صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مع “الكرادنة” في بيتهم

77

افياء
ايمن كبوش

مع “الكرادنة” في بيتهم

لا ضير عندي في أن احشر في “زمرة غلاة” المعارضين لوجود “الكاردينال” في الهلال لأسباب قدرتها وقتها لوحدي، ولا شك عندي في أن الأخوين “فاطمة والرشيد” هما “المبتدأ والخبر” في كفة المعادلة الأخرى الداعمة لوجود الكاردينال في الهلال، ولكن بعيدا عن مزاعم ذلك الأخ الأكبر الذي خشي عليّ، من محبة ودعم اعتدتهما منه لشخصي، بأن “الكاردينال اشتغل بي سياسة”.. اقول له أن مياها كثيرة مرت فوق وتحت “جسري الإنساني” دعتني للانتباه والبقاء في محطة “شارع الصحافة” الذي لا ينبغي أن يتحول إلى “قضبان سكة حديد” في زمن الكباري العائمة ومترو الانفاق وسرعة الضوء.. فتح لي “الرشيد علي عمر” صحيفته “الاسياد” وبيننا ما صنع الحداد.. وزاد على ذلك بترحيب محترم.. ثم جاءت” فاطمة” وقدمت عرضا كارديناليا ترفع له الانخاب، ليست انخابا للقيمة المادية العالية وانا “مجرد جورنالجي” يقف في صف “الماهية اوف عيشة هاك وكوف” ولكنها في ذلك العبور الذي يؤكد بأن خلافاتنا الرياضية، بما فيها من مخاشنات ودواس واستخدام أسلحة باليستية، ليست في حاجة لابوجا وميشاكوس وضاحية نيفاشا الكينية.. لذلك أريد أن انقلكم إلى ما كتبته هنا قبل عامين عن “سياسة جديدة” كان الأخ أشرف الكاردينال رئيس نادي الهلال قد أعلنها مع الإعلام الهلالي ولم يكتب لها النجاح في وقتها إلى أن هيأ الله لها أمر رشد.

يومها قلت: “لا نستطيع ان نجافي الحقيقة التي نراها امامنا.. بان هلال 2018 بدأ التحضير لموسمه، على غير العادة، باحترافية كبيرة.. احترافية شملت جميع قطاعات النادي المتعلقة بفريق الكرة.. القطاع الرياضي.. دائرة الكرة.. الاطار الفني.. واللاعبين.

ولكن اهم الملفات التي احسب ان مجلس الهلال (اشتغل) فيها بإحترافية لافتة.. هو ملف الاعلام الرياضي.. وذلك باتباع سياسة الابواب المفتوحة امام الجميع.. وبلا استثناء.. ولعلها المرة الاولى التي استطاع فيها السيد اشرف الكاردينال ان يقرن القول بياناً بالعمل.. اذ سمعناه يبعث برسالة تلفزيونية الى بريد (الاعلام الهلالي) ويرفق معها كلمة، بلا استثناء، حيث طالب بالوقوف معهم ومساعدتهم في تطبيق سياستهم الجديدة.

سياسة الانفتاح الاعلامي هي واحدة من بشريات العام الجديد، ولكن نخشى ما نخشى ان يقف قطار الكاردينال عند عقبة جيوش الظلام التي يعرفها الكاردينال اكثر من غيره.. ولا تعوزها الآلية التي تجهض بها عملية (التوافق) التي يمكن ان تنتظم البيت الهلالي موالين ومعارضين على حد السواء.

لم يجن الكاردينال شيئا من سياسات التعتيم السابقة.. ولم يجن شيئا من ذاك التكميم الذي تمارسه (آلته الاعلامية) الا المزيد من الدمار والخراب والشتات.. فدفع الهلال الفريق.. والهلال المجتمع.. الكثير من الفواتير الباهظة التي كانت تكفي لبدايات جديدة.

لكنهم تجار الحرب في كل العالم.. يستمتعون باشعال الحرائق في انحاء الدنيا لكي تربح تجارتهم ويغادر سلاحهم المأفون المخازن.. هؤلاء هم الملتفون خلف الكاردينال الآن.. كانوا يحسبون بان اسلوب التضييق وتطبيق اسلوب حماية الحيز بطرد هذا وتخوين ذاك.. سيبقي الكاردينال طويلاً (رهيناً) لتلك الاساليب القذرة التي ابعدته من مجتمع الهلال الحقيقي وقدمته للآخرين في صورة مشوهة لا تشبه رؤساء الهلال الذين ظلوا على مر التاريخ وسط الجماهير.. يستأنسون برأي زيد ومشورة عبيد.. ولا يغلقون الباب امام صاحب وجهة نظرة مختلفة.. لذلك ظل المختلفون مع رؤساء الهلال السابقين يقابلونهم بالحب والاحترام والتقدير وهم في عز اختلافهم.. تختلف وجهات النظر ويظل الهلال واحد.

نشد على يد من اشار للكاردينال بإعمال هذه السياسة التي تجعل من الاعلام الهلالي قوة دفع موجبة في صفوف متساوية.. بدلاً من البقاء طويلاً في محطة الحصول على المصالح الخاصة وكيفية المحافظة عليها.. بابعاد الآخرين.. وصناعة الكراهية ما بينهم والحاكمين.. حتى يصبح الطريق سالكاً لجني المزيد من الثروات بإسم الهلال العظيم.

نتمنى ان تستمر هذه السياسة (المنفتحة) وان يعود الهلال هلالاً للجميع.. ومن الجميع.. لا هلالاً يمرح فيه اولئك المنتفعين.. المتاجرين باسمه.. العابثين بمقدراته ومورثاته.”

كتبت الذي كتبته واعيده اليوم دون أن امسح منه سطرا.. وبعد عامين غيّر الكاردينال سياسته مع الإعلام.. وتبعته فاطمة وانضم لهما الرشيد.. وهانذا اكتب بتلك المواقف المتصالحة التي ينبغي أن يكون عليها “العمل العام” في ظل هذه الحياة القصيرة التي نفرح بها وبما فيها من بهارج الغرور وننسى انها حياة قصيرة..

غدا اكتب عن” أباتشي الكاردينال” الذي نتمنى أن يحدث الزلزال.. ان مد الله في الآجال.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد