صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الطيب مصطفى عينك في (البرهان) وتطعن في (حمدوك)

31

 

القراية ام دق

محمد عبد الماجد

الطيب مصطفى عينك في (البرهان) وتطعن في (حمدوك)

(1)
لا شيء يقلقنا على الحكومة الانتقالية وعلى انهيارها اكثر من تمدد (الصفوف)، وارتفاع الاسعار.
لو ادركت الحكومة الانتقالية خطورة (الصفوف) عليها – لما ابقت تلك الصفوف لحظة واحدة.
الآن اسمع عن الكثير من اللجان والقوانين عن ازالة التمكين وتفكيك نظام 30 يونيو 1989م – الجهد الذي تبذله الحكومة في ذلك يجب ان تبذله في ازالة (الصفوف).
النظام البائد يكمن في تلك (الصفوف).
نحن نرى (الانقاذ) في ارتفاع الاسعار.
الانقاذ هي تلك (المعاناة) – على هذا نفهم الانقاذ.
اذا اردتم ازالة التمكين وتفكيك النظام البائد ، عليكم بمراقبة الاسعار – وازالة الصفوف.
كل برامج الحكومة وكل احلامها وامانيها ومشاريعها المستقبلية لن يكون لها قيمة في ظل وجود صفوف الخبز والوقود.
انتصار الحكومة الحقيقي يتمثل في القضاء على تلك الصفوف.
ضبط (الاسواق) – يجب ان تضع له لجان ومحاكم وقوانين.
الفرق بين ما يحدث الآن وما كان يحدث في العهد البائد ان الشعب الآن عنده القابلية للتعامل مع تلك الاوضاع – روح الثورة وحماسها يغطي على كل الازمات – اذا غابت هذه الاشياء فلن تصمد الحكومة الانتقالية (24) ساعة.
احرصوا على ان تبقوا على روح الثورة – في كل القرارات – في كل الخطوات التي تخطوها الحكومة – لا شيء يبقي الحكومة الانتقالية غير روح ثورة ديسمبر المجيدة.
كنا نشعر بالثورة في تجمع المهنيين. الآن نشعر بها في (لجان المقاومة) – اذا غابت الثورة عاد النظام البائد.
يجب ان يشعر الشعب ان حكومته في مقام الثورة – ان تواصلت الازمات واستمرت ، نريد ان نشعر ان الحكومة تعمل وتجتهد.
(2)
احزنني خبر في (الانتباهة) امس يتحدث عن تفاقم ازمة الدقيق والوقود بمدينة ود مدني بصورة كبيرة ، محتجون اغلقوا شارع النيل بود مدني امس الاول احتجاجاً على عدم صرف الوقود.
مدينة ود مدني شهدت تسجيل اطول صفوف للبنزين تمتد على مسافة 2 كيلو متر.
هذا مؤشر خطير.
هذه كارثة يجب ان تقف عندها الحكومة الانتقالية
الحكومة الانتقالية ان كانت لا تدرك خطورة ذلك – عليها ان تعلم انها تسير على خطوات حكومة الانقاذ.
ندرك الصعاب التي تواجه الحكومة الانتقالية، ونعلم العقبات التي تعترض الاقتصاد السوداني – حكومة الانقاذ عندما جاءت في 30 يونيو 1989 كانت تستدين من رجال الاعمال من اجل الصرف على احتياجات البلاد في الدقيق والخبز.
كانت الانقاذ تستنجد برجل الاعمال صلاح ادريس – الذي سد حاجة الحكومة وقتها في القمح والبنزين – وجاءت حكومة الانقاذ بعد ذلك وتعاملت مع صلاح ادريس اسوأ معاملة ، تنكرت له ولم تحسن معاملته.
الاستنجاد برجال الاعمال من اجل دفع فواتير الوقود والخبز – يؤكد كيف كان حال النظام البائد عندما استولى على السلطة.
الحكومة الانتقالية في وضع افضل كثير من حكومة الانقاذ عندما استولت على الحكم – فقط على الحكومة الانتقالية ان تبحث عن حلول جذرية للازمات – على حكومة حمدوك ان تعلم ان الشعب لن يصبر كثيراً – وان ساعة الانفجار قد تأتي في أية لحظة – لذلك احذروا تلك اللحظة.
اشعروا الشعب السوداني انكم تعملون – انكم تجتهدون.
اولى علامات تغلبكم على الصعاب هي ان تتغلبوا على (الاحباط) ، وان تبقوا على تلك الروح الوثابة التي تحمل الكثير من الاحلام والامال.
لا تسمحوا لليأس ان يتسلل بينكم.
الواقع الآن قد يكون مريراً – لكن الناس ما زالت تحتفظ باحلامها الكبيرة.
يعيش الشعب السوداني على تلك (الاحلام) – فاحذروا ان تجعلوا تلك الاحلام تنهار او تصدم.
(3)
لم تعجبني لغة مدني عباس مدني وزير التجارة والصناعة في مؤتمره الصحفي امس الاول وهو يعتذر للشعب السوداني عقب انتهاء الفترة التى حددها مسبقاً لانهاء ازمة الخبز، فيما لا تزال الازمة تراوح مكانها وتزداد.
اختلافي مع مدني عباس مدني في ذلك – انه جعل من (الاعتذار) قيمة او هو كأنها (انتصار) له ولحكومته ان يخرج ويعلن عن اعتذاره للشعب السوداني – ليقول للناس ان حكومته تتفوق على الحكومة السابقة بفضيلة (الاعتذار).
الوزير خرج للناس وهو سعيد بذلك (الاعتذار) ، وكأنه تغلب على كل الصعاب والازمات بذلك الاعتذار.
الاصل في القضية ليس (الاعتذار) – لا يعنينا ذلك كثيراً – كان يمكن ان يكون لاعتذار مدني عباس مدني قيمة لو انه قدم (استقالته) في ظل بكائية اسفه الطويل الذي قدمه للشعب السوداني.
(4)
بغم /
كتب الباشمهندس الطيب مصطفى الف مقال عن تصريح حمدوك عن الامم المتحدة – ولم يزفر الطيب مصطفى شيئاً عن لقاء البرهان برئيس الحكومة الاسرائلية.
حتى تسليم البشير للمحكمة الجنائية صدر من الشق (السيادي) في وفد التفاوض مع الحركات المسلحة في جوبا.
عينك في (البرهان) – وتطعن في (حمدوك).
الانتباهه

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد