* لا أدري لماذا يتعجب عشاق المريخ والهلال من حالة عدم الاتزان وغياب الالتزام بالوعود من جانب ادارات القمة تحديداً في مثل هذه الايام (فترة التنقلات والتسجيلات).. حتى نحن فان الواجب يحتم علينا الابتعاد عن تأمين الوهم الذي يبثه التجار بهذه الفترة..
* غياب المال او وجوده لا يعني أي شئ بالنسبة للادارات التي يصيبها غياب الرؤية الفنية في مقتل، وتضعها الفوضى في مواجهة حقيقية مع الجماهير التي لا تمل تصديق كل ما يشاع ويتم تداوله عبر الاصدارات التي يتحول جلها الى نشرات لتوزيع احلام وآمال صاحب النشرة او الاصدارة الصحافية..!!
* ظللنا نتابع أوهام التسجيلات منذ سنوات طويلة، ولدرجة حفظنا معها كل العبارات الموغلة في السطحية على شاكلة (الاداري الفلاني يؤكد التزامهم بالرأي الفني في دعم صفوف الفويق.. عمليات الاحلال والابدال تمضي على الخطة التي وضعتها لجنة التسجيلات.. نبشر عشاق الفريق بمحترفين من العيار الثقيل يستطيعون ايجاد الفارق)..!
* والى غير ذلك من الخزعبلات تمضي التسجيلات، ونكون على موعد بعد ستة أشهر مع شطب جل اللاعبين الذين تم التعاقد معهم، ذلك بعد ما تتحول الأوصاف الرنانة الى كوابيس وتتأكد الجماهير المغلوبة على امرها بالواقع المرير وحجم الوهم الكبير..
* وتظل ساقية التسجيلات تلف وتدور (على الفاضي) ومع الايام تتبخر الاوهام بعد ما تدحرها تفاصيل الحقيقة المرة، ويقف الجميع على حقيقة تواضع الاجانب، ووهم كل ما قيل من اوصاف عنهم.. فينال كل من انضم للقمة كوتة كبيرة من الدولارات ويغادر..!!
* تنتهي القصة على ذات تفاصيل الفشل السابقة، ويتواعد العشاق وقادة ادارة القمة على لقاء مقبل سيكون بلا شك بعد ستة اشهر وبالتحديد في فترة التسجيلات التالية.. وعملياً كما هي الصورة الحالية يتقابل الطرفان بالاحضان ويتبادلات عبارات الشوق الوهمية..!
* الان، وصلنا الى مرحلة متقدمة من فيلم الموسم السنوي وهي فترة اتمام التعاقد عن طريق (الصدمة) والتي تعني الاستسلام لما هو متاح والتوكل على الحي الذي لا يموت والتعاقد مع الاجانب الذين وصلوا.. مع التأكيد على انهم متفردون وفي قمة الجاهزية لتحقيق احلام وآمال الجماهير العاشقة.. اما عن ما سيحدث عملياً فلا احد يعلم..
* الغريب في الموضوع ان الجماهير ـ او لنقل السواد الاعظم منها ـ يتفاجأون باسماء اللاعبين الذين تدور حولهم الحروب والمطاردات والخطف والاخفاء لا لشئ سوى لانهم ـ اي عشاق الكرة ـ لا يسمعون بتلك الاسماء الاّ في فترة التنقلات..
* وعلى سبيل المثال اجد نفسي لاول مرة امام اسماء تمبش وطبنجة وكومر وغيرها من التي لا نسمع عنها ولو حتى في التعليق على المباريات بالدوري الممتاز وهنا فاننا نقصد اذاعة ام درمان لان عشاق الكرة الذين يتابعون دورينا في التلفاز تراجع عددهم بشكل مخيف جداً خلال السنوات الاخيرة..!!
* حتى الاجانب فان عمليات التعاقد معهم تتم بمعزل عن المتابعة حيث يعتمد قادة الاندية على السماسرة ووكلاء اللاعبين والاستناد على شرائط الفيديو التي دائماً ما تكون كاذبة وغير حقيقية.. نقول ذلك ونحن نعلم ان الرأي الفني يظل على الدوام برئ من ما يحدث..
* الان اقتربت فترة التسجيلات من محطتها النهائية، ولا تزال الادارة في القمة تبحث وتنقب عن اي لاعب لاتمام التعاقد معه ليس لخدمة الفريق فحسب بل لارضاء الجماهير في ظل تغييب كامل لاصحاب الفهم الفني وخبراء التسجيلات الذين يتم تهميشهم تماماً في مثل هذه الايام وبالمقابل تنشط تحركات السماسرة والتجار..!!
* وعلى طريقة (دفن الليل) سنتابع كيف سينهي المريخ والهلال فترة الانتقالات الحالية ولا ولن نتعجب من الفوضى واللهث الذي سيحدث في الساعات الاخيرة قبل موعد قفل السيستم والذي ظل على الدوام يظهر لنا ضحية في آخر اللحظات لنتابع الطرف الاخر وهو يمارس التريقة في حين ان الايام وحدها هي التي ستقود الشامت اليوم للوقوع غداً.
* تخريمة أولى: لو تمكن الهلال من التعاقد خلال ساعات اليوم او غداً مع الارجنتيني ليونيل ميسي فانه لا ولن يتمكن من اثبات جدارته مع الفريق في مباراته المصيرية المرتقبة والصعبة امام النجم الساحلي التونسي والتي ستقام بعد اقل من (96) ساعة.. وعليه وبدلاً من توزيع الوهم اعتقد ان اسرة الازرق مطالبة بالتركيز مع العناصر الحالية وانتظار توفيقها لان اي لاعب جديد في صفوف الهلال لا ولن يتمكن من دفع العجلة الى الامام.. فقط تذكروا حديثي هذا..!!
* تخريمة ثانية: اقتربت فترة التسجيلات من اليوم الاخير، ولا ندري كيف سيكون سيناريو اللحظات الاخيرة.. انه تجسيد عملي لكل ما له علاقة بالفوضى واللامبالاة وغياب بصمة اصحاب الشأن الفني، والمقابل تمدد قادة الادارة الذين يستندون على مقولة واحدة هي (أنا أدفع.. فلابد لي ان اقرر واحدد هوية المشاطيب واي لاعب يفترض ان يتم التعاقد معه)..!!
* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي