لم يكن الأمر مستحيلاً بالنسبة لنجوم الهلال، لأن فريقهم تعوَّد على الدوام أن يكون بين الكبار، ولأنهم كبار وضعوا فريقهم حيث يجب أن يكون على الدوام.
لعب الهلال مباراة كبيرة واستحوذ على معظم فترات المباراة واستطاع أن يبسط سيطرته على الملعب طولاً وعرضاً ساعده في ذلك الحماس الشديد الذي أدى به نجوم الأزرق المباراة، لكن التكتل الدفاعي للضيوف حرم الهلال من الوصول للشباك خاصة في الحصة الأولى للمباراة التي تسيَّدها الهلال طولاً وعرضاً وفعل كل شيء في الكرة إلا إحراز الأهداف، هذا الوضع أدخل الرعب وسط جماهير الهلال التي لم يدم صبرها طويلاً حتى جاء الفرج عن طريق اللاعب المتمكن محمد موسى في الدقائق الأولى للحصة الثانية الذي سدد بيسراه هدفاً بديعاً صعد به إلى مرحلة المجموعات عن جدارة واستحقاق .
عاد الهلال مجدداً لدور المجموعات بعد غياب استمر لعامين، والآن عاد الهلال إلى حيث يكون مع الأندية الكبيرة في قارتنا السمراء .
بعد الهدف تراجع الهلال كثيراً، وتحرَّك الضيوف بقوة لكن دون فعالية تذكر بعد أن نجح الإطار الفني للفريق بقيادة صلاح وسيدا في إغلاق المنافذ كافة المؤدية لمرمى جمال سالم ليكون النصر العظيم والتأهل الأعظم.
الآن انتهت مرحلة، وطوى الهلال تلك الصفحة، صفحة الأدوار الأولية بلا رجعة بإذن الله، وتبقت المرحلة الأخطر وهي مرحلة المجموعات، ومرحلة المجموعات هي بلا شك لا تشبه المراحل التي تخطاها الهلال، مرحلة تحتاج إلى تضافر كافة جهود الأهلة من أجل أن يذهب الهلال بعيداً في هذه البطولة .
لا نرغب في توجيه نقدنا للإطار الفني للفريق، لأن الوقت وقت فرح، وقت بهجة وسرور، وقمة الفرح والسرور عند جماهير الهلال على وجه التحديد بعد أن عاد فريقها مجدداً إلى حيث مكانه الطبيعي مع كبار القارة الأفريقية، وجماهير الهلال لا تسعد إلا باللعب أمام الكبار، وهاهو الهلال يتواجد مع تلك الأندية الكبيرة .
كما قلت لا نرغب في توجيه نقدنا للإطار الفني للهلال الذي تأثر سلباً وتشتت فكره وهو يركن مدافعاً منذ وقت مبكر للغاية الأمر الذي كاد أن يؤدي ما لا يحمد عقباه .
دخول محمد المعتصم في هذا التوقيت خطأ كبير مع احترامنا للرأي الفني للإطار الفني للفريق، لأن تواجد محمد المعتصم في هذه الخانة (قلب الدفاع) كان يمثل سلاح ذو حدين بالنسبة للهلال وبالنسبة للاعب نفسه، لأن أي خطأ منه في هذا التوقيت ربما كلف الهلال وكلف اللاعب الكثير، لكن الأمور جاءت بحسب ما يرغب الإطار الفني للهلال ودخول اللاعب لم يؤثر على الانسجام الذي نشأ بين الثنائي سموأل والقائد بويا.
نبض الأسياد
المهم في الأمر أن الضي بفنياته العالية وإمكاناته المهولة قاد الأزرق إلى مرحلة المجموعات بعد أن استخدم موهبته العالية في الاستلام والمرور من الخصم ومن ثم التصويب بدقة في قلب المرمى أعلنت هدف التأهل للأزرق .
أدوار عظيمة قام بها الثنائي بشة الصغير وموفق صديق، خاصة الأخير الذي لعب مباراة كبيرة مقارنة بعمره، مقارنة بخبراته الأفريقية، موفق صديق مشروع لاعب جماهيري كبير للسودان قبل الهلال .
وأن كانت هناك إشادة فهي لجمهور الهلال العظيم الذي لعب دوراً مهماً في بث الحماس في نجوم الفريق ودفعهم للقتال من أجل الفوز والمحافظة على على الهدف المحرز.
جماهير الهلال كل يوم تضرب مثلاً حياً لحبها اللامتناهي لفريقها ولنجومها، كل يوم تضرب تلك الجماهير العاشقة مثالاً حياً بأنها سر تفوق الهلال وتميزه على الأندية كافة، فهنيئًا للهلال بهذه الجماهير العاشقة الوفية، وهنيئاً لنا بها عاشقة ومحبة للونين الأزرق والأبيض .
كنت أتوقع أن يقوم الإطار الفني للهلال الدفع بنصر الدين الشغيل مبكراً في وسط الملعب، لأن خبرات وإمكانات الشغيل كانت قادرة أن تحمي الهلال من كل شيء، لكن للإطار الفني للفريق له رأيه ويجب أن نحترم هذا الرأي الذي أفضى في النهاية لصعود الهلال .
مبرووووك للهلال ولشعبه ولإطاره الفني ومجلسه هذا النصر وذاك التأهل .
أخيراً أخيراً..!
انتهت مرحلة كما قلت، وجاءت مرحلة جديدة، مرحلة أن الأندية التي صعدت هي الأفضل بين كل الأندية الأفريقية، وبالتالي فإن الأمر يحتاج إلى إعداد خاص، يحتاج إلى تضافر الجهود، جهود كل الأهلة من أجل أن يواصل الهلال مسيرة الأبطال.
هي رسالة موجهة لرئيس النادي شخصياً، نعم، أنت من تصرف على الفريق وتسيِّر النشاط، أنت من تتحمَّل فاتورة السفر والمعسكرات والرواتب والحوافز، هذا الصعود يجب أن يجعلك تنفتح أكثر مما أنت عليه،نبض الأسياد أعلم أن الوحدة وتكاتف الأهلة جميعهم هو الطريق الأمثل لمواصلة مسيرة الأبطال، وعليك أن تعلم أن ما تحقق لعبت فيه قوى أخرى غيرك دوراً مهماً، لأن كرة القدم بمثلما أنها لعبة جماعية داخل الملعب، يجب أن تكون هي جماعية خارجه، وهو الطريق الوحيد الذي يقود الفريق في الذهاب بعيداً في البطولة الأفريقية ودوي المجموعات تحديداً .
عليك في المقام الأول أن تدعم الفريق بلاعبين قادرون على إحداث الفارق وتحقيق الانتصار، عليك أن تجلس إلى الإطار الفني للفريق لمعرفة حاجة الفريق، وعليك أن تلتزم بترشيحاتهم، دعك من تسجيلات الشو التي لم تقدم شيئاً للهلال منذ توليك هذا الملف، حان الوقت نبض الأسياد الآن ليكون الإطار الفني للفريق هو من يحدد حاجة الفريق في الانتدابات خاصة الانتدابات الأجنبية، وقتها لن تندم أبداً.
أخيراً جداً..!
أهم ما ميَّز الهلال في مباراة الأمس، هي الانضباط التكتيكي العالي الذي رسمه الإطار الفني للفريق ونفذه نجوم الفريق، وأهم ما ميَّز نجوم الهلال في هذه المباراة أيضاً هو معالجة الخلل الدفاعي البيِّن الذي ظل سائداً بالفرقة الزرقاء، وأخيراً الهلال يا سادة هو مصدر السعادة .
