كـــــــرات عكســـــية
محــمد كامــل سعــيد
Mohammed.kamil84@yahoo.com
الكونفدرالية كانت الأنسب للهلال..!!
* تابعت اجزاء من مباراة الهلال وضيفه انيمبا النيجيري في اياب الدور الاول لبطولة الاندية الافريقية الابطال والتي جرت أول أمس بملعب الهلال (الجوهرة الزرقاء)، وقبل الدخول في تفاصيل ما جرى وما سيترتب على ما جرى، لابد لي من الاشادة بما تابعته من روعة على الشاشة، من صورة مبهرة، وانارة حولت ليل ام درمان الى نهار..
* وبالانتقال الى المستوى العام نجد ان الهلال جسّد كل عيوب اللاعب والكرة السودانية خاصة في الجانب المتعلق باخطاء التمرير والتي يكون ابرز نتائجها افتقاد الكرة سريعاً ومنحها الى الفريق الضيف، الذي لم يجد اي صعوبة في افشال كل المحاولات الزرقاء وكان بالامكان ان يصل باللقاء الى ركلات الترجيح ويعبر الى المجموعات بكل سهولة..
* لعب انيمبا بارتياح في كل خطوطه، وعاب لاعبيه الفشل في التعامل مع حالة التوهان التي ظهر بها الهلال في ملعبه ووسط جماهيره، في ظل التكرار الممل للهفوات الساذجة والتي كاد الحارس جمال ان يكرر من احداها شريط المشطوب حسين الجريف الذي حدث قبل ايام امام الوصل، وقدم هدية نادرة لمهاجم انيميبا الذي فيما يبدو انه (اتخلع)..!
* نعود الى آفة الكرة السودانية، والداء الكامن في نفوس لاعبنا السوداني والمتمثل في اخطاء التمرير، حيث لا افهم حتى الان ان يصل اي لاعب الى فريق في مستوى المريخ او الهلال ونتابعه وهو لا يجيد تمرير الكرة بصورة سليمة الى الزميل، ويكاد الفضول يقتلنا والكرة تصل من لاعبنا الى المنافس بسهولة وبمعزل عن الضغط..!!
* التمريرات اما تكون قصيرة، فتذهب الى المنافس، او تكون طويلة فتذهب الى الاوت ولا ادري ـ مثلاً ـ متى يأتي اليوم الذي يصل فيه لاعب الطرف الايسر فارس الى اعلى درجات التركيز التي تؤهله الى تمرير الكرات العكسية بالمقاس على رأس المهاجم..؟!!
* المؤسف حقاً والمخجل علينا، ان نطرح ذلك السؤال ونوجهه الى لاعب مثل فارس امتلأت حصيلته بالمشاركات الدولية سواء مع الاهلي شندي، والمنتخب الوطني والهلال وعلى الرغم من ذلك الرصيد لا تزال عكسياته تذهب الى الآوت وسط دهشة الجميع..!!
* حتى محمد موسى، صاحب هدف العبور، خدمته الكرة التي سجل منها الهدف فارتد اليه بعد ما طالت منه ليتقدم ويباغت الجميع بتسديدة قوية سكنت الشباك وحسمت شارة العبور التي كان بالامكان ان تضييع في اي لحظة يحدث فيها شرود او ثقة زائدة..
* نعود الى محصلة عبور الهلال الى مرحلة مجموعات ابطال افريقيا، ونشير الى انه كان من الافضل للهلال الخروج من هذه المرحلة، والتحول للدور الاول مكرر بكأس الاتحاد الافريقي (الكونفدرالية) ولو من باب ان كل الفرق التي ستلعب في البطولة الثانية مغمورة وبالامكان مقارعتها والتغلب عليها والوصول الى مراحل متقدمة ونهائية..!!
* اي نعم سادتي، كان من الانسب للهلال والافضل للاعبيه التحول الى كأس الاتحاد حيث ان مستوى الفرق يتقارب مع مستوى ازرق السودان، ان لم يكن أقل منه، وبالتالي فان فرصة تقدمه تتسع وتكبر، ويقترب من عبور المجموعات وصولاً لربع النهائي ثم نصف النهائي والنهائي، وربما الفوز بالكأس خاصة في ظل ابتعاد كبار شمال القارة..
* الحقيقة ان تأهل الهلال الى مجموعات ابطال افريقيا سيجبره على خوض مقابلات قوية امام اندية شمال القارة الافريقية حيث الترجي والنجم من تونس، الاهلي المصري، والوداد والرجاء من المغرب، بخلاف صن داونز الجنوب افريقي، ومازيمبي وغيرها من الفرق التي تفوق ازرق السودان في كل شئ وينفتح بالتالي باب وداعه بنسبة كبيرة..
* ان المستوى الذي ظهر به الهلال امام انميبا ـ للاسف ـ لا ولن يمكنه من التقدم الى ما هو ابعد من دور الـ(16) خاصة وانه سيتم تصنيفه مع اندية المستوى الثالث، وبالمقابل فان تحوله الى الكونفدرالية كان بالامكان ان يضمن له تصنيفاً اولاً ويقترب بالتالي من العبور الى ربع النهائي ولو بالاستناد على خبرة لاعبيه مقارنة مع المنافسين..!!
* عموماً، سنحرص على متابعة ما يمكن ان يحدث في المرحلة المقبلة، خاصة ما ستسفر عنه قرعة المجموعات والتي تنبئ بمقابلات ثقيلة قد تقود الى نتائج كارثية وفي نفس التوقيت تضيع على الازرق فرصة ذهبية في بطولة الكونفدرالية لا ولن تتكرر.
* تخريمة أولى: تظل نفسية اللاعب السوداني الهشة هي مصدر الرعب الدائم للمتابعين والعشاق، ويظل العلاج او الوصفة السحرية غائبة عن كل المدربين سواء الوطنيين او الاجانب، بدليل ان لقاء الهلال وانميبا أول أمس شهد شرود ذهني خرافي لعدد من اللاعبين ولدرجة كان بالامكان ان تتسبب في ولوج هدف في اي لحظة من اللحظات في شباك جمال سالم.. حدث ذلك في ظل صمت واستسلام تام لافراد الجهاز الفني، وغياب للتركيز.. ولو لا رعونة وفقدان افراد النيجيري للخبرة لتابعنا ازرق السودان وهو يخسر في ملعبه ووسط جماهيره.. نقول ذلك وفي البال ان المنافسين في قادم المراحل لا ولن يكونوا بسذاجة وضعف افراد انيمبا.. ما معناه لابد من عمل خرافي ومجهود فني كبير..
* تخريمة ثانية: من الطبيعي ان يهتم المرضى بالهوامش، او لنقل الاخطاء الفردية التي تحدث في اتحاد الكرة الذي يترأسه البروفيسور كمال شداد، ومن المنطقي جداً ان يتجاهل اصحاب الغرض والمرض والمطبلاتية والهتيفة كل ما يدور في محيط عملهم من فوضى ومحسوبية وتزوير ورشاوى وغير ذلك، وان يتحول كل اهتمامهم بخطأ لا علاقة له برئيس اتحاد الكرة الذي اعلن معاقبة كل من يثبت تورطه في خطأ ترشيح الكرواتي زدرافكو في تصويت اختيار افضل نجوم الكرة العالمية.. نقول ذلك وتؤكد المعطيات ان نجاحات المنتخبات وكرة القدم النسائية لا تمثل اي شئ لاولئك التجار الذين اغرقتهم اموال السحت والغسيل.. ولنا عودة باذن الله لهذه القصة..!!
* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.