قبل بداية الهجمة، وكانت بصمة الفاتح النقر اكثر وضوحا من المدير الفني بوجود كل هذا العدد من اللاعبين في الملعب الخاص بالاهلي شندي، وتقسيم جيد للادوار خصوصا وليد علاء الدين وحسن متوكل علي الاجناب لقفل انطلاقات لاعبي الهلال ولتعطيل الكرة في هذه المنطقة، وبداية الهجمة بشكل جيد، وقد نجح اللاعبان في ذلك الي حد كبير خصوصا حسن متوكل الموهوب الذي ساعد في بناء الهجمة من الطرف الايسر وقد اجاد مجاهد وخطاب في وسط الملعب بجانب اللاعب الفنان والمعلم الكبير ولاء الدين بوغبا الذي لم يفقد الا كرات قليلة، ولكنه بكل حال لا يصل في الوقت الراهن علي الاقل لمستوى معلم المعلمين ابوبكر ديارا الذي قدم امس افضل اداء له منذ قدومه للهلال، رغم انه تالق في كل المباريات السابقة ولكن ديارا امس واصل بنفس واحد واستلم عصا المايسترو منذ اول دقيقة لاخر دقيقة وقدم دروسا في اداء لاعب الارتكاز المدافع، والذي ينظم اللعب من الخلف بجانب التغطية السليمة وبناء الهجمات وكان رمانة الميزان في الهلال الذي يجتهد لاعبوه في الانتقال من الارسال الطويل للعب الممرحل، ونقل الكرة بهدوء من الدفاع للوسط للهجوم بعد ان وجد الهلال ضالته في ديارا الذي يحسن البناء من الخلف رغم (الفوضي) التي مارسها حسين الجريف باللعب العشوائي والتدخل العشوائي والتصرف العشوائي، عدا ذلك فان كل لاعبي الهلال يجتهدون في اللعب الصحيح حتي ولو اخطأوا ولكن الجريف اسلوبه لا يتناسب مع الكرة الممرحلة وقد افتقد الازرق المدافع النيجيري الرزين ايمانويل..
احسن الهلال الانتشار في الملعب وتحرك عبر الشغيل وشيبوب لفترات بشكل جيد ولكن يبدو ان شيبوب متاثر نفسيا بالتغييرات الكبيرة في وسط الملعب التي جعلته لاعب منافس علي خانات صعبة، بعد ان كان في الموسم الماضي هو الملك .. وقد اجتهد بشه الصغير، ولكنه لم يقدم المستوي الجيد كما كان في المباراة السابقة ويبدو انه يريد ان يكون بشه الصغير اسما علي مسمي فقد كان بشه الكبير يتألق دوما عندما يشارك في الشوط الثاني !!
الهلال خلق العديد من الفرص في الشوط الاول ولكن الكرة عاندت مبوبو بجانب عدم وجود لاعبين بجانبه لان بشه كان بعيدا بعض الشيء وجيوفياني كان يبني ويسلم لوسط الملعب ولا يزيد كثيرا ويبدو ان لياقته لم تسعفه بعد ان ادي مباراة جيدة امام بطل زنزبار .. في الشوط الثاني ازداد الايقاع من الفريقين واستمتع الجمهور بمباراة سريعة وجميلة تشبه المباريات الافريقية وظهر الهلال اكثر اصرارا علي الوصول لمرمي الاهلي شندي الذي كان اكثر اصرارا علي عدم اهتزاز شباكه وتالق دفاعه بقيادة امجد اسماعيل في سد الثغرات وعبس الحظ كثيرا لامبومبو الذي كان منفعلا ايضا، وفقد السيطرة علي اعصابه في اكثر من مناسبة وهو امر غير مقبول من لاعب محترف، ولكنه اجتهد كثيرا بجانب الشعلة الذي اخذ وقتا ليتكيف مع اجواء المباراة ويبدو ايضا انه تاثر بانحسار النجومية وهذا الوضع يتطلب معالجا نفسيا مع الفرقة الزرقاء، ولكن الشعلة شكل خطورة بعد فترة ومع تحركات الثعلب والسموأل علي الطرف الايمن وحركة فارس علي الطرف الايسر مع تغطية الشغيل والمعلم ديارا في الوسط كان الهلال هو الافضل في بناء الهجمات من كل الاتجاهات بما في ذلك حراسة المرمي وهذه ميزة كبيرة جدا عند جمال سالم الذي يجيد ارسال الكرة بدقة غريبة بقدمه لزميله في طرف الملعب كما يجيد التمرير القصير بجانب اجادته للكرات المعكوسة طبعا .. جمال سالم ورغم الغياب الطويل قدم مباراة كبيرة مؤكدا علي انه لاعب كبير ومكسب كبير .. سيطرة الهلال قابلها الاهلي شندي بنفس الاسلوب طوال وقت المباراة مع زيادة عدد المدافعين وزيادة سرعة الايقاع خصوصا بعد مشاركة عيد مقدم الذي ارهق حسين الجريف او ساعده حسين الجريف علي ارهاقه !! ورغم ان الاهلي شندي لم يشكل هجمات خطيرة بصورة واضحة الا ان شكل الهجمة عنده كانت به ملامح الخطورة لتظهر الخبرة الكبيرة والاداء الممتاز من القائد عبد اللطيف بويا الذي قطع كل الكرات من ناحيته وقام بعملية التسليم بشكل جيد ..
لم تهتز الشباك نعم ولكن المباراة كانت جيدة وبها بذل وعطاء رغم انها في الاسبوع الثاني وقد استفاد منها الفريقان والجهاز الفني قبل المباريات الافريقية الحاسمة ..
نتمني التوفيق للهلال والاهلي شندي والعودة ببطاقتي التأهل ..
