* ثم ماذا بعد أن اجتاز فايروس (كورونا) حدود بلادنا، بشهادة وزارة الصحة؟
* ما الواجب فعله، لمنع تفشي طاعون العصر، بعد أن تم ضبط أول حالة موثقة للمرض في قلب العاصمة؟
* من سوء حظنا أن اكتشاف الحالة الأولى للفايروس الذي أحال دولاً بكاملها إلى سجون كبيرة تزامن مع أسوأ ضائقة اقتصادية تمر بها بلادنا.
* أزمات مستفحلة، دفعت ملايين المواطنين إلى الاصطفاف أمام محطات الوقود ومحلات الغاز والمخابز بحثاً عن الجازولين والبنزين وأسطوانات الغاز والخبز وغيرها من السلع المهمة.
* التعليمات الواجب اتباعها لمنع تفشي الوباء تبدأ بمنع التجمعات، واتباع طرق التعقيم، وإشاعة ثقافة النظافة في كل مكان، بدءاً بنظافة البدن والأيدي، مروراً بالنظافة العامة للمنازل والمكاتب والطرقات، وانتهاءً بالبروتكولات المعلومة للتعامل مع الأوبئة، من إعداد مناطق ومستشفيات ميدانية للحجر الصحي وخلافه.
* التجمعات مستمرة بطول البلاد وعرضها، ولم يتم حظرها حتى اللحظة.
* المدارس والجامعات مفتوحة، والحفلات الغنائية والمسابقات الرياضية متواصلة، والازدحام أمام محطات الوقود والمخابز وفي مواقف المواصلات العامة والطرقات على أشده.
* خلال الأيام الماضية خصصت وزارة الصحة مستشفى الخرطوم ليصبح مقراً لعزل الحالات المشتبه بها، وللمصابين المحتملين.
* واجه ذلك الاختيار انتقادات شديدة من قبل بعض المختصين في علم الوبائيات، لأن مقر العزل يقع في قلب العاصمة، ووسط أشد مناطقها ازدحاماً بالبشر، علاوةً على قربه من مستشفى الذرَّة ومستشفى الشعب.. ومعلوم أن مرضى السرطان والقلب قد يكونون من الفئات الأكثر عرضةً للتأثر بالمرض، تبعاً لضعف مناعتهم، وسوء حالتهم الصحية الأصلية.
* علاوةً على ذلك فقد أغفلت الترتيبات تجهيز مواقع مماثلة للعزل والعلاج في بقية ولايات السودان، التي لم تشهد أي تحضيرات لمجابهة الوباء الخطير.
* أخطر من ذلك ضعف حملات التوعية بمخاطر (كورونا)، وعدم اهتمام الإعلام تثقيف العامة بالكيفية التي يحمون بها أنفسهم من التعرض للعدوى، وانشغال الفضائيات المحلية ببرامج لا تمت لما يحدث في العالم كله بأي صلة.
* معلوم أننا كسودانيين نميل إلى المصافحة بالأيدي، وقد اتضح أنها تمثل أحد أقوى وسائل انتقال عدوى (كورونا)، وقد لحظنا كيف انطلقت حملات التوعية في كل دول العالم للتنبيه إلى مخاطر تلك الممارسة، والحض على هجرها، وحث الناس على غسل أيديهم بالماء والصابون، واستخدام المطهرات الطبية لتنقيتها، وتوضيح دورة حياة الفايروس، وكيفية تجنبه.
* كل تلك التفاصيل بقيت مجهولةً عندنا، تبعاً لضعف حملات التوعية، وانشغال الناس بمعاشهم، وازدحام وسائل النقل التي يستخدمونها في حركتهم اليومية.
* إذا تحول الكابوس إلى حقيقة في خضم الأزمات الحالية، ولم تتم توعية الناس بمخاطر الوباء فستكون المحصلة كارثية، وقد يصل عدد ضحايا (كورونا) في بلادنا إلى أرقام فلكية.
* دونكم ما يحدث في إيران، مع أنها تفوقنا في كل شيء، ولا تعاني معشار ما نعانيه من أزمات.
* مطلوب من مجلس الوزراء المبادرة بمنع التجمعات، وإغلاق المدارس والجامعات، وحظر الحفلات الفنية والمسابقات الرياضية، والشروع في تجهيز أماكن للحجر الصحي في العاصمة والولايات، تستوفي الشروط المطلوبة للحجر، مع تدريب الكوادر الطبية على كيفية فحص الحالات، والنهج الأمثل للتعامل معها.
* قبل ذلك ينبغي على كل وسائل الإعلام، الخاصة قبل الحكومية، قيادة حملات مكثفة لتوعية الناس بمخاطر الوباء، وكيفية التعامل معه، وأفضل السبل لتلافيه.
* ما لم يحدث ذلك فعلى السودان السلام.