* اعجبني قرار الهلال المتعلق برفض المشاركة في بطولة العرب التي حملت اسم الشيخ زايد العام الماضي، ولعل ما ساقه المجلس الازرق حينها والمتعلق باتهامه للاتحاد العربي تعمد الكيل بمكيالين، وتمييز بعض الاندية، كان من الاسباب الواضحة غير تلك الخفية التي لمستها من خلال تغطيتي لعدد من بطولات الاندية في سنوات ماضية..
* ان الشواهد السابقة التي لمستها من خلال تواجدي داخل المراكز الاعلامية للعديد من البطولات، التي كانت تقام بنظام التجمع في بلد واحد، هو الذي اجبرني على تثبيت تلك الحقيقة التي عرفتها اندية مصر فقررت الانسحاب بهدوء تاركة المجال للعرب ليرسموا الخارطة بالطريقة التي يريدون حتى ولو على حساب الدول التي علمتهم الكرة..!!
* اي نعم كان وصول المريخ الى نصف نهائي في بطولة كأس زايد الماضية عبارة عن جرس انذار بعث باكثر من رسالة مفادها الاول ان الاندية السودانية قادمة في الطريق لتزيح كل من نسي او تكبر وكاد ان يقول انا ربكم الأعلى.. وعليه كان من الطبيعي ان تصدر التوجيهات للحكام لاستفزاز نجوم الاندية السودانية وجماهيرها بشتى الطرق..
* واذا كان بعض جمهور المريخ ومرتزقته يملوكون ذاكرة سمكية فاننا نعيد عليهم ما حدث من حكم لقاء الاياب الحاسم في نصف نهائي بطولة العام الماضي بين المريخ والنجم وكيف ساهم في اخراج عشاق الكيان من وقارها فحصبت الملعب بالحجارة..؟!
* ثم تبع ذلك الحدث قرار من الاتحاد العربي قضى بخصم مبلغ كبير من قيمة الوصول الى نصف النهائي، هذا بخلاف ان الاتحاد نفسه تلكأ كثيراً في ارسال المبلغ مع الاشارة الى ان نادي الهلال السعودي تسلم مكافاة الوصافة بعد دقائق من نهاية النهائي، وذات الشئ حدث بالنسبة لفريق النجم الساحلي الذي نال الكأس والمبلغ المالي فوراً..
* لقد استفرد العرب بالمريخ والهلال، وشرعا في استغلالهما بالطريقة التي تخدم مصالحهم كعرب، وليس مهماً ان تتضرر قمتنا بعد ان انشغلت قاعدتها بالحرب التي قام المرتزقة بتأجيجها عبر اللافتات واللافتات المضادة وبطريقة اساءت للرياضة عموماً والكرة، وبالمقابل ودع الهلال من الدور الاول وفي السكة المريخ ولاعزاء للبلهاء..!!
* المؤسف ان الاعلام في الجانبين الاحمر والازرق اتفقا على ان فريقيهما قد تعرضا للظلم من حكام العرب، سواء الاردني او الجزائري، لكن لا احد شرع في التفكير بطريقة عملية باحثاً عن اسباب ذلك الظلم، ولماذا حدث في هذه المرحلة المبكرة..؟!!
* ثم ألم يمثل حضور بعثة الوصل الى الخرطوم عصر يوم الخميس، اي قبل ساعات معدودة من موعد اللقاء الحاسم المقرر الجمعة، والمغادرة بعد ساعات معدودة في اليوم التالي وكأن بلادنا مبوءة بالامراض والجوع والتخلف ولدرجة ارعبت بعثة الامارات وكادت تجبر افراها على حمل كمامات ودهانات واقية حتى لا تصيبهم الامراض..!!
* حتى في الاستديوهات التحليلية وجدنا ان الضيوف العرب ـ في ظل غياب تام للكوادر السودانية من نجوم او اداريين او مدربين ـ قد وجدوا الفرصة للاستهتار بالكرة السودانية حيث أصر فهد خميس على ترديد (دي كورتهم كده.. هم ما بيعرفو غير هاي الاسلوب).
* في بطولة العام الماضي، وقبل قرعة نصف النهائي، توقعت ان يتم وضع الهلال امام الاهلي السعوديان، وتجنيبهما مقابلة المريخ او النجم الساحلي، وذلك لضمان تواجد احد فرق المملكة في النهائي، من جهة الى جانب اراحة الهلال والاهلي من عناء السفر الى السودان وضمان رضاء لاعبيهم ونجومهم الكبار (أوي، أوي، أوي)..!!
* لقد اثبتت الايام نجاعة طريقة الحسم التي ظلت اندية مصر تتبعها مع اتحاد العرب، بدليل ان الزمالك والاهلي انسحبا من بطولة هذا العام فظهر الاتحاد والاسماعيلي، ولعل في تلك الخطوة رسالة عميقة وصلت بكل تفاصيلها الى قادة الاتحاد العربي، وفهموها..
* ثم ان الاستفزاز الذي قام به حكم الاردن مع المريخ، وحكم الجزائر مع الهلال وجد من يتولى أمر تزيينه، وتقديمه في قالب منمق الى قادة الاتحاد العربي، بدون اي فهم او رؤية لما سيترتب على تلك الخطوة التي كان التعصب سندها الاول والمباشر، فكان ان وقع المريخ ضحية للتحكيم بعد ساعات من رفع تلك اللافتات البائسة الباهتة المهينة.
* تخريمة أولى: لقد اثبتت المباريات الاخيرة ان العرب يستهترون بالسودان وانديته مع الاشارة هنا الى ان قادة الكرة في السودان هم الذين علموا دول الخليج، وابتعثوا الخبراء والمدربين والحكام والاداريين لوضع اللبنات الاولية للرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص، واعتقد ان رد الجميل لا يمكن ان يكون باي حال من الاحوال على تلك الطريقة المسيئة والتي يعتبر ابعاد الاندية السودانية مبكراً من البطولة من ابرز واهم اهدافها لا يمثل غير نكران عملي للجميل واستهتار ما بعده استهتار.. فليذهب الاتحاد العربي بدولاراته وتبقى سمعتنا وكرامتنا فوق الجميع..!!
* تخريمة ثانية: مستوى المريخ امام الوداد البيضاوي المغربي كان عنوانه الاول الحماس ولا شئ سواه، واذا عاد الفريق الى الدوري المحلي اليوم فلن نستبعد خسارته او تعادله امام احد فرق الممتاز ضعيفة الاعداد.. الاشكالية تتمثل في ان اللاعب السوداني يظل على الدوام اسيراً للدوافع الشخصية.. على شاكلة الهلال فاز فلابد للمريخ ان يفوز.. والعكس ايضاً صحيح.. يحدث ذلك في ظل غياب تام للرؤية الفنية والتدرج الطبيعي للاعب في المدارس السنية، والابتعاد عن الشروع في تصحيح ما ظل يقود الى النهاية الحزينة في كل عام.. وهكذا نظل نلف وندور في دائرة فارغة ومغلقة..!!
* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.