في الوقت الذي تشتعل به شوارع العراق بتظاهرات غاضبة ضد الفساد وسوء الأوضاع السياسية والاقتصادية، التي تراكمت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بسبب التدخل الإيراني، يستعد منتخبا البلدين لخوض لقاء كروي شرس، يرى فيه متظاهرون فرصة “لرفع الرأس واسترداد الكرامة”.
ويواجه “أسود الرافدين” المنتخب الإيراني في العاصمة الأردنية عمان، الخميس، ضمن الجولة الرابعة من التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأسي آسيا والعالم، في لقاء يترقبه المتظاهرون العراقيون على أحر من الجمر.
وندد المحتجون في مختلف أنحاء العراق، بالتدخل الإيراني السافر في شؤون بلادهم، وتحريك طهران أذرعها المسلحة في المنطقة، ليصل بهم الأمر إلى محاولة اقتحام مقر القنصلية الإيرانية في كربلاء وحرقه.
ويرى متظاهرون أن مباراة منتخبهم مع نظيره الإيراني “فرصة لرفع رؤوسهم عاليا ومواجهة إيران”، حسبما ذكرت “فرانس برس”.
وقال المتظاهر العراقي حسين ضياء (24 عاما): “إذا تغلب فريقنا على إيران، فإن هذا سيدفع المزيد من الناس للنزول إلى الشوارع، وسيرفع من معنويات المتظاهرين”.
وأضاف: “يجب على لاعبينا أن يبذلوا قصارى جهدهم لنتمكن من رفع رؤوسنا عاليا، ومواجهة إيران”.
“توقيت ممتاز”
من جانبه، اعتبر المتظاهر أحمد الوشا، أن المباراة جاءت في توقيت ممتاز، قائلا: “كرة القدم هي أفضل طريقة لنبعث رسالة إلى العالم أجمع. كلنا نراهن على هذه المباراة”.
ويأمل الوشا أن تكون هذه المباراة، وسيلة لجذب الانتباه الدولي للاحتجاجات، و”دفع الأمم المتحدة للتدخل وإنهاء سفك الدماء في العراق”.
ومنذ اندلاع الاحتجاجات في الأول من أكتوبر، قتل أكثر من 300 شخص، وأصيب نحو 12 ألفا من المتظاهرين، علما أن لاعبي العراق سيرتدون شارات سوداء خلال اللقاء لإظهار تضامنهم مع الضحايا.
وقال وشا: “عندما تبدأ اللعبة، فإن أسود الرافدين سيحظون بمشجعين ليس في عمّان فقط، وإنما من قلب التحرير أيضا (ساحة التظاهرات الرئيسية في بغداد)”.
ونصب ناشطون في الساحة، شاشة ضخمة لمشاهدة المباراة، في تمام الساعة الخامسة مساء (1400 بتوقيت غرينتش)، وهو عادة الوقت الذي تزداد فيه أعداد المتظاهرين المتوافدين.
ومن المتوقع أيضا أن تشهد المباراة حضورا كبيرا من الجالية العراقية في الأردن، وقد نشر البعض بالفعل دعوات عبر الإنترنت لارتداء أقنعة طبية خلال التشجيع في الملعب، تضامنا مع المتظاهرين الذين يواجهون الغاز المسيل للدموع في العراق.
ودعا ناشطون آخرون، الجماهير إلى الوقوف في الدقيقة 25، ليهتفوا: “نريد بلدا”، وهو شعار رئيسي في الاحتجاجات.
من جانبه، حذر رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، من أية أعمال شغب، قائلا: “لا للافتات العنصرية ضد المنتخب الإيراني، وإلا فقد يعاقبنا الفيفا”.
يذكر أنه في أكثر من 12 مواجهة بين المنتخبين، فازت إيران 11 مرة، وانتصر المنتخب العراقي 6 مرات، فيما تعادلا مرتين.