صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

داء التعصب وغياب الاستفتاءات السنوية..!!

48

كرات عكسية

محمد كامل سعيد
داء التعصب وغياب الاستفتاءات السنوية..!!

* ايام قليلة ويطوي عام 2019 اخر صفحاته فاسحا المجال للعام الجديد 2020 الذي نتمنى ان تتبدل فيه الاوضاع الحالية، ويحمل معه الكثير من البشريات، ويكون مليئا بالانتصارات والتفوق بالنسبة لرياضتتا السودانية، بصفة عامة، ومعشوقة الملايين كرة القدم الساحرة المستديرة على وجه التحديد..
* يمضي عام وينقضي، ونقترب من بداية عام جديد وفي القلب حسرة على الواقع الذي وصلت اليه رياضتتا وكرة القدم على وجه الخصوص.. وكيف لا نتحسر ونتالم والتعصب القاتل قد تمدد بالطول والعرض فارضا نفسه على جل الشرائح الرياضية متغلغلا في كرة القدم بالتحديد وصارت كلمته للاسف هي الاقوى والاعلى..؟
* غابت معطيات التنافس الجميلة وتحولت الكرة الى ساحة للتنافر والتعارك والمكاواة والكراهية.. وسارت بنا العجلة في اتجاه عكسي لذلك المرسوم والذي يفترض ان تمضي فيه الساحرة المستديرة بهدف تقريب الشعوب على اعتبار انها اللغة المشتركة التي تحرك الساكن في النفوس عبر الانفعالات التلقائية مع حركة اللاعبين داخل المستطيل الاخضر..
* صارت الكرة عندنا في السودان عبارة عن معارك يشعلها التجار والدخلاء بين المحبين والمريدين الذين لا ذنب لهم غير انهم تعلقوا بمعشوقة الملايين في كل انحاء العالم.. يحدث ذلك في وقت نتابع فيه كل شعوب العالم وهي تتخذ من كرة القدم وسيلة عملية للتواصل والتسامح والتصالح والالفة وغير ذلك من المعاني السامية الجميلة..
* مباريات الكرة عندنا تحولت بفعل فاعل الى (حروب ومعارك حربية)، وكر وفر، ومساجلات، وملاسنات تلعب على صفحات الاصدارات الورقية او عبر وسائل التواصل اكثر من الملعب حيث بختلف فيها المريدون ويتخذها البعض مجال لتصفية الحسابان سواء كانت عامة او شخصية..
دون الخوض في اي تفاصيل او التلميح بما اذا كاتت سلبية او ايجابية..
* الشاهد ان مستوى الهلال مقارنة مع منافسه التونسي لا يطمئن ابدا خاصة وان لقاء السبت سيقام خارج ملعب ممثل السودان وفي ظروف صعبة من كل النواحي ومهما كان فقد كان الشعب الازرق بحاجة الى كلمات مباشرة من المدرب الجديد حتى ولو بتاكيد حقيقة الفوارق الخرافية مع منافسيه والتي تجعل الحصول على نتيجة ايجابية بتونس مهمة صعبة جدا..
* لقد تفاجانا مثل كل المتابعين بموافقة حمادة صدقي على تولى مسئولية تدريب فريق الهلال في هذا الوقت الحرج خاصة وان كل المؤشرات تفتح الباب واسعا امام وداع الفرقة الزرقاء وانهيارها لمصالح المنافسين. حتى فوز الهلال على بلاتينيوم والذي تحقق بصعوبة وفرحت به الجماهير تلاشى بعد فوز النجم في الجولة الثانية لانه اكد ان الزيمبابوي سيكون الحصالة..
* لا نعلم حقيقة تفاصيل العقد الذي اجبر حمادة صدقي على الموافقة والمجازفة باسمه وتاريخه وفي البال اعتذار حسام حسن عن مهمة الاشراف على ممثل السودان لا لشئ سوى لقناعة عميقة في ان قيادة الهلال في هذا الظرف المتمثل في تواجده مع الاهلي والنجم بمجموعة واحدة يصعب المهمة ويجعلها غير مضمونة النتائج..
* الوضع الماثل للهلال ومهما حاولنا تجميله او تطمين انفسنا لا يسمح لا لحمادة صدقي ولا غيره من المدربين بفعل اي شئ وذلك استنادا على وضعية كرتنا والفهم المتاخر للاعبنا ورؤيته المحدودة لما يدور من حوله.. كما ان صمت المدير الفني الجديد سيزيد او لنقل انه زاد عمليا مساحة الوهم لدى البعض ما معناه اننا موعودون ربما بصدمة..
* تابعت صدقي في القناة وهو يشرف على التدريبات الاخيرة للهلال واعتقد ان الاستقبال الكبير الذي حظي به من جانب الجماهير لا يعني اي شئ خلاف انه تعبير طبيعي لطيبة وكرم شعبنا
السوداني المتفائل بالمدرب الجديد لكن ذلك الفرح سيكون قابلا للانقلاب الى الضد تماما حال سقوط الهلال في تونس السبت..
* الهلال سيحتاج الى الحظ يوم السبت اكثر من اي شئ آخر.. حتى ولو وفق صدقي في رص لاعبيه بالشكل المطلوب امام المرمى كما يفعل مع الفرق الصغيرة التي دربها عند ما يقابل الاهلي والزمالك فانه لن يستغنى عن مساندة الحظ له ولفرقته التي نتمنى لها التوفيق والعودة بنتيجة ايجابية في موقعة اول الاسبوع المقبل.
* تخريمة اولى: الصمت القاتل للمصري حمادة صدقي والذي مارسه منذ الوصول للخرطوم يضعه امام خيارين لا ثالث لهما الاول اذا عاد الهلال بنتيجة ايجابية فانه سيتحول الى اسطورة لدي معظم ابناء شعبنا المشهور بانه انطباعي من الدرجة الاولى، اما حال خسارة الازرق، لا قدر الله، فلا نستبعد ان تكون محطة البداية هي الخطوة النهائية لاقصر مشوار لمدرب في عهد اشرف الكاردينال..
* تخريمة ثانية: واصل اهلي شندي السقوط في الدوري الممتاز وتعرض للخسارة امام هلال الفاشر.. في حين تفوق التبلدي على الرابطة بثلاثية وهي نفس النتيجة التي فاز بها الخرطوم الوطني على هلال كادوقلي.. انها التقلبات المستمرة للمسابقة التي تحتاج الى تفسيرات منطقية من جانب المدربين الذين يشاركون بلا توقف في لعبة الكراسي الموسيقية ويتبادلون المواقف والمواقع مع بعضهم البعض اندية الممتاز بمعدل كل 3 او 4 اشهر..
* تخريمة ثالثة: وتااني بنكرر وبنعيد.. مرت الايام.. كالخيال احلام.. ولا زلنا في انتظار نتيجة شكوى المريخ الى كاس والتي اوهم بها بعض المرضى عشاق الكيان واكدوا لهم انها مربوحة.. بل واقنعوا البعض بان سراب الشكوى اياها انما هو ماء..!!
* حاجة اخيرة: تقدم المريخ بثلاثية على الشرطة اثناء كتابتي لهذا المقال وكالعادة كان عجب هو البطل الابرز.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد