فجأة تسرب الحلم وتلاشى كالسراب، ربما لأننا أسرفنا في صناعته وتخيلنا تفاصيله وعشناها واقعاً من دون أن نملك أدواته، فلم يكن كل ذلك إلا مجرد أحلام ليل تحولت إلى كوابيس مزعجه عندما أفقنا وليتنا لم نفق ولم نرَ الواقع بوجهه القبيح
منتخبنا الوطني ذو الفرص المتعددة والوافية لتخطي المنتخب التنزاني في المباراة الفاصلة علي ارضنا ووسط جمهورنا للوصول الي نهائيات الشأن بدولة الكاميرون يخسر ويغادر بخفي حنين، وفي ليلة حزينة بعد ان تفائل الجميع بان النصر بات حليفنا ومن دون محال وسط أكبر حضور جماهيري جاء ليزفه إلى النهائيات بالكاميرون ، ولكنه اضطر إلى الصمت مرغماً، لأن المنتخب”خذله في وقت الجد.بعد عشم جماهيره وهو علي يعد خطوات قليلة للوصول الي الهدف المنشود بهدف بتنزانيا واردفة بهدف في شوط المباراة الاول بالخرطوم
جمعة حزينة ويوم بلا هوية للكرة السودانية فبعد أن كان الكل يبارك ويستعد لدحر المنتخب التنزاني خاوي الوفاض إلى دار السلام
وعلى رغم أخطاء الجهاز الفني بقيادة الكرواتي ذدرافكو بإصراره علي تكرار اخطاء مباراة تشاد السابق في تصفيات المونديال المؤهلة الي قطر واللعب بثلاث محاور ارتكاز بين ارضه ووسط جمهوره من دون ابتكار اساليب جديدة لمباغتة الخصم بالهجوم الكاسح والتسجيل بأكثر من هدف نجده يتمادى ويصر علي تراجع مستويات مردود المنتخب فكانت الخسارة واضحة في امتلاك المنتخب التنزاني علي مجريات المباراة والسيطرة المطلقة علي منطقة المناورة بعد وقف محاور منتخبنا المساندة للدفاع بقيادة الشغيل وابوعاقلة ومحمد الرشيد يتفرجون علي الخصم وعدم اعطاء اطراف الملعب الحرية من جانب اطهر في التوغل والزيادة العددية ، إلا أن ذلك لا يلغي أن الفريقين كانا في أسوأ حالته ألفنية خصوصاً خط الهجوم بقيادة عجب ، وبيديهما لا بيدي التنزانيين خسرنا وغادرنا ، بعدما غابت الروح وغاب الجسد، وكان من يلعب مجرد قمصان عليها شعار فكان القدر المحتوم المغادرة من هنا علي ملعبنا
هل فقدنا ثقافة الحصول على بطاقة التأهل حتى نخسرها بهذه السهولة؟ ويتوالى ذلك تباعاً كل موسم ومن فرق أقل منا إمكانات ومواهب ولم يصرف عليها معشار ما صرف على أنديتنا من أموال إن كان لمنتخب الشباب العذر بسبب الفوارق الفنية الشاسعة بيننا والمنتخب النيجيري وما العذر ان نخسر امام منتخب مثل تنزانيا علي ارضنا بصراحة لا عذر له البتة لأنه يكرر الخروج في كل نسخة من البطولة تارة من بوروندي ومرتين من تنزانيا وأخري امام يوغندة ومن مراحل باكرة، ولكنه لم يحسن استثمار الوصول لهذه المرحلة المتقدمة والوصول الي النهائيات لتأتي الهزيمة بل من مستوى اللاعبين السيئ الذي يهبط للحضيض في وقت غريب يكون عادة في وقت الحسم.
اللاعبون الذين خذلوا”شبيه الريح”في ساعة العسرة، وكان يحسبهم سنداً له هم للأسف من بذل لأجلهم الغالي من المال والصحة والوقت وحباً في الشعار ليس ملكاً لهم ولا له، ولكن للملايين الذين يملئون الاستاد في كل آن يغادرون مدارسهم وأعمالهم لأجله ويخصونه بالدعاء كأبنائهم ولكنهم لم يردوا له ولا لهم جزءاً من هذا الجميل. أي جحود مارستم يا لاعبو