. أخيراً هبت جماهير الهلال الوفية لكيانها ودشنت ثورتها ضد العبث الذي أفقد نادي الحركة الوطنية الكثير من ألقه طوال السنوات الماضية.
. منذ نحو عشر سنوات ظللت أدعو لثورة جماهير الناديين الكبيرين في وجه الأفراد وغطرستهم لأن الأندية لا تكون جماهيرية فقط لأن الملايين تؤازرها، بل تصبح كذلك عندما تكون لهذه الجماهير الكبيرة كلمتها في كيفية إدارتها.
. وما ظل يحدث في الهلال طوال السنوات الماضية عكس ذلك تماماً.
. فقد تحكمت فئة قليلة جداً لا تهمها مصلحة الهلال كثيراً في كل ما يخص هذا الكيان العظيم، وهمش أصحاب المصالح ورؤساء الغفلة دور الجماهير لدرجة تحديد من يدخل النادي ومن لا يدخله حسب أهوائهم.
. كانت دعوتي المستمرة لجماهير الهلال أن تحرص على توسيع العضوية ويسارع كل هلالي وفي لناديه للحصول عليها ويدفع مساهمته السنوية.
. قلت مراراً أن عضوية الهلال الرسمية يفترض أن تكون بالملايين لا بالمئآت، وبحسبة بسيطة يمكن أن تدر هذه العضوية دخلاً ثابتاً للنادي يمكنه من وضع لبنات المؤسسية والابتعاد عن الاعتماد على الأفراد الذين لا يدعم معظمهم الهلال إلا إرضاء لغرورهم وتنفيذاً لرغباتهم الغريبة.
. وقد صبرنا طويلاً في انتظار هذه الأوقات التاريخية التي تطالب فيها جماهير النادي بحقها كاملاً.
. وما أود توضيحه هنا هو ألا يسعى أي منا لتزييف إرادة هذه الجماهير.
. سنكذب جداً إن قلنا أن إعلامنا الرياضي لعب دوراً في حراك جماهير الهلال.
. فالقرار قرارها وحدها والتوقيت توقيتها.
. وما يمكن قوله هو أن الظرف الموضوعي وثورة السودانيين حثت الأهلة على خطوتهم الرائعة.
. ولهذا كان رأيي دائماً أن الهلال لن يعود لأهله قبل أن نسترد وطننا الواسع من قبضة اللصوص والمجرمين والفاسدين.
. هنيئاً لكم يا أهلة بحراككم الذي أتمنى أن يستمر بشكله الحضاري لحين استعادة حقكم كاملاً غير منقوص.
. فقط تذكروا دائماً أن أصحاب المصالح ضيعوا هذا الكيان منذ عشرات السنين.
. وثورتكم لا يفترض أن تكون ضد الكاردينال وشلته فقط، بل من أجل أن تسود مفاهيم جديدة كلياً.
. فلا تفسحوا المجال لأي متلاعبين حتى وإن جملوا كلماتهم ونمقوها.
. يعني إن جاءكم كاتب هذه السطور نفسه غداً بإقتراح فلان أو علان كرؤساء محتملين لفترات قادمة أتوقع رفضكم القاطع لمثل هذا المقترح.
. فالناس لا تثور لكي تستبدل فرداً بآخر أياً كان القديم، أو الوارد الجديد.
. ووقت أن تسود المفاهيم السليمة ستأتي هذه المفاهيم والمؤسسية تلقائياً بالأصلح لقيادة النادي.
. طالعت رسالة للأخ الهلالي أمجد السائح يقول فيها أن الخندقاوي تواصل معه مبدياً رغبته في دعم حراك الأهلة معنوياً ومادياً.
. وللخندقاوي وغيره من رجال المال نقول” من أراد أن يدعم من أجل الكيان حقيقة فليفعل ذلك دون الإعلان عن نفسه، فنحن نستشرف عهداً جديداً تنتهي فيها (وهمات) الصحافة والبروباغاندا التي صنعت من بعض الأقزام رموزاً.
. وأنبه هؤلاء بأن قروبات عديدة قد أنشئت وشاركت شخصياً فيها لتقديم الدعم المادي المقدر طوال أيام إعتصام القيادة دون أن أعلن عن أسماء من قدموا الدعم في هذه الزاوية، لأن الكل كانوا يعملون من أجل انجاح الثورة، لا بغرض التأثير المباشر في فترة ما بعد التغيير.
. فهل يتعلم بعض رجال المال اللاهثين وراء بريق أنديتنا مثل هذه المعاني!!
. هذا ما يجب أن تفرضه عليهم الجماهير.
. ولبعض الزملاء الذين بدأوا في النفخ وركوب موجة الحراك أقول لا تكذبوا فقد كان بعضكم مناصراً للكاردينال إما رغبة أو خوفاً، بينما كان هناك من ناصروا أفراداً غيره ولهذا ظل الهلال يدور في دائرة مفرغة، من رئيس وشلته إلى آخر لتقفز المجموعة الأولى للمعارضة وهكذا دواليك.
. أما المرحلة الحالية فهي مرحلة جماهير خالصة أتعشم كثيراً في أن تُدار بوعي كامل حتى يعود الحق لأصحابه.
. لن تنفع مجموعة الكاردينال بعض التحولات في المواقف، ولا محاولات توظيف اسم البرنس أو زميله السادة، فقد فاتكم القطار وحانت لحظة الجد.